المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"عودة أبو تايه" صديق لورنس العرب الذي أثر في ثورة العرب ضد الأتراك

الجمعة 10/أغسطس/2018 - 02:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
كانت معركة العقبة ولا زالت من إحدى أهم النقاط الإستراتيجية الخطيرة في حسم الثورة العربية الكبرى نظراً للساحة الإستراتيجية الخطيرة التي تتسم بها العقبة حيث تقع على البحر الأحمر وتمثل حلقة الوصل بين مصر وشرق الأردن وفلسطين والحجاز.
خلال الحرب العالمية الأولى ظهرت أهمية العقبة في كونها المعبر الأهم للدولة العثمانية إلى مصر التي كانت تحت سيطرة بريطانيا.
وفق تاريخ الثورة العربية فقد كانت حرب احتلال العقبة مجرد مناوشات بين المهاجمين العرب، والمدافعين الأتراك، وهذه المناوشات كانت بدأت يوم 28 يونيو.
كان "عودة أبو تايه الحويطي" أحد القيادات العربية الأردنية يرى أن المناوشات مجرد شكل للوضع الجامد أو حرب المواقع كما يسميها الإنجليز قد يكون من شأنه أن يستمر طويلاً ويكبدهم الخسائر.
كان لا بد من التحرك بسرعة وهكذا وقف عودة أبو تايه الحويطي في وجه لورانس صباح ذلك اليوم قائلاً "إذا كنت تريد حقاً أن ترى كيف يحارب ابن الحويطات، اركب جملك واتبعني"، ولم يجد لورانس بداً من أن يستجيب، وإن كان غير مقتنع بذلك.
بالفعل جمع عودة في تلك اللحظة فرسانه وراء كتلة هائلة من الصخور، ثم أعطى الأمر بالتحرك، فتحرك الفرسان وراكبو الجمال متوجهين بسرعة عجيبة، ساعد فيها انحدار الأرض من المكان الذي كانوا يرابطون فيه وحتى العقبة.

لورنس في العقبة
لورنس في العقبة
كان هجوماً غير متوقع بالنسبة للأتراك الذين كانوا، قبل ذلك، مستشرسين في الدفاع عن المدينة. وهكذا لم يتنبهوا إلا متأخرين إلى أن الفرسان العرب كانوا قد وصلوا إلى صفوفهم، وعجز الأتراك عن ضبط رماياتهم، فيما راح الفرسان يحاربونهم بالسلاح الأبيض والبنادق وهم يهجمون عليهم كالصاعقة.
وسقط خلال معركة العقبة 300 جندي من الأتراك وأسر 160 جندياً، ودخل العرب العقبة ولورانس معهم، ولكن معهم أيضاً مئات الأسرى من الأتراك.
السيرة الذاتية لـ عودة أبو تايه أن اسمه أبو عناد عودة بن حرب أبو تايه الحويطي من الفريجات من بني علوان بن حويط من قبيلة الحويطات العربية التي تسكن في المنطقة الممتدة من شمال السعودية إلى الحجاز جنوباً ومن صحراء النفود الكبير شرقاً إلى الأردن والنقب وسيناء والسويس غرباً.

العقبة الأردنية
العقبة الأردنية
ولد في منطقة ربما ما بين مرتفعات راس النقب وجبال الطبيق تقريبا سنة 1850 م، وكانت قبيلة الحويطات في وقته باشد قوتها، الشيء الذي دفع الشريف الحسين بن علي بالاستعانة به وقبيلته في حربه ضد الاتراك العثمانيين التي لم يكن أبو تايه راضيا عنهم بعد تولي حزب الإتحاد والترقي الحكومة التركية وسيايته المعادية لغير الأتراك. 
وأيضا كان يطمح إلى التخلص من الأتراك وان يحكم العرب انفسهم ويكون الخليفة الشريف الحسين بن علي، وبعدانضمامه هو وقبيلته إلى الثورة العربية سنة 1916 م كان رأس حربة في قواتها وقائد لقبيلته التي أبلت بلاء حسنا في تلك المعارك، وأهمها الاستيلاء على قلعة ومدينة العقبة وجنوب بلاد الشام.
لم يكن راضيا عن نهاية الثورة العربية التي قطفت ثمارها بريطانيا وفرنسا بعد أن قسما بلاد العرب، بل حتى أن إنشاء الدولة الأردنية لم يكن ما يصبو اليه إذ انهت بذلك الثقل القبلي للحويطات في المنطقة، فمثلا، يروي أحد المستشرقين انه لم يستطع المرور من فلسطين إلى الحجاز إلا ومعه كتاب من شيخ الحويطات يسمح له بذلك ويدل هذا على النفوذ الذي كانت تتمتع به هذه القبيلة في ذلك الوقت.
توفي أبو تايه بعد عملية أجريت له في القدس، وتوفي في 22 يوليو سنة 1924 م ودفن في منطقة رأس العين في عمان. 
وقد حدث ما تنبأ به الكولونيل لورنس إذ قال "انه عندما يموت فإن العصور الوسطى للصحراء تكون قد بلغت نهايتها"، إذ دخلت البلدان العربية في الجزيرة والشام بعد مماته بعصر التمدن
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads