فيديو.."بوابة المواطن" تحاور مهندس زراعي عقب ابتكاره تقنية لتوفير مياه الري وزيادة إنتاجية الفدان
الإثنين 06/أغسطس/2018 - 05:38 م
كفرالشيخ: حوار- نرمين الشال
طباعة
نهر النيل، شريان الحياة في مصر، حيث يغطي متطلبات الزراعة والصناعة وهو المصدر الرئيسي لمياه الشرب للسكان، وهذا يحتم على الحكومة المصرية، وجميع السكان التحرك بسرعة وبشكل حاسم للتخفيف من شح المياه.
ولهذه الأسباب استطاع الدكتور" محمد خطاب الغنام" الباحث بمعهد الأراضي والمياه والبيئة مركز البحوث الزراعية حاصل على درجة الدكتوراه في " فلسفة العلوم الزراعية تخصص الأراضي والمياه" ابتكار تقنية جديدة توفر المياه والأسمدة الزراعية، وتزيد المحصول، وحرصت " بوابة المواطن " الإخبارية على محاورته للتعرف على تفاصيل هذه التقنية ومدى امكانية تطبيقها بشكل عملي
أولا ماهو الدافع الذي جعلك تفكر في ابتكار هذه التقنية ؟
مصر دولة زراعية في المقام الأول، وللأسف في السنوات الأخيرة واجهنا شح شديد في المياه ويعد توزيع المياه غير المتكافئ إلي جانب إساءة استخدام موارد المياه والتهديد الأثيوبي لحصة مصر في مياه النيل بعض العوامل الرئيسية التي تلعب دورا مدمرا للأمن المائي. يعد نهر النيل شريان الحياة في مصر حيث يغطي متطلبات الزراعة والصناعة وهو المصدر الرئيسي لمياه الشرب للسكان، مشيراً إلى أن ارتفاع معدلات النمو السكاني والتنمية الاقتصادية السريعة في دول حوض النيل، بالإضافة إلى التلوث والتدهور البيئي آخذُ باستنزاف الموارد المائية في مصر، وتواجه مصر عجزا مائيا يقدر بسبع بليون متر مكعب سنويا، وفي حقيقة الأمر فإن الامم المتحدة قد حذرت من نفاذ المياه في مصر بحلول عام 2025، كل هذه الأشياء دفعتنى للدراسة والتجربة لابتكار تقنيات حديثة لمواجهة شبح الفقر المائي الذي يهدد حياة كل المصريين.
نريد التعرف على هدفك من ابتكار هذه التقنية وأوجه الاستفادة منها ؟
هدفي هو تطبيق أساليب وتقنيات أكثر فعالية للمحافظة على المياه ومنع تلوثها، ووضع وتطوير خطط من شأنها السيطرة على تلوث المياه وجعل تقنيات الري أكثر فاعلية، و كفاءة، وذلك لتجنب وقوع كارثة، ولأن نظام التحكم في الصرف التحت السطحي من أهم الموارد الغير تقليدية والتي توفر كميات كبيرة في المياه فيعرف نظام الصرف المعدل هو الصرف المغطى التقليدى مع إجراء بعـض التعديلات الطفيفة على شبكته لتناسب الغرض من إنشائه والتعديلات تشمل التحكم في مناسيب الماء الأرضي عن طريق تصميم صمام تحكم يعمل علي تحديد أعماق لمستوى الماء الأرضي بين سطح الأرض وقاع حقليات الصرف المغطى، مما يؤدي الي الحفاظ علي رطوبة مناسبة و يقلل من الزيادة أو النقص في الرطوبة الأرضية من خلال تقليل التصرف الخارج والمساهمة في الأحتياجات المائية للمحاصيل وبالتالي الحصول علي أفضل نمو خضري وجذري مما ينعكس على الإنتاجية.
ويعتبر الغرض الأساسى من هذا النظام هو تجنب أساليب المزارعين المخالفه والغير واعية لقيامهم بسد مواسير الصرف بالقش والخيش والطين بغرف التفتيش الخاصـة بالشبكة، لمنع تدفق المياه السريع من خلال شبكة الصرف المغطى بأراضي الأرز، ما يسبب انسداد مواسير الشبكة وارتداد مياه الصرف بالشبكة وتطبل وتغدق الأراضي والتأثير على زراعة المحاصيل المجاورة لمحصول الأرز وتتميز شبكات الصرف المغطى المعدلة بإمكانية غلق مصبات المصارف المجموعـة الثانوية بأرض الأرز لمنعها من تصريف الماء لهذه الأراضى خلال موسم زراعة الأرز على أن يعاد فتحها فى نهاية الموسم وتطلق حرية تدفق المياه فى أثناء موسم زراعة المحاصيل الأخرى التالية فى الدورة الزراعية أن يحل موسم زراعة الأرز مرة بنفس المنطقة.
