المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

بائع الفريسكا في ثاني أيام عيد الأضحى .. البطل الساعي إلى "لقمة عيشه"

الأربعاء 22/أغسطس/2018 - 09:31 م
إسلام مصطفى
طباعة
يلتحم مع كتفه صندوق زجاجي، مليء بحلم الأطفال، يكاد ذلك الصندوق أن يتوحد مع كتفه؛ ليعلن للجميع أن ذلك الرجل الذي يُمثل مصدر البهجة للأطفال، لا يعلم الكثير عن حياته التي خلفها وراءه مع لحظة أن مست قدماه رمال الشواطئ التي تعج بالبُسطاء، الذين رأوا أن "البلاجات" هي متنفسهم الوحيد في العيد، رافعين شعار "فرحتنا في العيد على قد الإيد"؛ ليأتي ذلك البطل الخارق بائع "الفريسكا"، ليُضفي على فرحتهم المزيد من الحلاوة بقطع الفريسكا.
بائع الفريسكا
بائع الفريسكا
يرقب نظرات الأطفال التي تعج بالفرحة بمجرد النظر إلى صندوق الفريسكا المتوحد مع كتفه، في خطوات بسيطة تجده يتجول بين كل جمع عائلي مُناديًا "فريسكاااا"، مُعلنا عن الترويج لبضاعته التي يعشقها الجميع، ولسان حاله يقول: "أنا جاي هنا استرزق، وفي الوقت نفسه أسعد الأطفال".


بائع الفريسكا
بائع الفريسكا
يظل متجولًا، وينتظر عقارب الساعة لينتهي يومه الشاق الذي رغم أجواء السعادة المُحيطة به خلاله، إلا أنه يجد أن هناك حلقة مفقودة في الأمر، بعده عن أسرته في اللحظات التي يحتفل فيها الجميع مع عوائلهم، إلا أن سعادته الحقيقة في حياته التي لا يعلم عنها أحد شيئًا، بكل ما فيها من مواقف صعبة حملته على امتهان هذه المهنة.
بائع الفريسكا
بائع الفريسكا
تجده متحدثًا باسمًا إلى الجميع، يُقدم له الزبائن مبلغًا ماليًا ويطلب منه أن يُعطيه بعض قطع من حلوى "الفريسكا"؛ يمد يده داخل الصندوق الزجاجي ليُخرج من قاعه بعض الجنيهات "الفكة" ليقدم للزبائن بنفس راضية ما تبقى لهم من نقود، بعد احتساب حسابه الزهيد في الأساس، كل ذلك وسط أصوات مياه البحر التي تشد وتجزر على رمال الشاطئ، الذي احتضنه ليكون هو المقر الرسمي لـ"لقمة عيشه.

ما أن ينتهي من المهمة التي كلف نفسه بها، بنفاذ كمية الفريسكا من صندوقه الزجاجي، تجده يُعطي ظهره للشاطئ، مودعًا البُسطاء الذين يعلم بظروفهم الله وحده، ليذهب إلى عالمه الآخر، المُجَمل بالرضا، كما كان شاطئ البُسطاء.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads