المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

توهان فيلم سيناء ـ حروب التيه عن الجيش المصري .. أبرز أخطاء قناة الجزيرة

الأحد 05/أغسطس/2018 - 04:32 م
وسيم عفيفي
طباعة
المتابع الجيد لـ قناة الجزيرة قبل فيلم حروب التيه عن سيناء والجيش المصري سيلحظ أن القناة خلال 56 يوماً لم تحقق نسبة المشاهدات التي اعتادت عليها عبر يوتيوب في فترة الربيع العربي فأقل نسبة مشاهدة لفيديو كانت 500 وأعلى نسبة كانت 20 ألف.

 
ولأول مرة منذ 56 يوماً يحقق فيلم من قناة الجزيرة نسبة مشاهدة تتعدى النصف مليون وتزيد وهي النسبة التي حازها فيلم حروب التيه عن سيناء والجيش المصري وهذا له 3 دلالات أولها أن مصر ثرية ومتنوعة بسبب جيشها في المقام الأول، فمقارنة بالتغطيات التي تقوم بها الجزيرة للدول التي فقدت جيوشها فالأخبار تقليدية ولا جديد يمكن للمشاهد أن يُجْذَب له.

أما الدلالة الثانية فهي أن دور الجيش المصري تسبب في ضربات سياسية للمتربصين بالشأن المصري وبالتالي فإن حرب الشائعات تطورت من مجرد أخبار كاذبة إلى صناعة الكذب المحبوك من أجل زعزعة الثقة.

 
وتأتي الدلالة الثالثة في أن هناك إفلاس في الأفكار تتسم به قناة الجزيرة، فالأفلام التي تقدمها باتت معادة ومنها أفلام ليست سياسية وبالتالي فإن خسائر القناة في التأثير تتفاقم، لكنها مع مصر تزيد حيث أن كافة الأفلام التي عن مصر تحقق نسبة مشاهدات عليه كفيلم حروب التيه الذي أنتجته ويدور موضوعه حول خيانة الضباط المصريين لبعضهم ـ حسب زعم القناة ـ.

الجيش المصري مُخْتَرق .. طب إيه الأمارة ؟


الجيش المصري
الجيش المصري
تلعب قناة الجزيرة على ضرب شرف العسكرية المصرية حيث عددت قناة الجزيرة أسماء ضباط كانوا في الخدمة العسكرية ومن ذوي المناصب الحساسة على ساحة الميدان وفجأة انقلبوا لينضموا إلى داعش والسبب في ذلك أن الضباط المصريين تعرضوا للظلم من القيادات وبالتالي انضموا إلى التنظيمات التكفيرية من باب الانتقام وليس الاقتناع بأفكارهم.

الفريق الشاذلي -
الفريق الشاذلي - الفريق فوزي
ما تجهله قناة الجزيرة عن الجيش المصري كـ عقيدة قتالية، أن الضابط الشريف حتى لو تعرض لظلم من رئيس الدولة لا يلجأ إلى الانقلاب المسلح عليه ويدلل على ذلك موقف الفريق سعد الشاذلي الذي عارض السادات لكنه لم يحرض إلى انقلاب مسلح ضده، بل إن قناة الجزيرة نفسها عبر برنامج "شاهد على العصر" حاولت جره إلى مستنقع الهجوم على جمال عبدالناصر وهو ما فشل فيه الإعلامي أحمد منصور.

ربما نسيت قناة الجزيرة موقف الفريق محمد فوزي "وزير الدفاع" والذي ينسب له الفضل في إعادة بناء الجيش المصري بعد النكسة ولما عوقب بالسجن سنة 1971 م بتهمة الانضمام إلى مراكز القوى لم يتفوه بكلمة في حق السادات لا قبل الحرب ولا بعدها وظل إلى أن مات يحترم السادات باعتباره القائد الأعلى.

بالتالي فإن ظلم القيادة "إن كان موجوداً كما تقوله قناة الجزيرة" ليس دافعاً للضابط في الانضمام إلى داعش وغيرها، إنما هو انضم إليها بسبب ضعف ونقص في شخصيته أولاً، بالإضافة إلى أن نمط العسكرية المصرية من حيثيات الاحترام تغير إلى الأفضل في عهد الرئيس السيسي منذ أن كان وزيراً للدفاع "بدليل أفلام الجزيرة نفسها التي وصفتها بالتسريبات".
هشام عشماوي - ضابط
هشام عشماوي - ضابط منشق
نساعد قناة الجزيرة في الإجابة على سؤال :- 
"ما الذي يجعل ضابطاً مصرياً ينشق وينضم إلى داعش"؟ 
الإجابة أن مصر لا تشهد حرباً نظامية أو حتى عصابات وإنما هي حرب استخباراتية في المقام الأول وبالتالي فإن أسلوب الاستخبارات قائم في الأساس على صنع الجواسيس.
ربما تسأل وهل أجهزة المخابرات المصرية "العامة والحربية" ضعيفة لدرجة تجعل جيشها سهل الاختراق ؟.
الإجابة على هذا السؤال تجدها من فيلم قناة الجزيرة نفسها "المتناقض"، حيث أن القناة في آخر الفيلم قالت أن الجيش المصري وجه ضربات قاتلة في صفوف التنظيمات التكفيرية، وتميزت ضربات الجيش المصري أنها لم تستهدف تكفيريين وإنما استهدفت رؤساء التنظيم، مما يعني أن مصر نفسها تخترق التنظيمات المسلحة.
الشهيد أحمد المنسي .. لماذا يحوله الفيلم إلى دون كورليوني ؟

الشهيد أحمد المنسي
الشهيد أحمد المنسي
فيلم حروب التيه تم عرضه في وقت حساس على المستوى العسكري، فالجيش المصري يوجه ضربات قاتلة إلى تنظيمات سيناء وبالتوازي مع ذلك تتواصل ضرباته الناجحة ضد التنظيمات المسلحة عربياً في ليبيا وغيرها، لكن المكسب الأبرز بالنسبة للمصريين هو أن الشهيد أحمد المنسي صار رمزاً عسكرياً يذكرنا بأبطال الجيش المصري مثل الشهيد إبراهيم الرفاعي.
فيلم الجزيرة تعامل مع الشهيد أحمد المنسي على أنه الدون كورليوني الأب الروحي والعراب لكافة العصابات في عالم المافيا، حيث قال الفيلم أن الشهيد المنسي كان يقوم بعمل صفقات سلاح سرية مع القبائل ويقوم بتسليحها من أجل أن أهل سيناء أدرى بشعابها من الجيش، وبالتالي تمت خيانة الشهيد المنسي في كمين البرث.
الشهيد أحمد المنسي
الشهيد أحمد المنسي
بتحليل المعلومات التي جاءت في فيلم حروب التيه نكتشف أن هناك أخطاءاً ساذجةً في حق الشهيد أحمد المنسي، فلو كان عقد صفقات سلاح سرية مع قبائل سيناء كيف لهذه القبائل أن تدشن لنفسها صفحات على الفيس بوك وتقول نحن نقاتل مع الجيش المصري !، وبالتالي فلا توجد سرية "أو لعب من تحت الترابيزة"، بالإضافة إلى أن الشهيد المنسي ـ كما يقول الفيلم ـ، أحد أقوى ضباط الصاعقة وليس تاجراً للسلاح.
ربما تسأل
هل الجيش المصري ضعيف لهذا الحد الذي يجعله يتفق مع القبائل والمهربين من أجل الحرب ضد الإرهاب؟
 الطريف في هذا السؤال أن قناة الجزيرة أجابت عليه لكن باقتضاب.

ما تشهده سيناء ليست حرباً نظامية إنما هي حرب عصابات قذرة وهذه العصابات تشكلت بسبب الموائمات السياسية طيلة 40 عاماً والتي تزامنت مع الغياب العسكري عن سيناء بحكم معاهدة السلام، وبالتالي فإن اشتراك القبائل مع الجيش لا يأتي من باب المصلحة المتبادلة بين الطرفين وإنما في المقام الأول الصالح العام للجميع حيث أن الحروب في سيناء أصلاً تقوم على أساس قبلي عرقي والخاسر الوحيد من انتصار داعش هم أهل سيناء والجيش سواسية وبالتالي فهي ليست مصلحة متبادلة بقدر ما أنها مسؤولية مشتركة.

"يُتْبَع عقب عرض الجزء الثاني من الفيلم"

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads