المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

" السندباد".. قصة مستوحاة من الأساطير الأغريقية أم مغامرات حقيقية ؟

الأربعاء 13/يونيو/2018 - 02:05 ص
مريم مرتضى
طباعة
أحد أكثر الأبطال شهرة في أدب الشرق، استطاع أن يحفر أسمه في أذهاننا بحكاياته ورحلاته السبع في طرق التجارة بالمحيط الهندي، وبقتاله مع الوحوش الأسطورية، وبزيارته للجزر الغريبة المذهلة ومواجهته للقوى الخارقة للطبيعة، ومازالت أساطير السندباد البحري حتى وقتنا هذا نقطة جذب للكثيرين في مختلف أنحاء الشرق الأوسط والعالم، ويُعتبر رمزًا لتاريخ الملاحة البحرية، وقد تم ذكر حكايات السندباد في قصص ألف ليلة وليلة المُترجمة للغات الغربية، والتي كانت تقصها " شهرزاد " على الملك " شهريار"، وكانت أحداث قصص السندباد البحري تجري في بغداد في عهد الخليفة العباسي "هارون الرشيد" 786-809م، ولكن هناك سؤال يطرح نفسه دائمًا، هل السندباد البحري تجسيد لشخصية تاريخية كانت موجودة حقًا أم شخصية خيالية تمامًا ؟.
السندباد البحري
السندباد البحري


معنى اسم سندباد

جاء الاسم من اللغة الفارسية وهو يعني "زعيم نهر السند"، والاسم فيه إشارة إلى أن السندباد كان بحارًا في ساحل ما يقع في باكستان، ومع ذلك فمن الممكن أن يكون سندباد شخصية تاريخية حقيقية كان يُحب السفر والترحال والمغامرة، وقص الناس والبحارة مغامراته الطويلة بعد وفاته وتناقلتها الأجيال، وربما يُشير التحليل اللغوي إلى أن قصص سندباد كانت فارسية الأصل، على الرغم من أن كل إصدارتها كانت باللغة العربية.


نهر السند
نهر السند


المغامر "سليمان سيراف"
يرجح بعض المؤرخون أن شخصية السندباد كانت مستوحاة من حياة المغامر الفارسي "سليمان سيراف" ذلك المُغامر العظيم الذي قام بتغير وجه التجارة البحرية على طريق الحرير، وكان يسافر من بلاد فارس على طول الطريق إلى جنوب الصين، حيث كان يبحر حول ساحل مالابار وعبر خليج البنغال إلى بورما وتايلاند وفي نهاية المطاف يصل إلى جنوب الصين عبر مضيق مالاكا وذلك في عام 775م، وكان من المعروف على مر القرون أن التجار والبحارة يسافرون للتجارة في المحيط الهندي في رحلات طويلة للتجارة والتداول، ويُنسب لسليمان سيراف كونه أول شخص من غرب آسيا قام بإستكمال تلك الرحلة بأكملها بنفسه، حيث فتح الطريق إلى الصين للتجارة الغربية، ولذا من المرجح أنه إكتسب شهرة كبيرة في عصره، خاصة بعد عودته لموطنه محملاً بالتوابل والمجوهرات والخزف، وربما كانت تلك بعض الحقائق التي بنيت عليها قصص السندباد.
البحار العُماني
ولكن هناك رأي أخر يقول في دولة عُمان يقول أنه ربما أُخذت شخصية السندباد من بحار شهير كان يعيش في مدينة صحار العمانية، والذي أبحر من ميناء البصرة في العراق، ويزعم البعض أن تلك المدينة هي بالفعل مسقط رأس السندباد البحري، حيث كانت صحار العاصمة القديمة لعُمان، وكان لها ميناء بحري مهم، وكان البحارة والتجار يُبحرون منها إلى شبه القارة الهندية والصين، فكانت مدينة صحار تُسمى " بوابة الصين " وساعدت في نمو الإقتصاد العُماني.


السندباد و أوديسيوس
هناك الكثير من الشبه بين مغامرات السندباد ورحلاته وبين مغامرات أوديسيوس في كلاسيكية هوميروس الأشهر "الأوديسة "، وغيرها من القصص في الأدب اليوناني الكلاسيكي، فعلى سبيل المثال: الوحش آكل لحوم البشر في رحلة السندباد الثالثة، مشابهة جدًا لبوليفيموس من ملحمة الأوديسة، حتى أنه تلقى نفس المصير كما في قصة السندباد.

أوديسيوس
أوديسيوس


وخلال رحلة السندباد الرابعة دُفن السندباد تحت الأرض في مغارة الموتى وهو على قيد الحياة، ولكنه تمكن من الفرار من إحدى الأنفاق الصغيرة التي حفرتها بعض الحيوانات التي تتغذى على الجثث في المغارة، وهذا مُشابه لما حدث في قصص الملك الإغريقي " أريستومنسيس" ملك ميسينيا وصراعه مع أسبرطة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads