المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

صور .. هنا الزمن في قاهرة العصور الوسطى

السبت 21/يوليو/2018 - 10:31 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: سارة سيد
طباعة
هنا الزمن .. تقبع السنوات تاركةً بقع الأحداث على هذه الجمادات بين كراسي قديمة متهالكة، وبلكونات فيها كثير من الأصالة وقليل من المعاصرة في منطقة شارع الأشراف بالسيدة نفيسة.

توجع كثيراً جمال الغيطاني وهو يحكي عن قاهرة القرون الوسطى، الشوارع ضيقة غير مرصوفة، متعرجة، مبلطة بالحجارة المضلعة، تصادفنا مساحات هائلة الاتساع، غير منظمة الشكل، تتفرع منها أزقة ضيقة يصعب في بعضها أن يمر رجلان بجوار بعضهما، المنازل متقاربة حتى إن الأسطح تكاد تتلاصق، جانبا الزقاق الضيق يتكونان من جدران هذه المنازل، تمتد الحصر من سطح إلى سطح.

البيوت القديمة
البيوت القديمة
صحيح أن الشارع الضيق يسبب بعض المشقة لكن هنا برودة منعشة تجيء من تيار الهواء البارد الذي يمر بين البيوت القريبة من بعضها، إن طبيعة الجو الحار في القاهرة حددت مدى اتساع الحواري وطريقة بناء بيوتها كما سنرى بعد قليل، البيوت مجموعة من الجدران الخالية من النوافذ، بين الحين والحين يمر حمار يركبه واحد من الأهالي، حين كان الحمار وسيلة المواصلات الوحيدة الرئيسية؛ عندئذ يضطر الواقفون إلى إلصاق ظهورهم إلى الحائط، بينما تلقى الجدران ظلالاً رمادية تزيد البرودة.

في نهاية الزقاق جامع صغير، لعله ضريح أحد الأولياء، طليت جدرانه بمختلف الألوان من أصفر وأحمر وأزرق مما يضفي بعض البهجة على الحارة الصغيرة، في جدران المنازل الخارجية لا تلمح إلا المشربيات التي تتشابه كثيراً، إن المشربيات التي تطل على الطريق ليست في جمال المشربيات التي تطل على الفناء الداخلي.
البيوت القديمة
البيوت القديمة
السكان عادة يحتفظون بالمشربيات الجميلة للنوافذ الداخلية للمنزل والتي تطل على الفناء أو الحديثة، وهذا ما نجده واضحاً الآن في قصر المسافر خانة وبيت السحيمي، ومنزل زينب خاتون، واسم "المشربية" مشتق من الفعل "يشرب" ثم استعمل للنوافذ المصنوعة من الأعمدة الخشبية الرفيعة المتشابكة، لأن القلل كانت توضع عليها لتبريد الماء وفي أغلب الأحيان نجد رفاً صغيراً يبرز إلى الخارج توضع عليه أواني الفخار لتبرد بفعل الهواء.

المشربية لا تسمح للجيران أن ينظروا ما وراءها غير أنها تحتوي في الوقت نفسه على مكان كاف يسمح بتخلل الهواء إليه، فالمشربية مكان رطب للإنسان تماماً كما هو لأواني الماء، كما أن الجالس فيها يمكنه رؤية المارة في الطريق من حيث لا يرونه، مع هذا توجد نوافذ صغيرة مناسبة في المشربية يمكن دفعها إلى أعلى في مجار صغيرة محفورة في الخشب إذا رغب أصحابها في ذلك وكثيراً ما كانت نساء القاهرة الجميلات ينظرن من هذه النوافذ الصغيرة ليشترين شيئاً من أي بائع جوال وليستعرضن جمالهن في نفس الوقت.
البيوت القديمة
البيوت القديمة
الباب مقوس من أعلى، مزخرف ببعض النقوش العربية، وربما آية من القرآن الكريم، نطرق الباب بمقبض نحاسي على هيئة كف آدمي، قد تضطر على الانتظار طويلاً حتى يسمعك من بداخل الدار، يصادفنا ممر ينعطف فجأة بعد خطوتين، يحول دون مشاهدة الفناء الداخلي.

قديماً كنا نرى البيوت في نهاية الممرات الخاصة بها، نجد أنفسنا أمام حديقة جميلة تتوسطها نافورة مرصعة بالرخام الملون، في أقصى الفناء نلمح بئراً للمياه، الهدوء مستكن وناعس في الهواء حتى لتظن أنه لا أثر للحياة هنا، الأبواب مغلقة غرف النساء معزولة فوق، ينظرن على الفناء من خلال هذه المشربيات الدقيقة الجميلة، يزداد إحساسك بالبعد عن ضجة الطريق وصخبه، فعلاً، ما أبرع المهندس الذي بنى هذا البيت، هنا لا يمكن لجارك أن يراك، لا يمكن للضيف أن يرى الحريم، يمكن عن طريق المشربيات، وملاقف الهواء السماح لأكبر كمية هواء بالدخول، وكمية ضوء قليلة.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads