المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بائعة ورود القبور .. مرسال مراسيل الأحياء إلى ذويهم من الأموات

الجمعة 13/يوليو/2018 - 06:03 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: سارة سيد
طباعة
أملاً في الرزق وبسبب الظروف قررت أن تخرج من بيتها يوم الجمعة بصحبة قفصها الذي اشترته من الجريد، ووضعت عليه الورود واعتنت بها حتى تكون وسيلة من وسائل الود التي يقوم بها الأحياء تجاه ذويهم من الأموات.

الزمن احتل جسد السيدة وسرت في كل جزء من جسدها أمارات تقدم السن، فالتجاعيد احتلت وجهها وانتظار الرزق مع الموت لاح من نظرات عينها، فالرزق يأتي عبر الجنيهات المعدودة، بينما الموت قابع خلف سوق السيدة عائشة حيث مقابر السيدة نفيسة.

تناقض مُركب يخيم على المنطقة، فرغم اتشاح السواد وتفشي الحزن تظهر البهجة من قلب القتامة حيث زهور تلك المرأة العجوزة، ولا تنظر إلى شيء من الحزن الساكن في زبائنها سوى ما تخرجه أيديهم من قروش لشراء الورد.

كل بائعة ورد في مقابر السيدة نفيسة لها حكاية، فقسوة الظروف هي ما ترسم خيوط حياتهم، والخوف من المستقبل أكبر من خوفهم من القبور التي في الغالب ينامون بها.

من المؤكد أن بائعة الورد هذه أرملة، ورغم تسعيرة الورد الزهيدة، لكن الرضا والأمل هما ما يحكمانها مع قدوم الزبائن، وقد ضربت تلك السيدة كل الخلافات حول الحكم الشرعي في وضع الورود والأزهار على القبور وقررت الرزق والعمل بيدها.

بشأن الحكم الشرعي في شراء الورود وزيارة المقابر بها فتتبنى المدرسة السلفية حكماً متشدداً من حكم بيع وشراء الورود لزيارة القبور بها فالأصل في المسألة المطروحة هو حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الصحيحين وغيرهما قال: "مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة، ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين، فوضع على كل قبر منهما كسرة، فقيل له: يا رسول الله، لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا، أو إلى أن ييبسا".

أما المدرسة الوسطية فكانت الأفضل رأياً، فقد اختلف العلماء فيما يتعلق بالمعنى المراد من وضع الجريدتين اختلافاً واسعاً، فقد قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الكبرى "استنبط العلماء من غرس الجريدتين على القبر، غرس الأشجار والرياحين على القبر"، أما صاحب الفتاوى العالماكيرية" قال "وضع الورود والرياحين على القبور حسن، وإن تُصدق بقيمة الورد كان أحسن، كذا في الغرائب".
وينبغي للأحياء أن يحرصوا على نفع الميت فيما يتيقن منفعته به مما أخبرنا به الشارع، كالصدقة والدعاء.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads