المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

مرصد الفتاوى التكفيرية ودراسة مراجعات القاعدة .. نقد بناء ووعي مصري

الإثنين 30/يوليو/2018 - 06:03 ص
وسيم عفيفي
طباعة
دور كبير فعال وملموس يلعبه مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية فى التصدى للجماعات التكفيرية والمتطرفة وتفنيد أفكارها الضالة وتوجهاتها الظلامية الشيطانية، إذ أصدر المرصد الذى يتولى إدارته الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، دراسةً جديدة حول المراجعات الفكرية لتنظيم القاعدة، تضمنت تأثير المراجعات التى قدمها قيادات من تنظيم القاعدة وتداعيات ذلك على استراتيجيات التنظيم فى المستقبل، وعلاقتها بالتراجع الدراماتيكى للتنظيم خلال السنوات الماضية.

تأتى الدراسة تزامنًا مع عودة تصدُّر تنظيم القاعدة للمشهد السياسى مرة أخرى، بعد أن ترك الساحة لصعود تنظيم داعش الإرهابى، وشدد المرصد فى دراسته على أنه رصد تغييرًا فى نهج التنظيم الإعلامى، وأن خطابه يميل بشكل أساسى إلى كسب تعاطف شعوب المناطق المأزومة، وهو خطاب جاء نتيجةً لتوصيات تلك المراجعات.

وعرضت الدراسة خمس مراجعات كان قد قدمها قيادات من تنظيم القاعدة مثَّلت منهجًا ودستورًا لتجديد نشاط التنظيم وإعادة إحيائه، كما أنها عبَّرت عن تغيير فى منهج ممارسات التنظيم، حيث جاءت تلك المراجعات كرد فعل على إدراك قيادات التنظيم الإرهابى فشلَ ما يسمى المشروع الجهادى وسقوط التنظيم فى العديد من الانحرافات والأخطاء التى أزهقت أرواح الأبرياء.. وإلى نص الدراسة:

مع إعادة تصدر تنظيم القاعدة للمشهد السياسى فى أعقاب الضربات الموجهة لتنظيم داعش من قبل التحالفات الدولية ومن ثم تراجع تنظيم داعش الإرهابى فى المناطق التى سيطر عليها، ومع تحول الساحة إلى فوضى عارمة من الإرهاب والتطرف، يعاد التساؤل حول الأسباب والدوافع التى دفعت التنظيم الأم للإرهاب القاعدة إلى الاختفاء والتوارى عن الساحة خاصة فيما بعد عام 2011، وكذلك التساؤل حول أهم استراتيجيات التنظيم فى العودة إلى العلن مرة أخرى.

تظل إجابات الأسئلة حول أهم تلك الاستراتيجيات لا تملك اليقين الكامل، لكن تظل المذكرات والوثائق التى تظهر من الحين إلى الآخر لقيادات التنظيمات المتطرفة من أبرز الوسائل لكشف تفاصيل وأسرار تلك الدوافع والاستراتيجيات، كما أنها خير دليل على فهم أبرز التحولات التى تشهدها المنطلقات الفكرية والتنظيمية لتلك الجماعات.

أبرز تلك الوثائق والمذكرات ما كتبه بعض القيادات المنشقة عن التنظيمات الإرهابية فى صورة مبادرات لتصحيح مسار عمل تلك الجماعات أو فى صورة وثائق ترشيد لأعمال تلك الجماعات أو فى صورة مراجعات وكتابات نقدية لتلك الجماعات ومنطلقاتها الفكرية والسلوكية.

كان تنظيم القاعدة أبرز الجماعات التى شهدت موجات متواصلة من المراجعات التى أجرتها أفرع كاملة تابعة للتنظيم، أو محاولات فردية لأشخاص وقيادات من ذوى التأثير داخل التنظيم، أو مبادرات وخطط تصحيحية أجرتها بعض القيادات التى مازالت محسوبة على التنظيم.

مثلت تلك المراجعات نهجا جديدًا داخل التنظيم خاصة فى ظل الأزمات الداخلية التى باتت تعصف بالتنظيم فى أعقاب أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 وما جلبته من آثار بالحرب على أفغانستان جعلت انتقادات عدة توجه للتنظيم كونه السبب الأول فى الحرب. تضخم قواعد التنظيم وفروعه بتوليد جيل جديد من القاعدة وخسارة التنظيم لعناصر عدة من الجيل المؤسس للتنظيم نتج عنه انحرافات كثيرة دفعت بالقيادات المؤسسة على إعادة صياغة جديدة لأيديولوجية التنظيم والعمل على تجديد التنظيم فكرا وممارسة وذلك من أجل الحفاظ على بقاء التنظيم.
متغيرات ذاتية وخارجية دفعت قيادات ومنظرى تنظيم القاعدة إلى محاولة معالجة استراتيجيات التنظيم والانحرافات الفكرية والسلوكية للتنظيم. سعى التنظيم إلى تبنى رؤى تصحيحية تؤمن له تحقيق مكاسب أكبر على الأرض بدلا من المكاسب الإعلامية.

لذلك كان من الضرورى فى محاولة فهم استراتيجيات تنظيم القاعدة المستقبلية، تقديم قراءة متأنية لتلك المراجعات مع ضرورة تحديد الإطار المفاهيمى للمراجعات. لا يمكن تصنيف كل ما يصدر من قراءة ذاتية لقيادات تلك الجماعات على أنه مراجعة شاملة، حيث يمكننا الفصل بين ما هو مراجعة شاملة وما هو مراجعة جزئية.

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads