العذراء وصلبان الرفاعي .. تعرف على المساجد القبطية في مصر

الأحد 12/أغسطس/2018 - 09:01 ص

اية فتوح

تتميز مصر بالوحدة والتجانس بين أطياف شعبها، فلا يوجد بينهم تفرقة بل بالعكس يعيشون فى سلام تام، وكم من محاولات حدثت لزرع الفتن بين المسلمين والمسيحيين، وذلك لخلق احداث عنف ينتج عنها فتن طائفيه وزرع الدماء بين الشعب، لكن فى كل مرة تبوء هذه المحاولات بالفشل.

عرفت مصر بالتعايش السلمى بين مسيحييها ومسلميها منذ عقود بعيدة، وتأصلت العلاقة بين الطرفين لتبلغ حد التكامل في العادات والتقاليد والأخلاق وذهب البعض لأبعد من ذلك فأسهم مسلمون في تشييد كنائس لإخوانهم الأقباط والعكس بالعكس، إذ تطوع مسيحيون لبناء مساجد للمسلمين أو ترميمها أو تخصيص أراض لها، وليس ذلك كل شيء بل أطلق مسلمون أسماء العائلة المقدسة على أسماء مساجدها في أروع مثال على النضج الفكري والعقائدي.

مسجد العريان باشا:

مسجد عريان باشا

عريان باشا هو أول مسيحي يقوم ببناء مسجد للمسلمين، فهي لفتة لم تحدث فى تاريخ مصر بل والعالم اجمع، يقع المسجد بوسط محافظة بنى سويف، فهو احد علامات حي مقبل، وبحسب ما قال بعض الاشخاص ، فانه تم تشييد المسجد على مساحة تقدر ب17 الف فدانا، أوقفها محمد عوض عريان باشا لله بعد إشهار إسلامه منتصف عشرينيات القرن الماضي، كما تأسس فى منطقة مقبل على ارض أشرفت عليها وزارة الأوقاف.

أصبح مسجد عريان باشا الآن علامة من العلامات التاريخية للمحافظة، قال عنه المؤرخ الكبير سلامة مدكر صاحب كتاب شخصيات لها تاريخ، أن محمد عوض عريان باشا هو من أهم الشخصيات التاريخية والتى تغافل عنها المؤرخون لثورة 1919.

مسجد العذراء

مسجد العذراء

فى لمحة انسانية تدل على المحبة المتواجدة بين الشعب المصرى،يتواجد مسجد السيدة العذراء مريم على الطريق الصحراوي الشرقي، ناحية الكوبري الشرقي بمحافظة المنيا، حيث يكن له الاقباط كل التقدير والاجلال، ولاقى الاسم استحسانا كبيرا بين المسلمين، فهذا يدل على روح المحبة والألفة بين شقى الأمة، تم إنشاء المسجد فى عام 2015، كما اطلق عليه قبل بناؤه اسم السيدة مريم، احتراما لمكانتها بين نفوس المسلمين والأقباط، قام ببنائه أحد رجال الأعمال على نفقته الخاصة، المسجد يقع فى القرب من مسار العائلة المقدسة بمنطقة جبل الطير والبهنسا ودير الجرنوس، والتي مر بها السيد المسيح في رحلته الشهيرة.

مسجد السيدة مريم بمدينة المنيا تحفة معمارية، على ضفاف النيل على مساحة 800 متر، كما يوجد بالمسجد خدمات عديدة منها :" مستشفى خيري لخدمة أهالى المنيا، ودار لتحفيظ القرآن الكريم، ووحدة عناية مركزة ومعامل تحاليل وأشعة لخدمة المواطنين مسلمين ومسيحيين، كما يضم حضانات أطفال".

صلبان الرفاعى:

مسجد الرفاعي

أحد أشهر المساجد فى مصر، فهو حاول تجسيد التسامح المتواجد بين المسلمين والمسيحيين، يقع مسجد الرفاعى فى منطقة الخليفة في القاهرة، في مواجهة قلعة صلاح الدين الأيوبي، بجوار مسجد السلطان حسن، ووسط مجموعة كبيرة من الآثار التي تؤرخ للعصور الإسلامية التي مرت بها مصر.

بحسب ما قالت بعضا من اهالى المدينة، أن السيدة خوشيار هانم، والدة الخديوي إسماعيل، هي صاحبة فكرة إنشاء هذا المسجد، ويقال إنها نذرت نذراً لله، أنه إذا مرت الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، أثناء حكم ابنها، فستقوم ببناء مسجد، وحدث ذلك بالفعل، فأمرت إلى مهندس القصور الملكية ورئيس دائرة الأوقاف حسين فهمي باشا، بوضع التصميم الهندسي للمسجد، تتتزين واجهة المسجد برسومات قريبة من الصلبان المسيحية التى تعلو أحد الأضرحة الملحقة في تناغم مع الآيات القرانية.

ـــ ضريح جنانيار:

ضريح جنانيار

هو مسجد وضريح لـ جانانيار هانم شقيقة فرديناند ديليسبس، مهندس قناة السويس، التي تزوجها الخديوي إسماعيل، يتزين بالصلبان فى الواجهة، افتتح المسجد للصلاة رسميا فى عام 1912، حيث يعود عهد انشائه الى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني عام 1905، إلى أحمد خيري باشا مدير الأوقاف الخصوصية بإتمام المسجد، ثم عهد خيري إلى ماكس هرتز باشا، مهندس الآثار العربية حينذاك، بهذه المهمة، تم تصميم الضريح على طراز العمارة المسيحية و يعلوه صليب أسفله آيات قرآنية، كما انه يشبه المباني الأوروبية فى ذلك الوقت.