ويتأكد من ذلك أنه لايوجد زيادة لتركيز الأملاح نتيجة لاستخدام الصرف المغطى المعدل بمناطق زراعة الأرز بل تستمر عملية غسيل الأملاح ولكن بمعدل أقل.
هل قمت بتجربة فعلية على هذا الاختراع ما هى النتائج التى خلصت بها من التجربة؟
نعم أقيمت التجربة على استخدام هذه التقنية، بالمزرعة البحثية بمحطة البحوث الزراعية بسخا بالتعاون بين المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة ايكاردا ICADA ومركز البحوث الز اعية ARC ، حيث كان هذا هو موضوع رسالة الدكتوراه التي حصلت عليها في فلسفة العلوم الزراعية تخصص الأراضي والمياه، والتي أشرف عليها الأستاذ الدكتور صابر عبده جاهين استاذ علوم الأراضي المتفرغ بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، والأستاذ الدكتور محمد أبو والي أستاذ علوم الأراضي ونائب رئيس الجامعة السابق، والأستاذ الدكتور فوزي فخري كراجه استاذ المياه بمنظمة الاغذية والزراعة الفاو FAO، والأستاذ الدكتور الجندي عبد الرازق أستاذ الصرف الزراعي بمركز البحوث الزراعية، والحمد لله تم الثناء على التجربة واعتمادها منهم جميعا
أما أهم ما خلصت به من هذه الدراسة فقد حددته في عدة نقاط أهمها
نصيب الفرد من الموارد المائية المتجددة الداخلية حسب إحصائيات وزارة الموارد المائية، يصل إلى اقل من 25 م3/سنة وان نصيب الفرد من إجمالي الموارد المائية المتاحة إلى أقل من 700 م3 /سنة وبالتالي تؤدي ندرة ومحدودية الموارد المائية إلى إعاقة التطور الاقتصادي ومشاريع استصلاح الأراضي الجديدة، واستخدام التحكم في الصرف التحت سطحي يساهم في جزء من الاحتياجات المائية للمحاصيل كطريقة غير تقليدية لإيجاد مورد مائي جديد:
ركزت الدراسة على صلاحية وامكانية تطبيق الـ" Controlled Drainage) CD - التحكم في الصرف التحت سطحي"، من الناحية الفنية والاقتصادية للمساهمة في الاحتياجات المائية للمحاصيل مع الإدارة الجيدة للأرض والماء والنبات وسهولة تصميم الCD على الوضع الحالي للشبكات الصرف المغطى حيث وفر الـ CD نسبة ماء ري لمحصولي القمح والبنجر 20 و18 %
وتوصي الدراسة ايضا انه عند استخدام الـ CD يجب الأخذ في الاعتبار ملوحة التربة وذلك للاستخدام الامثل للاراضي الزراعية على المدى الطويل فيجب الادارة الجيدة حيث تزال صمامات التحكم في نهاية الموسم لكي تسمح بهبوط مستوى الماء الارضي وان تكون رية الزراعة للمحصول التالي بدونها.
باستخدام ال CD سوف تتغير السياسة السمادية المتبعة لدى وزارة الزراعة حيث وفرت الدراسة الي مايقرب من 47 و51 % من الاحتياجات السمادية لمحصول القمح والبنجر أي ما يعادل من 500 جنيه في الموسم.
أدي استخدام الـ CD إلى زيادة إنتاجية محصولي القمح والبنجر بزيادة 19.5 و 20.7 % عن المعاملة التقليدية
وتوصي الدراسة بأن استخدام الـ CD فانه يعمل على التكامل بين الري والصرف مما يقلل من التصرف، وبالتالي يقلل من التلوث البيئي خارج الحقل نتيجة فقد الأسمدة، وبالتالي من وجهة النظر الاقتصادية يعتبر الCD أكثر نفعا للمزارعين نتيجة تقليل التكاليف المتغيرة وبالتالي زيادة الدخل.
متى نرى هذه التقنية تنفذ بشكل عملي؟
هذا حلم يراودني وأتمنى أن أرى هذه التقنية تعمم في أرجاء مصر، ورغم أن الاختراع غير مكلف ويسهل تطبيقه إلا أني أتمنى أن يتم اعتماده من قبل الحكومة المصرية، وتبنيه من وزارة الزراعة، ووزارة الري، حتى يتمكن المزارعين البسطاء من الاستفادة منه، وعدم تعرضهم لتلف محاصيلهم، كما أن الهدف من إدخال هذه التقنية في المقام الأول هو توفير المياه وترشيد استهلاكها.
