ممنوع دخول الأهالي لرؤية المناطق الأثرية.. إهمال آثار إهناسيا هدم التاريخ
الأربعاء 01/أغسطس/2018 - 05:01 م
شعبان طه
طباعة
سادت حالة من الفوضى والإهمال داخل المنطقة الأثرية "منطقة الكيمان " بمدينة إهناسيا غرب محافظة بني سويف، فى أعقاب ثورة يناير لعام 2011، وما نتج عنه من الانفلات الأمني ومراقبة كافة المناطق الأثرية داخل المدينة، والتى تشتهر بوجود آلاف من القطع الأثرية، كون وجود المدينة كعاصمة الأسرتين الـ 9 والـ 10 للدولة المصرية فى العصر الفرعوني، رصدت بوابة "المواطن الإخبارية"، ما آلت إليه هذه المناطق الأثرية بإهناسيا، بهذا التقرير.
" إهمال آثار إهناسيا هدم التاريخ "
يقول الأديب نور سليمان، ومدير قصر ثقافة مركز ومدينة إهناسيا، إن المدينة كانت عاصمة الدولة المصرية القديمة في عهد الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة تقارب قرنين من الزمان" 2242، 2452 ق.م" ، وعرفت باسم أهنيس ، ومنه أشتقت التسمية الحالية إهناسيا ، وإلى إهناسيا تنتمي أسرة الفرعون شقمموس ، وتبلغ مساحة المنطقة الأثرية حوالى 390 فدان بها.
وأضاف "سليمان " أن هذة المناطق الأثرية تحتوى على العديد من بقايا المعابد التي عثر بها على مجموعة كبيرة من الآثار أهمها تمثالين من الكوارتز لرمسيس الثاني ، وقد كانت مزاراً مهماً للسياح لمشاهدة الآثار .
وأشار إلى أن الإهمال الذى تعرضت له إهناسيا من قبل القائمين على الآثار والسياحة فى محافظة بنى سويف كفيلا بان يهدم كل هذا التاريخ، مضيفا أنه ذهب إلى رئيس المدينة منذ عدة سنوات، وطلبت منه ان تقوم الوحدة المحلية مع وزارة السياحة وهيئة الآثار بعمل ترميم للأثار التى تتاكل بسبب الملوحه والمياه الجوفيه.
بالإضافة إلى عمل لوحات رخامية عند مداخل المدينة مكتوب عليها باللغات الاربع ترجمة لبرديات الفلاح الفصيح التسع، وأن تضاء الاعمدة الرخامية والمعابد المكتشفة حديثا بشكل فنى كما يحدث فى الأهرامات.
وأكد مدير ثقافة إهناسيا على عدم رضاه عن إضاعة هذا التاريخ الذى يمتد إلى آلاف السنين تحت عجلات البيروقراطيه والإهمال المتعمد،و لابد من وقفه مع تاريخ إهناسيا لتصبح مزارا سياحيا ومكان جذب سياحى اسوة بالأقصر وأسوان وغيرها، موضحا أن المدينة الأثرية بإهناسيا تحتاج فقط تحتاج إلى إنسان مسؤول على درجة كبيرة من الذكاء والجراة لوضع هذه المدينة العريقة على الخريطة السياحيه بشكل حقيقي .
" الآثار تعرضت للسرقة "
وأكد أحمد سيد، معلم مادة التاريخ، وأحد أهالى منطقة الكيمان الأثرية، على أن مدينة إهناسيا عاصمة مصر الفرعونية القديمة كأكبر منطقة اثرية ببنى سويف بالعصر الفرعوني تعرضت لمحاولات السرقة وهدم أسوارها الحديدية التي تحيط بها لحمايتها في أعقاب ثورة يناير لعام 2011،و التي تأثرت بأحداث الثورةوالفوضى التي مرت بها البلاد.
وأشار إلى أنه بالفعل تمت محاولة سرقة تمثال أثري للملك سنوسرت من المنطقة الأثري، حيث قام مجموعة من الأشخاص بالحفر في منطقة الكيمان التي تحتوي عددا من الآثار التي تم اكتشافها خلال الأعوام الماضية، بالإضافة إلى احتوائها على العديد من الاكتشافات الأثرية المدفونة بباطن الأرض .
وألمح إلى وجود مجموعة من سارقى الآثار قد تمكنوا من الكشف عن نصف التمثال بعد التنقيب بالمنطقة وعثروا علي التمثال الذي يبلغ طوله مترين وعرضه140 سم ويجلس علي قاعدة من الرخام وهو من الجرانيت الأحمر، ويوجد أعلي الذراع اليسري للتمثال نقوش باسم الملك مرنبتاح ونفوش أخري علي الجانب الأيمن توضح مراسم التتويج مع كتابات هيروغليفية، مما يوضح أن التمثال يخص الملك سنوسرت الثالث الذي ينسب إلي الأسرة ال 12، ولكن تم ضبطهم، وتم نقلة إلى مقر المخزن المتحفي بمعرفة لجنة فنية من الآثار.
وأردف قائلا: إن هناك بعض القطع الأثرية الخاصة بتاريخ مدينة إهناسيا الفرعونية قد تم سرقتها أثناء يناير، ولكن من الصعب القيام بحصرها ومعرفة أعدادها ومصيرها، ولكن الأمر متروك لهيئة الآثار المصرية بالمحافظة لمعرفة أعدادها .
"مطالبة بالحفاظ على التاريخ القديم "
وطالب كل المسؤولين بوزارة الآثار المصرية بضرورة الإهتمام والحفاظ على كل المقومات السياحية والتاريخية الفرعونية القديمة الخاصة بعاصمة الدولة المصرية القديمة بالاسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونتين، ومحاولة إنشاء متحف فرعوني تاريخى قديم يبرز مدى عظمة وتاريخ المدينة الأثرية بإهناسيا، بدلا من حالة الضياع الحقيقي للمعالم التاريخية التى أهدرت بفعل الإهمال والتسيب من جانب المسؤولين خلال الفترة الماضية.
ممنوع السياحة الداخلية "
وأثناء محاولة الدخول إلى منطقة الكيمان الأثرية بإهناسيا، قالا أحد أفراد الأمن الإداري، وأحد أفراد الشرطة المكلفين بحماية المنطقة، إنه ممنوع الدخول نهائيا إلى هنا، وذلك لعدم التصريح بدخول أى من المواطنيين، حتى لو كان يقصدا السياحة الداخلية للمناطق الأثرية بإهناسيا، وذلك لعدم وجود أى من المعالم السياحية التاريخية أصلا من الأساس، وأنه تم نقلها جميعا إلى المتحف المصري بالقاهرة، وأكدا أن كل ما بداخل المنطقة الأثرية مخزنا لبعض القطع الأثرية متراكمة فوق بعضها، ولا يسمح لأحد برؤيتها أو مجرد النظر إليها.
" حظر المواطنين "
وتمنى جمال محمد، أحد الشباب ، أن يرى هذة المعالم السياحية التاريخية والأثرية لمدينة إهناسيا الفرعونية، ولو لمرة واحدة كما وجدها بالكتب التاريخية والبحوث العلمية الأثرية القديمة، مشيرا إلى أن الإهمال والتسيب والسرقة منعته من ذلك.
وأكد على وجود أكثر من نقاط أمنية مشددة داخل المنطقة، ويحظر بشكل كامل دخول المواطنيين والأهالى إلى هناك، وان كان لرؤية المناطق والأماكن الأثرية حتى لو كانت خالية من أى من المعالم السياحية التاريخية الأثرية الفرعونية القديمة.
"تاريخ ٲضاعه الإهمال "
وأوضح محسن محمد، مفتش آثار بمنطقة بنى سويف، أن مدينة إهناسيا كانت عاصمة الإقليم العشرين قبل توحيد القرنين. كما كانت عاصمة لمصر في عصر الأسرتين التاسعة والعاشرة الفرعونتين، وعثر بها علي مجموعة من المقابر من عصر الأسرة 22.. بها نقوش مختلفة، وما زالت بقايا أعمدة المعبد الروماني موجودة حتى الآن بالمنطقة.
وأشار إلى وجود الجبانة الرئيسية لمنطقة آثار اهناسيا المدينة بقرية سدمنت الجبل، وبها العديد من المقابر التى ترجع لعصر الملك "دن" من الأسرة الأولى ومقبرة "مرى ، ورع، و حاتشف" وتعود للأسرة الخامسة. وبها أيضاً مقبرة الأمير "رع، وحتب" وزوجته "حلى" وهى تمتد لمسافة 3كم تقريبًا طولاً و 500متر عرض.
بالإضافة إلى وجود دير مارجرجس، حيث يقع الدير غرب سدمنت الجبل بمركز إهناسيا المدينة ،و يعرف الدير باسم مارجرجس في كل المصادر القديمة التي كتبت عنه وهو دير مشهور ويزوره أهالي بني سويف ولهم فيه مواسم للزيارة، وكانت لاهناسيا مكانة خلال فتر حكم البطالمة، لا تزال عالية كمكان للعبادة ومركز ثقافي في مصر. وحاول الحكام الإغريق ايجاد تناسق بين آلهتهم وبين آلهة قدماء المصريين ، ونسبوا إله المصريين القدماء حرشف بإلاههم هرقل، ومن هنا اشتهرت إهناسيا في أوساط علماء الآثار بـ"هيراكليوبولس"، أما كلمة "ماجنا" فمعناها بالعربية "الكبيرة" أو "العظيمة".
وأكد على العثور في منطقة إهناسيا على أثار من العهد الروماني مابين "30. ق. م، و 390 بعد الميلاد " ، مما يدل على أهمية هذا البلد على مختلف العصور والعهود في القديم والحديث.
