المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"موسى بن أبي الغسان".. البيدق الأخير في الدفاع عن غرناطة قبل سقوطها

الأربعاء 13/يونيو/2018 - 10:08 م
مريم مرتضى
طباعة
قائد شجاع تربى على الجرأة والقوة حتى صار فارسًا يُجيد القتال والمبارزة، ونال مكانة إجتماعية كبيرة جعلت منه الشخص المقرب للملك، إنه "موسى بن أبي الغسان" الذي حافظ على غرناطة ورفض تسليمها للحملات الصليبية، وقدم وقتها مثالًا حيًا للقائد النبيل الشجاع وقاتل للدفاع عنها حتى أخر لحظة في حياته.


مركزه السياسي والاجتماعي 
ولد "موسى بن أبي الغسان" في أسرة غنية يمتد نسبها إلى قبيلة الغساسنة التي كانت تحكم بلاد الشام قبل الإسلام، وكانت أسرته ذات حسب ونسب وأصول عريقة، وكان لهم صلة مباشرة بالقصر الملكي في مدينة غرناطة، ومنذ شبابه تمتع "موسى" بمركز اجتماعي وسياسي مرموق فقد ساهم مع الملك في إدارة شؤون البلاد لما تمتع به من ذكاء ورجاحة العقل والفطنة، كما أن لمكانته الاجتماعية دورًا كبيرًا في حياته فقد كان رئيسًا لعشيرته، وكان الملك يعتمد عليه كثيرًا في تقضية مصالحه، وكان يستشيره قبل اتخاذ القرارات المهمة، وكان موسى على علاقة صداقة وطيدة من أخر ملوك غرناطة الملك "أبو عبد الله الصغير"، وتشاركا شويًا في تغيير الأحداث السياسية للساحة، وشكل موسى بذاته جزءًا من جميع وسائل التصدي للاستسلام، وبعد تعينه قائدًا لفرسان غرناطة، أتاح ذلك له مساحة أكبر ليتمكن من إحكام قبضته على الجيش ويناهض الروح الانهزامية. 
موسى بن أبي الغسان
موسى بن أبي الغسان


مواقفه السياسية الجريئة

رفض الاستسلام وتسليم "الحُمراء" للملك "فرناندوا الخامس" على الرغم من إبداء الملك "أبوعبد الله الصغير" موافقته، وفي عام 896 م واجهت غرناطة حصارًا قوي من البر والبحر، ورابطت السفن الأسبانية في مضيق جبل طارق وظل الحصار فترة طويلة حتى حاصرهم الجوع واليأس فلا يوجد أي أمل في الحصول على مدد أو عون من أفريقيا المحتلة من البرتغاليين أو من المغرب التي تُعاني من التفكك والتشتت مما يعني أنه لا مفر من الموت، وهُنا قرر الملك "أبو عبد الله الصغير" الاستسلام فلا توجد فائدة من الانتظار، إلا أن القائد "موسى بن أبي غسان" رفض بشدة وراح يُشجع المسلمين في جميع أنحاء غرناطة على الجهاد وخرج في مجموعة من الجيش، وحدثت المواجهة التي كادت تُحسم لفريق المسلمين إلا أن قلة المؤن والعتاد أدت إلى الإنهيار في صفوف المسلمين، مما جعل القائد يأمر جنوده بالرجوع إلى المدينة.
موسى بن أبي الغسان
موسى بن أبي الغسان


المشهد الأخير لسقوط الأندلس

بعد ذلك سادت روح انهزامية في جميع أنحاء غرناطة وصار الحل الوحيد الذي لا مفر منه هو تسليم غرناطة للصليبين وذلك للمحافظة على أرواح من تبقى من شعبها، وعلى الرغم من معارضة موسى أبو الغسان لهذا الأمر إلا أن الموقف كان أكبر من مجرد كلمات وكان الحل النهائي هو تسليم غرناطة للنصارى وتم ذلك في عام 897م بعد سبعة أشهر من الحصار لتسقط أخر قشة في عرش الأندلس.

موسى بن أبي الغسان
موسى بن أبي الغسان


نهاية مشرفة

ولكن لم يتمكن الفارس المغوار من الانتظار لمشاهدة تلك اللحظة، فقام على الفور بمغادرة غرناطة، وكان في حالة من الغضب الشديد والحزن على ضياع غرناطة، ولم يشاهده أحد بعد ذلك، إلا أن هناك رواية تقول أنه تمت مواجهة بين الفارس موسى وسرية من جيش الصليبين على ضفاف نهر شنيل، انقض فيها هذا البطل على السرية وراح يطعن ويقتل فيهم ببسالة وشجاعة، حتى جاءته الضربة الأخيرة التي أنهت حياة هذا البطل العظيم بعد أن أنهى سرية كاملة من القتال المتواصل.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads