الهدنة بين حماس وإسرائيل على صفيح ساخن .. وخبراء لـ بوابة المواطن يحللون

الأربعاء 08/أغسطس/2018 - 09:03 م

دعاء جمال

منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء وقطاع غزة على صفيح ساخن، وخروح تقارير تفيد بعقد حركة حماس الفلسطينية مع إسرائيل اتفاقية للهدنة لمدة 5 سنوات في مقابل بعض الشروط، ومن ثم وصول القاهرة وفد من حماس لإيضاح قرار الحركة بشأن المصالحة الفلسطينية.

لذا قامت "بوابة المواطن" بجمع أهم الأحداث والنقاط الأساسية لهذا الوضع ، مع أخذ بعض التصريحات المهمة من قبل المتخصصين في الشأن الإسرائيلي.

تفاصيل الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل..

أفادت وكالة "خبر" الفلسطينية في تقرير لها أن حركة حماس الفلسطينية قد وافقت على هدنة مع إسرائيل لمدة خمس سنوات.

وأوضحت الوكالة الفلسطينية أن هذه الهدنة تشمل تخفيف الحصار عن قطاع غزة وعقد صفقة تبادل أسرى، حيث قالت مصادر فلسطينية مطلعة مقربة من حركة حماس لصحيفة القدس المحلية، أن الحركة ستبلغ المسؤولين في جهاز المخابرات المصرية ونيكولاي ميلادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط بموافقتها على مقترح الهدنة مع إسرائيل.

ونقلا عن المصادر الفلسطينية المطلعة، فإن المكتب السياسي لحماس بالتوافق مع قيادة المجلس العسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، توصلا لصيغة سيتم نقلها إلى الأطراف المعنية ممثلةً بمصر والمبعوث الأممي بشأن الهدنة.

وأشارت المصادر إلى أن تلك الهدنة ستكون مقابل فتح المعابر واستخدام معبر رفح لإدخال البضائع وليس لحركة الأفراد فقط، وإجراء ترتيبات تتعلق بتوسيع كامل لمساحة الصيد بما يصل إلى 12 ميلاً في العامين المقبلين.

ولفتت المصادر إلى أن هذه المدة الزمنية من إرساء الهدوء ستشمل التوصّل لاتفاق بشأن صفقة تبادل تضمن في البداية تنفيذ شروط حماس بإطلاق سراح جميع معتقلي صفقة شاليط الذين أعيد اعتقالهم، ومن ثم الخوض في مفاوضات على مراحل يتم منها في البداية الكشف عن مصير الجنود إن كانوا أحياء أو عبارة عن جثث، ومن ثم الخوض في المفاوضات.

رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية

بيان حركة حماس بعد وصول القاهرة..

نشرت حركة حماس الفلسطينية البيان الكامل لها عقب وصول وفد من قياديها إلى القاهرة لإعلان موقف الحركة من الورقة المصرية بشأن قضايا المصالحة الوطنية وكسر الحصار والتهدئة مع إسرائيل.

وقالت الحركة في بيانها ما يلي: "أولاً: توجيه التحية للبطولات الرائعة التي أبداها شعبنا الفلسطيني في التصدي والدفاع عن المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وفي كل ميادين المواجهات الشعبية ضد الاحتلال وجرائمه، وفي مقدمتها مسيرات العودة وكسر الحصار".

وأضافت :" ثانياً: ثمن المكتب السياسي كل الجهود التي تعمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورفع الحصار والعقوبات الظالمة المفروضة على قطاع غزة وإنهاء معاناته، وعبر عن اعتزازه بسفن كسر الحصار والقائمين عليها، واستنكر البلطجة الصهيونية في مواجهة هذه السفن".

وتابعت:" ثالثاً: ناقش المكتب السياسي الجهود المختلفة التي تبذلها عدة أطراف ولا سيما الأشقاء في مصر لتحقيق المصالحة ورفع الحصار، وتنفيذ المشاريع التنموية والإنسانية في قطاع غزة، وحماية شعبنا من الاعتداءات الصهيونية المتكررة".

واستطردت:" رابعاً: أكد المكتب السياسي على الحق الثابت من حقوق شعبنا والمتمثل في عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هُجّروا منها، وتعويضهم عن سني إبعادهم ومعاناتهم، وأن الحركة ومعها كل القوى والفصائل الحية لن تسمح بتمرير أي مؤامرة تستهدف هذا الحق أو تنتقص منه".

واستكملت:" خامساً: ناقش المكتب السياسي ملف تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، واستعرض التحركات في إطار تحرير الأسرى الفلسطينيين مقابل الجنود الصهاينة لدى المقاومة، وأكد أن لديه الجاهزية للتفاوض غير المباشر لإنجاز صفقة مشرفة لأسرانا الأبطال".

وأوضحت:" سادساً: أدان المكتب السياسي القانون العنصري الصهيوني المتمثل في قانون يهودية الدولة الذي أقره ما يسمى بالكنيست الصهيوني، الذي يؤكد على عنصرية الاحتلال، ومحاولته تصفية الوجود الفلسطيني من أرضه ووطنه، والمس بمقدساته الإسلامية والمسيحية".

واختتمت، قائلة :" سابعاً: أدان المكتب السياسي كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، ودعا الأمة العربية والإسلامية جمعاء وأحرار العالم إلى مقاطعته ونبذه، وملاحقة قادته ومجرميه في كل المحافل الدولية".

وحيا المكتب السياسي حركات المقاطعة الدولية والعربية التي تجسد عمق الضمير الإنساني لهذه الحركات.

هنية وصالح العاروري

شكر حماس لدور مصر ..

شكرت حركة حماس الفلسطينية مصر على جهودها الكبيرة في الملف الخاص بالمصالحة الفلسطينية، وذلك عبر بيان لها نشرته على حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر".

وقالت الحركة في بيانها:" توجه المكتب السياسي بالشكر الجزيل للأشقاء في مصر على تسهيل زيارة وفد الحركة إلى غزة؛ ما يعكس المسؤولية القومية لمصر تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، إذ حملت الزيارة أشواق العودة إلى أرض الوطن لملايين اللاجئين والمهجرين من أبناء شعبنا الفلسطيني".

وكانت حركة حماس الفلسطينية قد نشرت منذ قليل البيان الكامل لها، عقب وصول وفد من قياديها إلى القاهرة للإعلان موقف الحركة من الورقة المصرية بشأن قضايا المصالحة الوطنية وكسر الحصار والتهدئة مع إسرائيل.

تعليقات المتخصيين في الشأن الإسرائيلي..

تباينت أراء المتخصصين في الشأن الإسرائيلي على البيان الخاص بحماس، فنجد أن الأستاذ الدكتور جمال أحمد الرفاعي، رئيس قسم اللغات السامية بكلية الألسن جامعة عين شمس والمتخصص في الشأن الإسرائيلي رأى أن أنباء عقد اتفاق هدنة لمدة خمس سنوات بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بشروط معينة هي "بداية مبشرة".

وقال الرفاعي في تصريحات خاصة لـ "بوابة المواطن" :" على الرغم مما تم تداولةه من الهدنة إلا أن ملامح هذا الموضوع لم تتبلور بالكامل، بالدليل أن حماس لم تصدق عليه بالكامل".

وتابع الرفاعي :" رغم ما تم خروجه من بعض التقارير التي تفيد على هدنة واقعة بين حركة حماس وإسرائيل لمدة 5 سنوات وهذة المدة طويلة نسبيًا إلا أن هناك بشائر ومحاولات للصلح والتوافق".

أما عن دور مصر في تلك المصالحات، فقال الرفاعي في تصريحاته لـ "بوابة المواطن" :" طبعا مصر دائما وابدا تهتم بالشأن الفلسطيني، فمصر طرف رئيسي ولها دورها في المنطقة وإن وافقت حماس على هذة الهدنة فلابد وأن يكون هناك شئ يخدم مصلحتها".

أما عن حركة فتح، فقال الرفاعي :"حركة فتح هي الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني وإسرائيل تحاول أن تلعب على بعض الأطراف ولكن حماس في نهاية الأمر لا تستطيع أن تتخطى السلطة الفلسطينية".

الدكتور جمال أحمد الرفاعي

وعلى النقيض، علقت الدكتورة هبة البشبيشي، محلل العلاقات الدولية وباحثة علوم سياسية بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية على أنباء عقد اتفاق هدنة لمدة خمس سنوات بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بشروط معينة، قائلة :" حماس صناعة إسرائيلية معرقلين للسلام تم إنشائهم في الوطن العربي لعرقلة السلام ومنع قيام الدولة الفلسطينية".

وأضافت البشبيشي في تصريحات خاصة لـ بوابة المواطن:" أسمي حركة حماس بجماعة عرقلة السلام، يرفعون راية الجهاد وهم في الحقيقة من أهدر الحقوق الفلسطينية وأهدر حقوق الشعب الفلسطيني".

وتابعت البشبيشي :" ما حدث وخروج تقارير تفيد بالهدنة على الرغم من عدم تأكيد حماس على الهدنة ما هو إلا تأكيد أن حماس ضالعة في الاتفاقات السرية ما بينها وبين الكيان الصهيوني ، لكنها لا تستطيع أن تعلن هذا لإنها دائما رافعة راية الجهاد".

وقالت أيضًا البشبيشي لـ بوابة المواطن:" لن تتم مصالحة طالما وجدت حماس"، مشيرة إلى أن حركة حماس دائما ما تفاجئ الجميع بالاتفاقات السرية والتواصل الدائم مع إسرائيل.