الإفتاء: الشائعات هدفها التأثير النفسي في الرأي العامّ تحقيقًا لأهداف معينة

الإثنين 23/يوليو/2018 - 08:48 م

غادة السادات

أكدت دار الإفتاء المصرية، في بيان لها اليوم الاثنين، أن الشائعات هي تدويرٌ لخبرٍ مختَلَقٍ لا أساس له من الصحة، يحتوي على معلومات مضلِّلة، باعتماد المبالغة والتهويل في سرده، وهذاالشائعات في الغالب يكون ذا طابعٍ يُثير الفتنة ويُحْدِث البلبلة بين الناس؛ بهدف القلق والتأثير النفسي في الرأي العامّ تحقيقًا لأهداف معينة، وزعزعة ثقة المواطنين على نطاق دولةٍ واحدةٍ أو عدة دول، أو النطاق العالمي أجمعه.

وأشارت "الإفتاء" عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الإسلام حرم نشر الشائعات وترويجها، وتوعَّد فاعل ذلك بالعقاب الأليم في الدنيا والآخرة؛ فقال تعالى: "إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

وأكد البيان أن هذا الوعيد الشديد فيمن أَحَبَّ وأراد أن تشيع الفاحشة بين المسلمين، فكيف الحال بمن يعمل على نشر الشائعات بالفعل! كما أشارت النصوص الشرعية إلى أن نشر الشائعات من شأن المنافقين وضعاف النفوس، وداخلٌ في نطاق الكذب، وهو محرَّم شرعًا.

وتابعت: "لا ينبغي أن نغفل دور وسائل الاتصال الحديثة؛ فإنها تسهم بدورٍ كبيرٍ في سرعة انتشار الشائعة ووصولها لقطاعٍ عريضٍ من الناس".

وأضافت أن سرعة انتشار الشائعة لها سببان رئيسيان، الأول: أهمية الموضوع؛ فكلّما كان الموضوع ذا أهمية كثرت الشائعات حوله، والثاني: قلة انتشار المعلومات الصحيحة عن هذا الموضوع.

وأوضح الشرعُ الشريفُ سِمَات المعالجة الحكيمة عند وصول خبرٍ غير موثوقٍ منه؛ فأمَرَنا بحسن الظن بالغير، ويجب التحقق من الخبر، ومطالبة مروجي الشائعة بأدلتهم عليها والسؤال عمّن شهدها، وعدم تلقي الشائعة بالألسن وتناقلها، وعدم الخوض فيما لا عِلم للإنسان به ولم يقم عليه دليلٌ صحيح، وعدم التهاون والتساهل في أمر الشائعة، بل اعتبارها أمرًا عظيمًا، وتنزيه السمع عن مجرد الاستماع إلى ما يسيء إلى الغير، واستنكار التلفظ به.

وتابع الافتاء؛ أن الشعب ملزم بالتيقن من الأخبار قبل بناء الأحكام عليها، وأمر بِرَدِّ الأمور إلى أولى الأمر والعِلم قبل إذاعتها والتكلم فيها،موضحا أنة نهى الشرع عن سماع الشائعة ونشرها، وذمَّ سبحانه وتعالى الذين يسَّمَّعون للمرجفين والمروجين للشائعات والفتن وذالك في سبيل التصدي لنشر الشائعات.