"القدس بعد موت صلاح الدين" مآسي الاستهتار من الأيوبيين
السبت 02/يونيو/2018 - 04:02 ص
وسيم عفيفي
طباعة
يذكر بن شداد في كتابه المحاسن اليوسفية، أن صلاح الدين قسّم دولته قبل وفاته بين أولاده وأفراد من عائلته، فجعل إمارة دمشق لابنه الأفضل نور الدين علي، وهو أكبر أولاده، وأوصى له بالسلطنة، وجعل الديار المصرية لولده العزيز عثمان، وإمارة حلب لولده الظاهر غازي غياث الدين، وترك الكرك والشوبك وبلاد جعبر وبلدانًا كثيرة قاطع الفرات لأخيه العادل، وحماة لابن أخيه محمد بن تقي الدين عمر، وحمص والرحبة وغيرها لحفيد عمه شيركوه، أسد الدين شيركوه بن ناصر، واليمن بمعاقله ومخالفيه في قبضة السلطان ظهير الدين سيف الإسلام طغتكين بن أيوب أخي صلاح الدين.
خلافات الأيوبيين حول السلطة
نقش لصلاح الدين على درهم يعود لقرابة سنة 1190م.
لم يلبث الخلاف أن دبّ بين أولاد صلاح الدين، مما جعل عمهم العادل يعزلهم ويقوم بتوحيد البيت الأيوبي تحت رايته، وكما فعل صلاح الدين من قبل، فعل أخوه الملك العادل، فقسّم أراضي دولته بين أبنائه وهو على قيد الحياة، ولكن هؤلاء الإخوة لم يكونوا على وفاق بعد وفاة أبيهم، فكانوا يُحاربون بعضهم بعضًا، بالرغم من أن الصليبيين كانوا يفيدون من هذا الخلاف، وبعدهم جاء أولادهم، فلم يكونوا خيرًا من آبائهم في صلاتهم فيما بينهم وبين أبناء عمهم، ولكن واحدًا منهم استطاع أن يلمع في ظلام هذا الخلاف، ذلك هو "الصالح أيوب"، حفيد الملك العادل، الذي أعاد توحيد دولة صلاح الدين تحت سلطانه.
ولمّا مات الصالح أيوب تولّى ابنه توران شاه السلطنة، لكن مماليكه ائتمروا به وقتلوه، ثمّ نصبوا زوجة أبيه "شجرة الدر" سلطانة عليهم، وبهذا زالت الدولة الأيوبيّة في مصر وقامت مكانها دولة المماليك.
ولمّا مات الصالح أيوب تولّى ابنه توران شاه السلطنة، لكن مماليكه ائتمروا به وقتلوه، ثمّ نصبوا زوجة أبيه "شجرة الدر" سلطانة عليهم، وبهذا زالت الدولة الأيوبيّة في مصر وقامت مكانها دولة المماليك.
أزمة القدس بعد التقسيم الأيوبي
الجيش الصليبي
كانت القدس وما جاورها من مدن وقرى وقلاع للعزيز عثمان، وتبقى دمشق وطبريا للأفضل نور الدين "هذا ما تم الاتفاق عليه عام 590ﻫ الموافق 1193م بين أمراء الدولة الأيوبية بعد وفاة السلطان صلاح الدين الأيوبي".
لم تستمر سيطرة العزيز عثمان بن صلاح الدين على القدس، لأن السلطان سيف الدين العادل (شقيق صلاح الدين) والأفضل نور الدين بن صلاح الدين أرسلا رسالة إلى نائب العزيز في القدس فسلم المدينة إليهما.
تم تأكيد تبعية القدس إلى الأفضل نور الدين عام 595ﻫ الموافق 1198م. ومما يؤكد هذا أن الأفضل التقي بفارسين أرسلا إليه من القدس، فأخبراه أن من بالقدس صار في طاعته.
شيد الملك المعظم عيسى مدرسة الحنفية بالقرب من باب المسجد الأقصى، وشيد مكانا يسمى النحوية للاشتغال بعلم العربية، ووقف على ذلك أوقافا، وجددت زمنه عمارة القناطر الواقعة على درج الصخرة القبلي وغالب الأبواب الخشب المركبة على أبواب المسجد شغلت في أيامه ومما يؤكد هذا أن اسمه مدون عليها.
عندما علم المعظم توجه الصليبيين إلى القدس، قرر هدم المدينة عام 616ﻫ الموافق مارس 1219م، فأرسل إلى العزيز عثمان وعز الدين أيبك الاستدار يطلب منهما هدم المدينة، حيث ترددوا في تنفيذ ذلك.
لم تستمر سيطرة العزيز عثمان بن صلاح الدين على القدس، لأن السلطان سيف الدين العادل (شقيق صلاح الدين) والأفضل نور الدين بن صلاح الدين أرسلا رسالة إلى نائب العزيز في القدس فسلم المدينة إليهما.
تم تأكيد تبعية القدس إلى الأفضل نور الدين عام 595ﻫ الموافق 1198م. ومما يؤكد هذا أن الأفضل التقي بفارسين أرسلا إليه من القدس، فأخبراه أن من بالقدس صار في طاعته.
شيد الملك المعظم عيسى مدرسة الحنفية بالقرب من باب المسجد الأقصى، وشيد مكانا يسمى النحوية للاشتغال بعلم العربية، ووقف على ذلك أوقافا، وجددت زمنه عمارة القناطر الواقعة على درج الصخرة القبلي وغالب الأبواب الخشب المركبة على أبواب المسجد شغلت في أيامه ومما يؤكد هذا أن اسمه مدون عليها.
عندما علم المعظم توجه الصليبيين إلى القدس، قرر هدم المدينة عام 616ﻫ الموافق مارس 1219م، فأرسل إلى العزيز عثمان وعز الدين أيبك الاستدار يطلب منهما هدم المدينة، حيث ترددوا في تنفيذ ذلك.
معاهدة يافا
الملك الكامل محمد بن العادل يسلم القدس
عقد الكامل محمد والإمبراطور فريدريك الثاني معاهدة يافا في 28 ربيع الأول عام 626ﻫ الموافق 25 شباط عام 1229م، والتي نصت على التنازل الكامل عن المقدس للفرنجة وفق الشروط التالية:
"مدة الاتفاقية عشر سنين وخمسة أشهر؛ تسلم القدس إلى الفرنجة بشرط ألا تجدد أسوارها. وتبقى قرى منطقة القدس بأيدي المسلمين، ويعين وال عليها يكون مقامه في بلدة البيرة شمال القدس. وتكون اللد، والناصرة، وبيت لحم، وصيدا، والقرى الممتدة على الطريق بين بيت المقدس وعكا بيد الفرنجة. ويتعهد الإمبراطور فردريك الثاني أن يبقى الحرم الشريف بما فيه من المزارات بيد المسلمين، ويقيمون فيه شعائر الإسلام من الأذان والصلاة وغيرها. ويتعهد الإمبراطور فردريك الثاني بمنع وصول الحملات الصليبية إلى مصر وبلاد الشام طوال مدة المعاهدة".
لم يلتزم الفرنجة بما تم الاتفاق عليه، ويذكر جمال الدين بن واصل الذي سكن في القدس عام 641ﻫ الموافق 1243م، مشاهدته الرهبان يشربون الخمر على الصخرة المقدسة، وجرسا معلقا في داخل المسجد الأقصى، ومنعوا الأذان والصلاة بالحرم الشريف.
"مدة الاتفاقية عشر سنين وخمسة أشهر؛ تسلم القدس إلى الفرنجة بشرط ألا تجدد أسوارها. وتبقى قرى منطقة القدس بأيدي المسلمين، ويعين وال عليها يكون مقامه في بلدة البيرة شمال القدس. وتكون اللد، والناصرة، وبيت لحم، وصيدا، والقرى الممتدة على الطريق بين بيت المقدس وعكا بيد الفرنجة. ويتعهد الإمبراطور فردريك الثاني أن يبقى الحرم الشريف بما فيه من المزارات بيد المسلمين، ويقيمون فيه شعائر الإسلام من الأذان والصلاة وغيرها. ويتعهد الإمبراطور فردريك الثاني بمنع وصول الحملات الصليبية إلى مصر وبلاد الشام طوال مدة المعاهدة".
لم يلتزم الفرنجة بما تم الاتفاق عليه، ويذكر جمال الدين بن واصل الذي سكن في القدس عام 641ﻫ الموافق 1243م، مشاهدته الرهبان يشربون الخمر على الصخرة المقدسة، وجرسا معلقا في داخل المسجد الأقصى، ومنعوا الأذان والصلاة بالحرم الشريف.
