عبدالله رشدي في حوارٍ لـ "بوابة المواطن": الأزهر هو الهرم الأول في مصر
السبت 11/أغسطس/2018 - 01:38 م
شيماء اليوسف
طباعة
اشتهر الدكتور عبدالله رشدي "إمام مسجد السيدة نفيسة" بحضوره القوي واللافت أمام رموز ما باتوا يعرفوا بـ "التنوير الديني"، وأثار ظهوره حفيظة الكثيرين حتى من أبناء جلدته الأزهريين في وزارة الأوقاف، غير أن أبرز ما اشتهر به كان دفاعه عن الأزهر في كل منصة يظهر بها.
هل تعتقد أن هناك ما يدعو إلى التجديد في الدين الإسلامي ؟
الذي نحتاج إلى تغييره في الدين الإسلامي إنما هو طريقة الخطاب، بمعنى الآليات التي تستخدم لتوصيل المعلومات الشرعية للمستمع، فالأساليب والوسائل التي كانت تستخدم منذ مائة عام قد لا تصلح اليوم، الأمر الحاضر الذي يشتمل التجديد هو البحث في الأحكام الشرعية للقضايا المستجدة، التي لم يكن للفقهاء القدامى نصوص فقهية تتعلق بها.
لذلك وبعد سلسلة من النقاشات الفكرية والدينية التي شغلت الرأي العام خلال الفترة المقبلة، أجرت "بوابة المواطن" حواراً مع عبدالله رشدي.
هل تعتقد أن هناك ما يدعو إلى التجديد في الدين الإسلامي ؟
الذي نحتاج إلى تغييره في الدين الإسلامي إنما هو طريقة الخطاب، بمعنى الآليات التي تستخدم لتوصيل المعلومات الشرعية للمستمع، فالأساليب والوسائل التي كانت تستخدم منذ مائة عام قد لا تصلح اليوم، الأمر الحاضر الذي يشتمل التجديد هو البحث في الأحكام الشرعية للقضايا المستجدة، التي لم يكن للفقهاء القدامى نصوص فقهية تتعلق بها.
عبدالله رشدي
هل تعتقد أن كتب التراث الإسلامي بحاجة إلى التنقيح ؟
كتب التراث الإسلامي ليست بحاجة إلى تنقيح، بل هي في حاجة إلى دارسين متخصصين يعرفون ما هو مقبول وغير مقبول، وعلماء التراث أنفسهم وضعوا قواعد لهذه الكتب لتحكم المقبول من غيره وهذه الأمور صارت معروفة ومستقرة منذ مئات السنين ولا يمكن المساس بتلك الأحكام للأمانة العلمية، ومن يزعم بمفروضية نسف التراث نسفًا هو أسلوب وطريقة الجهلاء.
كتب التراث الإسلامي ليست بحاجة إلى تنقيح، بل هي في حاجة إلى دارسين متخصصين يعرفون ما هو مقبول وغير مقبول، وعلماء التراث أنفسهم وضعوا قواعد لهذه الكتب لتحكم المقبول من غيره وهذه الأمور صارت معروفة ومستقرة منذ مئات السنين ولا يمكن المساس بتلك الأحكام للأمانة العلمية، ومن يزعم بمفروضية نسف التراث نسفًا هو أسلوب وطريقة الجهلاء.
ما رأيك في فكرة عودة الخلافة الإسلامية وهل نحن بحاجة إلى عودتها ؟
الخلافة الإسلامية ما هي إلا أن تكون لكل دولة استقلال تام بمواردها وقواتها المسلحة وطريقة حكمها وكل ذلك يجتمع تحت مظلة الخليفة القائد العام " حاكمها " الذي يملك توحيد كلمة البلاد، وحينما سقطت الخلافة الإسلامية حاول المسلمون إرجاعها لكنهم فشلوا، بينما الآن خططوا للاستعاضة عنها بجامعة الدول العربية، وهذا لأن الاتحاد دائما خير من الافتراق.
هل هناك من يستطيع أن يكون خليفة للمسلمين ؟
المسئول عن اختيار خليفة المسلمين هم ولاة الأمور والحكام وبينما دور الشعوب يأتي في المرحلة التالية، فمن غير المنطقي أن تثور الشعوب وتأتي بشخص ثم تعطيه الزعامة، فما يحدث من انقسامات وفساد وهدم للدول حولنا يحتاج إلى التريث وقراءات عديدة للمشهد لاسيما ما يدور على المسرح الدولي، فإن الأيادي الخارجية المتربصة بنا تنتظر أدنى فرصة للتخريب.
المسئول عن اختيار خليفة المسلمين هم ولاة الأمور والحكام وبينما دور الشعوب يأتي في المرحلة التالية، فمن غير المنطقي أن تثور الشعوب وتأتي بشخص ثم تعطيه الزعامة، فما يحدث من انقسامات وفساد وهدم للدول حولنا يحتاج إلى التريث وقراءات عديدة للمشهد لاسيما ما يدور على المسرح الدولي، فإن الأيادي الخارجية المتربصة بنا تنتظر أدنى فرصة للتخريب.
بماذا تصنف داعش ؟
هم خوارج هذا العصر ولا بد من محاربتهم وقتلهم
يعتبر إسلام البحيري مجددًا للإسلام ما رأيك وهل ترى من نفسك مجددًا ؟
المجدد لابد أن يكون عالم دارس، إنما يدرس شئ ويجدد في أخر، فكيف اسميه مجددًا ؟! ولا استطيع أن أعتبر نفسي مجددا بل أنا واحدًا من شيوخ الأزهر.
قال الأزهري محمد عبدالله نصر "الشيخ ميزو " أنه الإمام المهدي المنتظر، ما رأيك ؟
هذه تصريحات فارغة وليس لها أساس من الصحة ولا أي قيمة على أرض الواقع.
كيف ترى دور الأزهر ؟
الأزهر هو بمثابة الهرم الأول في مصرنا، وهو المسئول عن توعية وتثقيف الجيش والشرطة المصرية في مجتمعنا، فهو متغلغل في عروق ومفاصل المصريين، بل هو حجر الدفاع عن الدين الإسلامي وهو أقوى عامل مكون للشخصية المصرية، وشيخه هو المنظر والمحرك للفكر الإسلامي الوسطي الرشيد.
ما هي سبل مواجهة التطرف ؟
عن طريق نشر الوعي الديني من خلال بث قنوات اتصالية إعلامية لعلماء الأزهر الشريف، لكونهم دارسون متخصصون مخضرمون في هذه القضايا ولتمكنهم من الرد على كافة التساؤلات التي يطرحها الجمهور.
ما تعليقك على العدوان الثلاثي ضد سوريا ؟
هذا يدل على مدى قباحة وبشاعة الفكر العلماني ومعتنقيه، الذين يتصدون ويقفون في وجه الإستقلال الدولي لأي بلد وتركها تحقيق مصيرها والدفاع عن أراضيها وعدم السماح للتدخل التعسفي في شأنها الداخلي، سعيًا من إلى تحقيق مصالحهم و مآربهم و مكاسبهم السياسية والاستعمارية على حساب الفتك بأرواح الأبرياء.
عبدالله رشدي
ما رأيك في جماعة الإخوان ؟
بصفتي الشخصية أنا لا أنتمي لأي جماعات أو أي أفكار، فأنا أحترم الجميع ولديّ سلام مع المجتمع كله، ما لم تتحول هذه الأفكار إلى ثعابين سامة تسعى لخرق سيادة الدستور والقانون ومن ثم الإضرار بالدولة، في هذه الحالة لأبد أن يكون هناك وقفة.. وكما يوجد من لبس قناع الدين لتحقيق مصالحه الخاصة على الجانب الأخر هناك من لبس قناع الوطنية والحرية لتحقيق نفس الغاية.
بصفتي الشخصية أنا لا أنتمي لأي جماعات أو أي أفكار، فأنا أحترم الجميع ولديّ سلام مع المجتمع كله، ما لم تتحول هذه الأفكار إلى ثعابين سامة تسعى لخرق سيادة الدستور والقانون ومن ثم الإضرار بالدولة، في هذه الحالة لأبد أن يكون هناك وقفة.. وكما يوجد من لبس قناع الدين لتحقيق مصالحه الخاصة على الجانب الأخر هناك من لبس قناع الوطنية والحرية لتحقيق نفس الغاية.
في إحدى حواراتك التليفزيونية قلت أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية . لماذا ؟
لأننا تعاملنا مع منطق الديمقراطية بشكل خاطئ، فجسدنا صورها بالتخريب واختراق حقوق بعضنا، وانتهاك سلام وطمأنينة الوطن، فقد قمنا بتخوين بعضنا وترهيب غيرنا وكل منا أطلق الأوصاف الغير مقبولة على المختلف عنه في الرأي، بل وكاد بالسُباب له، فلذلك أرفض تمامًا "مظلة الديمقراطية" التي خرجت من تحتها تلك الممارسات العفنة، والديمقراطية الصحيحة لن تفرز هذه البشاعة الغير سوية والمقصودة.
