المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

ننشر حيثيات حكم القضاء الإداري للحقوق الدستورية للمعاقين في العمل

الثلاثاء 19/يوليو/2016 - 11:52 ص
هاني الششتاوي
طباعة
سطرت محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية الدائرة الأولى بالبحيرة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة حكما مستنيرا لصالح ذوى الإعاقة بشأن حقوقهم الدستورية فى العمل وعلاقتهم بجهات الإدارة ارست بمقتضاه مبدأ جديدا.
وأكدت المحكمة في حكمها انه محظور على الدولة التمييز بين المواطنين بسبب الإعاقة وعليها المساواة بين العامل المعاق وغيره من الأصحاء وأكدت أيضا على أن أهداف ثورة 30 يونيو 2013 أتت بثمارها علي فئة كانت مهمشة من الأشخاص ذوي الإعاقة لسنوات طويلة وانه يجب على الجهات الإدارية ان ترتقى بفكرها فى التعامل من تلك الفئة ليتواكب مع الإلزام الدستوري غير المسبوق واكدت على ان قرار رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة شبراخيت بغلق ورشة رخام يديرها معاق تحدى إعاقته لمساومته على نسبة الايراد يتصادم مع حقه الدستورى فى العمل ولا يجب استغلاق موارد أرزاق العباد خاصة المعاقين.
وقضت المحكمة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين صالح كشك ووائل المغاورى نائبى رئيس مجلس الدولة بوقف تنفيذ القرار الصادر من رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة شبراخيت فيما تضمنه غلق ورشة اعمال الرخام التابعة لجهة الادارة والتي كان يديرها احد العاملين المعاقين وما يترتب علي ذلك من اثار اخصها الأمر بإعادة فتح تلك الورشة مورد الرزق وألزمت الإدارة المصروفات.
قالت المحكمة ان المشرع الدستورى حفل باغداق الحماية على ذوى الاعاقة فى ستة نصوص دستورية متنوعة ولاول مرة فى تاريخ الدساتير المصرية وبحسبان ان تلك الفئة لم يكن لها أي وجود دستوري علي مدي عقود زمنية ماضية وعلى القمة منها انه اضاف الي صور التمييز بين المواطنين بصدد مبدأ المساواة ولاول مرة التمييز بينهم بسبب الاعاقة إذ نص علي ان المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الإنتماء السياسى أو الجغرافى، أو لأى سبب آخر، وتلتزم الدولة باتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على كل أشكال التمييز، ومن ثم اضحت الدولة ملزمة ان تضمن لهم الحقوق والحريات وتوفير فرص العمل وتمكنهم من المساواة مع غيرهم.
واضافت المحكمة ان المشرع الدستورى الزم الدولة ايضا بضمان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة والأقزام صحيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وترفيهيا ورياضيا وتعليميا، وتوفير فرص العمل لهم، مع تخصيص نسبة منها لهم، وتهيئة المرافق العامة والبيئة المحيطة بهم، وممارستهم لجميع الحقوق السياسية، ودمجهم مع غيرهم من المواطنين وذلك التعداد الدستورى كان على سبيل المثال وليس الحصر فالتزام الدولة بضمان حقوق المعاقين يجب ان يكون كافة المجالات بل والالتزام بتمثيلهم في المجالس النيابية والبرلمانية، وهو إنجاز غير مسبوق وفي هذا تحقيق جزء كبير من أهداف الثورة التي قامت في 30 يونيو 2013 التي أتت بثمارها علي فئة كانت مهمشة من الأشخاص ذوي الإعاقة لمدة سنوات طويلة.
واوضحت المحكمة انه لا يجب ان يغرب عن البال ان المشرع الدستوري منح المجلس القومي لذوي الإعاقة استقلاليته الفنية والمالية والإدارية بوصف ذلك المجلس كيانًا اعتباريا مستقلا يُحترم وتُؤخذ بآرائه وتوصياته في حسبان المُشرّع العادى لسن القوانين المناسبة المنصفة لكل مصري اختبرته السماء بإعاقة ما ايا كان نوعها وفقا للقانون.
وذكرت المحكمة أنه اذا كان الاصل فى العقود المدنية والادارية بين الافراد الاصحاء وبين الادارة أن العقد شريعة المتعاقدين بحيث تقوم قواعده مقام قواعد القانون بالنسبة لطرفيه فانه ينبغى من باب اولى ان ينطبق ايضا على ذوى الاعاقة بحيث انه بانعقاد العقد يصير كل من أطرافه ملزمًا بتنفيذ ما اتفق عليه ولا يكون لاى منهم التحلل من التزاماته بارادته المنفردة أو تعديل ما اتفق عليه ما لم يكن هناك نص قانونى يقضى بذلك التعديل وأنه يجب تنفيذ العقد طبقاٌ لما اشتمل عليه بطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن النية.
وانتهت المحكمة فى حكمها الانسانى الرائع ان المدعى من ذوى الاعاقة الا انه لم يستكن او يرتكن لغيره بل كان متحديا لاعاقته وابرم مع رئيس الوحدة المحلية لقرية محلة فرنوي بصفته اتفاقا علي أن يقوم بالعمل في ورشة الصيانة التابعة للوحدة المحلية لتلك القرية طبقا للائحة التشغيلية للورشة في مجال أعمال الرخام ـ وليس طبقا لقانون المحال التجارية والصناعية ـ علي أن يتقاضي المدعي المعاق 50% من قيمة ايرادات الورشة مقابل عمله وهو المعاق، اما ال 50% الباقية فتعتبر إيراد للوحدة المحلية لقرية فرنوي وقد صدر هذا العقد بعد موافقة سكرتير عام مساعد المحافظة علي طلب الوحدة المحلية لمركز ومدينة شبراخيت بفتح قسم خاص باعمال الرخام داخل ورشة الصيانة بالوحدة المحلية لقرية فرنوي وقد قام المدعي وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة بعمله على اكمل وجه بل واستطاع ان يجذب معه اثنين وعشرين عاملا الا انه فوجئ بالقرار المطعون فيه من الوحدة المحلية لمركز ومدينة شبراخيت بغلق الورشة الرخام بسبب مساومته فى النسبة وبحجة ادارتها بدون ترخيص علي الرغم من ان الورشة تابعة للوحدة المحلية لقرية محلة فرنوي طبقا للائحة التشغيلية وهو ما يعني انها تابعة للجهة الادارية وتعمل طبقا للقانون، وما كان ينبغي علي الادارة ان تستغلق في وجه المدعي باب الرزق وهي عليمة بإعاقته لتضيف الي حياته ظلمة وعتمة بدلا من ان تنير امامه طريق الحياة سيما وانه رغم اعاقته استطاع ان يستجمع حوله اثنين وعشرين اسرة تعمل وترتزق معه اكل الحياة،ولا يجب استغلاق ابواب ارزاق العباد خاصة المعاقين. الامر الذي يكون معه قرار غلق باب الرزق مخالفًا لصحيح حكم القانون.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads