سوريا.. معركة جمعت القوى العظمى في خندق واحد وطريق دبلوماسي لفرض عقوبات واشنطن ضد إيران

الثلاثاء 28/أغسطس/2018 - 05:30 م

عواطف الوصيف

سوريا.. البلد الذي تحول لميدان معركة يضم مختلف القوى من مختلف الجنسيات على مستوى العالم، حيث القوات العسكرية الأمريكية، والروسية والتركية والإسرائيلية، علاوة على قوات حزب الله اللبناني، وبالتأكيد أبناء البلد، حيث القوات السورية التابعة لنظام بشار الأسد.

صراع إيراني أمريكي
ربما لابد من الإنتباه إلى أن سوريا تعد ساحة تشهد حالة من الصراع بين كل من إيران وواشنطن، ذلك الصراع الذي يتحدد في الميليشيا الشيعية المدعومة إيرانيا، والتي تدخل في مواجهات عسكرية الحركة القومية الكردية وممثلي المعارضة السورية، فسواء الميليشيا الشيعية أو قوات الحركة الكردية والمعارضة، فهم عبارة عن ستار، فسواء واشنطن أو إيران، يتعمدان أستغلال تلك التحركات، فالصراعات والمواجهات التي تحدث بينهما هي في حقيقتها تمثل الصراع الخفي بين إيران وواشنطن على أرض سوريا، فمن الصعب عليهما أن يدخلا في صراع صارخ وواضح على الأرض الدمشقية، لذلك يكون هذا الصراع عن طريق تلك القوات السابق ذكرها.

الرئيس الأمريكي ونظيره الإيراني

سوريا وميزان المصالح الأمريكية

تعد سوريا هي الكفة الراجحة في ميزان المصالح الأمريكية، فهي مسرح عاصمة داعش السابقة، وقد تتحول إلى ميدان طور جديد من العنف الجهادي السنّي، وهي حلقة حيوية من حلقات سعي إيران إلى السيطرة على ممر بري من المتوسط إلى جنوب غرب آسيا، خاصة وأنها تعمل على فتح جبهة جديدة مع إسرائيل، ومن أبرز النقاط التي تفكر فيها واشنطن، فيما يتعلق بسوريا، هي أنها تعد مصدر خطير لسيل ضخم من اللاجئين، الذي يهدد استقرار دول الجوار وهما "لبنان والأردن"بالإضافة إلى مختلف دول أوروبا، كما أنها منصة أو بوابة بحرية روسية واستخباراتية في شرق المتوسط؛ وهي موقع أكبر محاولة كورية شمالية رامية إلى الانتشار النووي: تشييد منشأة بلوتونيوم في قاعدة الكبر.

الرئيس الأمريكي وسوريا

روسيا ومواقف سابقة

من المعروف أنه كان لروسيا ولا يزال بنسبة ما دور كبير ومحوري فيما يتعلق ببحث الأوضاع في دمشق، ودخل في مباحثات عدة سواء مع ممثلي النظام السوري أو إيران أو تركيا، وكثيرا ما دافعت عن سوريا أمام قوى الغرب، حتى لا يتم الإطاحة بالنظام أو تسقط سوريا فريسة في يد أعداءها، لكنه الآن بات تفكيرها واسترتيجتها مختلفة بعض الشيء.

موقف الرئيس الروسي من الصراع في سوريا

مواقف واستراتيجية روسية جديدة

قد لا تقدم روسيا على تقديم أي صورة من صور الدعم لطموحات إيران، والتي تتركز في رغبتها للهيمنة وفرض القوة من لبنان، وحتى جنوب غرب أسيا، كما أنها لا تريد أن تفتح جبهات جديدة ضد إسرائيل، وعلى الرغم من التعاون السابق والكبير بين روسيا وإيران، إلا أنه م الصعب أن تساعد على تحكم قبضتها عن طريق الميليشيات الشيعية التي تمثلها، وبالتالي يتم تهميش دور الرئيس بشار الأسد.

مواقف بوتين الجديدة من سوريا وإيران

إسرائيل والشقاق الروسي الإيراني

أكثر المؤهلين لزرع شقاق بين إيران من جهة وروسيا والنظام السوري من جهة أخرى هي إسرائيل فهي قادرة على وضع روسيا امام معضلة: إما تقييد عدائية إيران أو مواجهة احتمال حرب بين إسرائيل وإيران وحزب الله على الأراضي السورية، وهوما يهدد المصالح الروسية في المنطقة. وفي هذا السياق، وهنا يكون الدور الذييتوجب على واشنطن القيام به.

مؤامرات إسرائيل للإيقاع بين إيران وروسيا

واشنطن والخلط الدبلوماسي

قدرات إسرائيل على زرع الشقاق بين الجهات السابق ذكرها والمعضلة التي سبق الإشارة إليها والتي تواجه روسيا، يجعل واشنطن أمام نقطة هامة، فإذا كانت حقا تريد فرض سلسل من العقوبات على إيران، وتريد أن تهتز صورتها في المنطقة، فعليها التفكير في هذه المنطقة، والعمل على إرفاق عقوباتها ضد طهران، بخليط من الديبلوماسية النشيطة بين الحلفاء الإقليميين، وهم "إسرائيل، تركيا"، وهذا من الممكن أن يحدث عن طريق إبقاء عدد صغير من القوات الأمريكية في سوريا وإعادة فرض منطقة حظر جوي في شمال سورية التي تسيطر عليه أميركا وتركيا.

تفكير ترامب حيال تركيا

ركائز بعينها

ما يمكن استهلاصه والإنتباه له، هو أن نظام الأسد وبدعم روسي، يتجه في جنوب غرب سوريا، ويعمل على طي الحرب الأهلية، أما الحملة الأمريكية على داعش تنتقل إلى مرحلة جديدة في الشمال الشرقي؛ والحلفاء الإقليميون والخصوم يترقبون قرار ترامب حول مرابطة القوات الأمريكية، فإنسحاب هذه القوات هو خطوة توحي بضعف أمريكي وغياب الرغبة في الوقوف في وجه إيران.