المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في ذكرى وفاتها.. " ماري كوري " فيزيائية نالت نوبل مرتين عن اكتشافات تسببت في قتلها

الأربعاء 04/يوليو/2018 - 11:40 ص
مريم مرتضى
طباعة
قديمًا كانت الجوائز والتحصيلات العلمية مُقتصرة على الرجال فقط، ولكن "ماري كوري" لم تستسلم لهذه التفرقة العنصرية وحاربت تلك التقاليد البالية حتى ابحت أول إمرأة تحصل على جائزة نوبل في التاريخ، كما أنها أيضًا أول إمرأة في أوروبا تحصل على جائزة البحث العلمي، و تعتبر هي أول إمرأة تحصل على منصب أستاذة ومحاضرة جامعية، وإلى الآن مازالت "ماري كوري" واحدة من أشهر العلماء السيدات في العالم.

حياتها ونشأتها
وُلدت "ماريا سالومي سكلودوفسكا" في السابع من نوفمبر عام 1867م، وهي الإبنة الصغرى لخمسة أخوة، و نشأت في "وارسو" وهو القسم الروسي في بولندا، والدها "فلاديسلاف سكلودوفسكا" كان يعمل مُعلمًا لمادة الفيزياء والرياضيات في المدرسة الثانوية، أما والدتها "بروني سلفانا بوجوسكا سكلودوفسكا" فكانت تعمل في إدارة مدرسة داخلية خاصة بالفتيات، و توفيت أمها و كانت ماريا لا تزال في سن صغير بسبب إصابتها بمرض الدرن، وخسرت عائلتها كل أملاكها بعد أن انغمست في الثورة الوطنية البولندية، مما أدى إلى تعرضها هي و أخواتها إلى صعوبات كبيرة على المستوى المادي.
ماري كوري
ماري كوري


بداية مشوارها العلمي

كان الفيزيائي الكبير "هنري بيكريل" هو المثل الأعلى لـ "ماري كوري" ومصدر إلهامها، الذي شجعها على عمل بحث في إشعاعات اليورانيوم، وقامت ماري بتركيز دراستها على مصادر الإشعاعات الغامضة التي تأتي من اليورانيوم، و في خلال شهرين اكتشفت ماري اكتشاف عظيم وهو أن هذه الاشعاعات لا تأتي نتيجة تفاعل الجزيئات، و لكنها تأتي من الذرة نفسها وكانت هذه هي الخطوة الأولى في الطريق القائل بأن الذرات غير قابلة للانقسام.


وبعد ذلك تابعت ماري أبحاثها في عزل عنصري البولونيوم والراديوم وهم في حالتهم النقية، كما قامت بالبحث عن أي استخدامات طبية صالحة لعنصر الراديوم، و لم يتم مرور شهر إلا و قد أصيبت ماري بإضطرابات في وظائف الكلية، وأعلنت اعتزالها الحياة العامة بعد إصابتها بالإكتئاب، ولكنها عادت إلى أبحاثها و مُختبراتها بعد مرور أربعة عشر شهرًا، و أثناء الحرب العالمية الأولى قامت الحكومة الفرنسية بطلب من مواطنيها بالتبرع بمقتنياتهم الذهبية، و ذلك من أجل الدعم المادي للمجهود الحربي فقامت ماري بالتبرع بكل الميداليات التي حصلت عليها، و كان من ضمنهم جائزتي نوبل لكن الحكومة الفرنسية رفضت هاتين الجائزتين وأعادتهم إليها مرة أخرى، وقد كانت ماري كوري هي صاحبة فكرة إقامة مراكز إشعاعية ميدانية قريبة من خطوط المواجهة لمساعدة جرحى المعارك، وقامت بإدارة مائتين مُنشأة دائمة خاصة بالأشعة السينية الموجودة في بلجيكا و فرنسا، و تلقى العلاج عدد كبير من الجرحى في وحدات الأشعة التي قامت بتجهيزها بحوالي مليون جندي.
ماري كوري
ماري كوري


وفي عام 1905م مات زوجها "بيير" في حادث و ترك لماري بنتين ومختبره، وبعدها بستة أعوام حصلت ماري على جائزة نوبل في الكيمياء، بسبب اكتشافها الأكتينيوم ودراساتها المسهبة الراديوم والبولونيوم، و في بداية الحرب العالمية الأولى قامت ماري بتجهيز المستشفيات بعدد كبير من أجهزة أشعة إكس، التي تقوم بتحديد أماكن الشظايا الموجودة في الجسم.
ماري كوري وزوجها
ماري كوري وزوجها بيير في معملهما


وفاتها

أُصيبت ماري بمرض السرطان وهذا حدث نتيجة لأعراض الإشعاعات، التي قامت بدراساتها و مساعدة كثير من الناس بها، فماتت به في 4 يوليو عام 1934م، و دفعت حياتها نتيجة هذه الدراسة، و كانت ماري في حياتها تفتح آفاق جديدة في العلم، كما قامت في نفس الوقت بتأسيس أكاديمية للمرأة و ركيزة علمية، و إلى الآن تُعتبر الأوراق التي قامت ماري بكتابتها في غاية الخطورة، لأنها مليئة بكمية كبيرة من الإشعاعات وتُحفظ في صناديق خاصة مبطنة بالرصاص من الداخل، و من يريد الاطلاع عليها يجب عليه ارتداء ملابس خاصة واقية من الإشعاعات.
تمثال لـ ماري كوري
تمثال لـ ماري كوري

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads