لا شك أنه كان لدول منطقة الخليج، دور ريادي، فيدعم وتعزيز ثورة 30 يونيو، وكان من ابرز هذه الدول، المملكة السعودية، والكوريت والإمارات، تلك الدول التي قررت الوقوف بجانب مصر حكومة وشعبا من أجل التصدي لمن يتاجرون بالدين وهم جماعة الإخوان المسلمين.

مصر والسعودية
بات من الملحوظ، أن العلاقات المصرية السعودية، شهدت خلال فترة حكم الرئيس السيسي الكثير من التعاون والانجازات، وهو ما سيذكره تاريخ كلا البلدين في كل المجالات‏,‏ فكانت السعودية ومازالت خير عون لمصر والمصريون يقدرون موقفها المشرف، خاصة حينما دعمت المملكة مصر خلال ثورة‏ 30‏ يونيو‏,‏ خاصة عند زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة مؤخرا‏,‏ تلك الزيارة التي أعلن فيها عن مشروع انشاء الجسر البري الذي يربط بين مصر والسعودية بما يساهم في تعزيز التبادل التجاري وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع بين القارتين الأفريقية والآسيوية‏.‏

دعم الكويت والإمارات
قدمت الكويت كامل دعمها، لثورة 30 يونيو، التي تعد شعبية في المقام الأول، وأكدت أنها لن تتخاذل عن شعب مصر، وأعربت عن رفضها لكل أشكال الإرهاب التي مارسها الإخوان بعد الثورة، التي أكدت فشلهم وجعلت صورتهم مخزية أمام العالم أجمع، وهو نفس الموقف الذي بدا من الإمارات أيضا، وبصورة مشرفة، لأبعد الحدود.

إذا عرف السبب
لعلك تتساءل عزيزي القاريء، عن السبب وراء سرد أحداث سابقة، تقول في قرارة نفسك أنا على علم بها، لكن لا تتععجل، وكما يقول المثل، إذا عرف السبب.

 

مؤامرات أمريكية
من المعروف أن صحيفة "ذي أيكونوميست" الأمريكية، اقتصادية في المقام الأول، تهتم بشئون الإقتصاد سواء في واشنطن أو على مستوى العالم، لكنها وعلى الرغم من ذلك، نجد أنها نشرت تقرير بعيد عن تخصصها، بالمرة وإختيارها للتوقيت يدل على أن بوادر مؤامرة يتم وضعها وتحديد ملامحها وبعناية.

تعمد الإهانة
تعمدت الصحيفة الأمريكية توجيه إهانة مباشرة لمصر، وأرجو أن لا تغضب عزيزي القاريء، عند قراءة ما هو أت، فقد وصفت الصحيفة الأمريكية، مصر، بأنها تخدم دول الخليج، وأننا كالصعاليك عند أقدام دول الخليج، تلك الإهانة والإساءة، التي تعد مقصودة، وهو ما سيتم توضيحه.

اختيار التوقيت
حينما نجد صحيفة مثل "ذي إيكونوميست" توجه مثل هذه الإهانة، الآن وفي ظل الإحتفال بالذكرى الخامسة لـ30 يونيو، يكون ذلك دليلا على أن هناك ما يعد مخططا لتوتر العلاقات بين مصر ودول الخليج، والسبب معروف، فواشنطن وجميع دول العالم الغربي، تعي جيدا أن مصر هي قلب الوطن العربي، وأن حولها تلت كافة الدول، لذلك فإيقاع مصر، وزعزعة وحدتها مع الدول المجاورة لها، سيكون ضربة قوية للمنطقة وإتاحة الفرصة لواشنطن لكي تتمكن من فرض سيطرتها والقيام بكل ما تريد، تلك البلد التي تعتبر إسرائيل هي طفلها المدلل، وهو ما يستلزم الانتباه له عزيزي القاريء.

معروف ولكن
من المعروف أن مصر لن تسمح بأن تتأثر علاقاتها، بغيرها من الدول الأخرى المجاورة لها، ولن تسمح بضياع الوطن العربي، وهو أمر معروف عنها وليس غريب على تاريخها، ومن المعروف أيضا أن الشعب المصري، لن يسمح، بأن يتمكن الإخوان من فرض سيطرتهم من جديد... ولكن.
لابد من الانتباه، ليس المقصود التقليل من مكانة مصر، أو قدراتها، أو مدى إدراك ممثليها للمكر والدهاء السياسي، لكن واشنطن هي الأخرى، ذات قدرات وتمارس مؤامرات خفية إن لم يتم الإلتفات لها، وعدم الانخداع بأساليبها، فمن الممكن أن نجد مصر والمنطقة ضاعت وسط طي النسيان.