"إميلين بانكيرست".. مناضلة سياسية دفعت حياتها ثمنًا لحرية المرأة
الأربعاء 13/يونيو/2018 - 09:07 م
مريم مرتضى
طباعة
قديمًا كان حق الانتخاب مقصور على الرجال فقط، ولم يكن للمرأة حق المشاركة في العملية الانتخابية، إلا أن ظهرت المُناضلة السياسية " إميلين بانكيرست " على الساحة، وطالبت للمرة الأولى بحق المرأة في الانتخابات، وحقها في التصويت، وصارت واحدة من أفضل الناشطات السياسيات في العالم، وكانت مثال جيد احتذت به معظم النساء، ومازلن.
إميلين بانكيرست
ولدت " إميلين بانكيرست جولدن" في ولاية مانشستر البريطانية، وكانت عائلتها وخاصة أبويها سياسيين، فشربت منهما حب السياسية وأدمنتها، وعلى الرغم من أن أسرتها دفعتها إلى الزواج مُبكرًا، إلا أن ذلك لم يمنعها عن مواصلة تعليمها، وقد ظلت إميلين بانكيرست في الدراسة حتى وصلت عمر 24 عام، وتزوجت من أستاذها الذي طالما عُرف عنه دعمه للمرأة في كافة المجالات.بعد الزواج قام زوجا بدعمها كثيرًا، وذلك على الرغم من كونها أصبحت أم لخمسة أولاد خلال 10 سنوات فقط من الزواج، إلا أن ذلك الأمر لم يقف عائقًا أمام الزوجين فقد أصبح يدعمها كثيرًا خارج المنزل حتى تمكنت من إنشاء الجامعة الفرنسية للمرأة، ولكن توفى زوجها في عام 1903م، وبعدها كرست إميلين نفسها أكثر للسياسة، وأصبحت أكبر داعمة لحقوق المرأة خاصة فيما يتعلق بالاقتراع والتصويت.
وصارت واحدة من أكبر النشطاء السياسيين في بريطانيا، كما تعد هي قائدة حركة "سوفرجت" التي قد ساعدت المرأة من خلالها الحصول على نيل حقها في التصويت للانتخابات، ولكن بالطبع واجها الكثير من الاعتراضات الذكورية، وتم إنتقاد أفكارها واتهامها بالتحرر الفاسد.
إميلين بانكيرست
إنجازات إميلين بانكيرست
لم يكن الحصول على حق المرأة في الاقتراع هو الإنجاز الوحيد لها، ولكنها قدمت العديد من الأنجازات على مدار حياتها، فمثلًا في عام 1888م تمكنت إميلين من إنشاء تحالف بريطاني ينادي من أجل حق المرأة في الانتخابات، وخلال عام 1903م قامت بإنشاء الاتحاد الاجتماعي مطالبة من خلاله أنه من حق النساء المتزوجات والغير متزوجات الاقتراع، فكان المتعارف عليه بعد أن أخذت المرأة المتزوجة فقط حقها في الاقتراع، أن السيدات المتزوجات لا يحق لهن الاقتراع قبل أن يقوم زوجها بالأمر.
وأخيرًا تحقق حلم إميلين بانكيرست في عام 1918م، وتمكنت من استصدار قرار ينص على أن المرأة التي تجاوزت الـ 30 عامًا يحق لها الاقتراع، وتم التصويت على القرار في جميع أنحاء بريطانيا، ووافق الغالبية العظمي من الشعب البريطاني عليه، وفي عام 1928م تم خفض السن ليصل إلى 21 عامًا.
إميلين بانكيرست
حياة إميلين بانكيرست لم تكن سهلة ومفروشة بالورود، بل تعرضت إلى شتى أنواع المهانة، وتم حبسها وسجنها في المعتقلات، و قامت بالإضراب عن الطعام خلال فترة مناداتها بحق المرأة في الانتخابات، فأصبح من الطبيعي أن يمتلئ جسدها بالأمراض، ومرت بوعكة صحية مفاجئة ذات يوم، وتم نقلها للمستشفى، وهناك طلبت أن يتم معالجتها بواسطة الطبيب الذي سبق وأن عالجها في المعتقل خلال فترة إضرابها عن الطعام، وكان الجميع خلال تلك الفترة على يقين بأن ذلك العلاج لن يصبح جيد في حالتها، وكانت تريد التحسن بسرعة لتستكمل مسيرتها الثورية، بعد أن رأت أن هناك ضرر أخر يضر بالمرأة في مجتمعها وهو العلاقات الغير شرعية والإنجاب من تلك العلاقات.
إميلين بانكيرست في المستشفى
تمثال إميلين بانكيرست
