المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بعد تعويم الجنيه.. "صنايعي الزجاج": مكسبي 20 جنيه في الـ "100" متر

الأربعاء 20/يونيو/2018 - 09:01 ص
أحمد حمدي
طباعة
"تقطيع الزجاج" مهنة تعد بالغة الصعوبة حيث يتعرض صاحبها للجروح أثناء ممارسة العمل حيث تتطلب من ممارسيها المهارات العالية التي تحتاج لدقة في العمل ومهارة عالية والأخذ بكل الحذر لأنه أثناء التقطيع يمكن أن تتطاير قطع زجاج صغيرة، وهناك من يستطيع القيام بها وممارستها بدقة وحذر شديدين دون خوف.

يبدأ صاحب العمل بتجهيز سطح المكتب المستوي ويشترط خلوه من أي خدوش حتى لا يجرح الزجاج العامل نظرا لوجود شظايا زجاج تتطاير أثناء التقطيع لا يفضل أبدا العمل في مكان يفرش فيه سجاد، إذا وجد أي اتساخ أو وجود أشياء على السطح المستخدم في العمل يتم تنظيفه حتى لا يلتصق بالزجاج، ويتم إزالتها بواسطة قطع قماش مبللة.

"عم سيد علي" صاحب أكبر محلات تقطيع الزجاج بمنطقة البساتين لخص مشاكل مهنته في عدد من المشكلات أغلبها في الجروح التى يتعرض لها وكل العاملين بالمهنة أثناء يومهم الطبيعي.

"عم سيد" اتقن الحرفة منذ نعومة أظافرة وتعلمها في الحادية عشرة من عمره من المحيطين به وقتها يقول: شغال في المهنة دي بقالي 22 سنة، اتعلمتها وأنا عندي 11 سنة، ومن أول يوم اشتغلت فيه وأنا عارف أنها خطر على حياتي ".

يستيقط فى الصباح الباكر فى التاسعة تقريبا يبدا يستبشر خيرا بيومه ويدعو الله ان يرزقه رزقا وفيرا حيث يحمل هم المهنة ومتاعبها يقول:"بصحي الصبح الساعة 9 افتح المحل وأفضل مستني الرزق وبقفل الساعة 1 بالليل".

"متمناش أولادى يعملوا ف المهنة دي" بهذه الكلمات تفوه عم "سيد" صنايعي الزجاج من كثرة ما عاناه في تلك المهنة طوال حياته فهو يتمنى لأولاده أن يتعلموا تعليما جيدًا لكي لا يتعرضوا لما تعرض له من مخاطر.

"أكل العيش مر" كلمات عبرت عن متاعب المهنة التى مارسها منذ ازمنة عديدة حيث تعرض زملاؤه أمام عينيه للإصابات البالغة بسبب استخدامهم لآليات التقطيع بسعة فائقة يضيف:"لو الأزاز تقيل والصنايعي شايله ممكن يكسر له حاجة في جسمه، لكن لو رفيع بيعمل جروح عميقة في الجلد".

يستكمل قائلا:" باجي بقطعة الزجاج وبحضرها وابدأ بالزيت اغمسه بقطعة القماش ويمسك من الأطراف كأنها قلم رصاص ويتم عمل علامة بسيطة على الزجاج ويتم التأكد أن عجلات القاطع تسير في المكان المراد تقطيعه ثم شد أو سحب قاطع الزجاج بالطول مع الضغط على سطح الزجاج".

يضيف:" يتم التركيز مع صوت القاطع فإن كان صوته ناعم يشبه صوت الحرير أثناء تمزقه، فهذه الطريقة صحيحة أما أن كان الصوت قوي فدل هذا على أن الضغط على الزجاج كان أقوى من اللازم أو عجلة التقطيع لم يتم تزيتها بما يكفي".

عن تطور المهنة عبر أزمنة عديدة يقول: "صناعة الزجاج جه عليها فترة كانت صناعة متطورة جدا عندنا أحنا كعرب، خصوصا فى سوريا والمغرب، وبرزت الزخرفة الإسلامية على سطح المرايا والقوارير بألوانها المطلية بالذهب وبالنقوش المتداخلة وخطوط الرسوم الهندسية التي تميز بها الفن الإسلامي".

غلو الأسعار وقرار الحكومة مؤخرا بتعويم الجنيه أثر سلبا على مهنته بشكل ملحوظ يقول:" كل ساعتين الأسعار بتغلي بطريقة شكل حوالي 20 %، دلوقتي مبنشتغلش غير ساعتين في اليوم، الأول كان طول اليوم مبنهمدش".

معاناة تلو معاناة، يستكمل قائلا:"بيطلع لي 20 جنيه فرق في كل 100 متر زجاج، طب هصرف ازاي ع أولادي وأسرتي، ده غير أن معايا صنايعية فى المحل ويعتبروا رجالتي اللي بعتمد عليهم دايما في الشغل".

"مفيش مكسب" عبارة عبرت عن مكسبه اليومي، حيث يعود عم "سيد" لأولاده فى نهاية اليوم بالقليل حيث ارتفاع الأسعار وعدم وجود خامات الزجاج المطلوبة أدت لركود فى الشراء بالاضافة لتراجع الحالة الاقتصادية في الآونة الاخيرة.

واختتم حديثه قائلا:"لازم تتصنف ضمن المهن الخطيرة عشان بسببها ناس بتموت في غمضة عين وفي عز شبابهم وبيسيبوا وراهم بيوت مفتوحة وعيال مش هيلاقوا حد يصرف عليهم".

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads