صور.. رسومات الحج فن يزين جدران منازل الوادي الجديد
الإثنين 13/أغسطس/2018 - 07:31 م
محمد حجي
طباعة
انطلق موسم الحج 2018، وانطلقت معه الاحتفالات بأشكالها المختلفة ابتهاجا بتأدية واحدة من أهم الفرائض الخمسة التي فرضها ديننا الحنيف على كافة المسلمين في بقاع الأرض، ويعد الرسم أحد أهم الطقوس التي ابتكرها المصريون لمحاكاة رحلة الحج منذ خروج الحجيج من منازلهم وركوبهم السفينة أو الطائرة وحتى عودتهم بعد أداء فريضة الحج إلى منازلهم مغفور لهم.
ويعتبر بعض البسطاء خاصة في القرى والأحياء القديمة أن الحج لا يكتمل إلا برسومات الحج على جدران منازلهم والتي تتضمن رسومات للسفينة مكتوب أسفلها "سيري بإذن الله مرساها ومجريها" وكذلك رسومات للكعبة المشرفة والطائرة وقديما الجمل كأحد الوسائل التي كان يستخدمها الحجيج في سفرهم للأراضي السعودية لأداء الفريضة وزيارة المقدسات الإسلامية.
يقول سعيد عبد المعطي، أحد أشهر خطاطي الوادي الجديد، لـ "بوابة المواطن" أن الرسم على الجدران يمثل جانبا مهما في رحلة حج المصريين منذ القدم، لارتباطه النفسي والروحاني بمشعر الحج، كما أن لقب "حاج" ذو قيمة كبيرة عند البعض، ويعد الرسم على الجدران بمثابة تعبير أو إعلان عن قيام صاحب "المنزل" بتلك المناسك، كما أن له جانبا توثيقيا لمراحل الحج المختلفة.
ويضيف سعيد: الطلب على رسوم الحج كان قديما كبيرا؛ حيث يطلب أحد أهالي الحاج الخطاط أو الرسام لينقش الرسومات الخاصة بالحج على جدار المنزل؛ مشيرا إلى أن تلك الرسوم انتشرت بالأماكن البسيطة، ولم تنتشر بالأحياء الراقية، التي أصبحت أبراج خرسانية ليس لها طعم ولا روح ولا يعرف الجار جاره في الشقة التي أمامه.
ويشير سعيد إلى أن البعض حاليا يرفض الرسم على الجدران مكتفيا فقط بكتابة الإسم إعلى باب المنزل للإعلان عن أنه أدى الفريضة وهناك من يستخدم اللوحات المطبوعة بالكمبيوتر.
ويؤكد جابر مسلم واحد من كبار رجالات راحة الخارجة أن الاحتفال بالعيد اختلف كثيرا عن الماضي، فقديما كان الأهالي يقومون بالاحتفال بالحاج قبل سفره بشهر كامل حيث يجتمع أهالي الواحة في منزل الحاج كل ليلة لينشدوا الأغاني الخاصة بالحج مستخدمين "الطار" والذي يشبه ألة "الرق" حاليا، كما يقوم الاهالي بتعليق الزينة أعلى المنزل والتي تشمل أفرع الشجر وزعف النخيل وباقات الورود.
ويضيف جابر أن الأهالي كانوا قديما يتدفقون على ميدان الشعلة بمدينة الخارجة يحملون الرايات للمشاركة في حفل وداع الحجيج مستخدمين الأعلام الخضراء والبيضاء والطبل البلدي والمزمار، ليبدأ بعدها الأهالي في رسم الجدران بالرسومات الخاصة بالحج والتي من خلالها يحكي الفنان رحلة الحج من بداية وداع الحجاج وحتى لحظة استقبالهم بعد عودتهم وأداء مناسك الحج والتي تتضمن رسومات للكعبة المشرفة ووسائل نقل الحجاج بالجمل والمركب والطائرة.
