المواطن

عاجل
شباب الصحفيين» تشيد بحملة مقاطعة الأسماك: "عملوها الرجالة" نقيب مهندسي أسيوط يشيد باحتضان الجامعة التكنولوجية لفعاليات أسبوع شباب الجامعات والمدارس اقتصادي يتوقع تراجع سعر الدولار مقابل الجنيه لـ 40 جنيه الفترة المقبلة بعد دخول سيولة دولارية كبيرة لمصر وزير التجارة والصناعة يبحث مع وزير المشروعات الإيطالي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين رئيس الوزراء يبحث مع مسئولي إمارة الفجيرة وشركة بروج للاستثمارات والغاز خطط التوسع المستقبلية في السوق المصرية محافظ البحر الأحمر يستقبل السفيرة الأميركية لبحث أوجه التعاون المشترك وفرص الاستثمار السياحي والتنموي الجامعة المصرية الروسية تنظم ندوة توعية عن الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد.. صور أبناء بحري عن مبادرة كلنا واحد: أفضل جودة وأقل سعر رئيس إتحاد شباب الجامعات المصرية والعربية يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقدم الجديد لجامعة القاهرة في تصنيف QS البريطاني برعاية وزيرة الثقافة الأوبرا تحتفل بأعياد تحرير سيناء فى الاسكندرية
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

في ذكرى إعدامه.. "قطب التكفير" مسيرة حافلة من التطرف استحق عليها الإعدام

الأربعاء 29/أغسطس/2018 - 09:36 م
إسلام مصطفى
طباعة
"إن الجهاد في سبيل الله بيعة معقودة بعنق كل مؤمن.. كل مؤمن على الإطلاق منذ كانت الرسل، ومنذ كان دين الله، إنها السنة الجارية التي لا تستقيم الحياة بدونها ولا تصلح الحياة بتركها"، منذ ها المبدأ انطلقت أفكار سيد قطب المُتطرفة التي لطالما ظل يُرسخ لها في المُجتمع المصري، عقب تحوله من إلى أحد أضلع الفكر المُتطرف الذي أسس له ابن تيمية والمودودي أصحاب التأثير الأقوى في فكر قطب، 52 مرت على إعدام قطب الطرف، لم تستطيع تلك الأعوام أن تمحو ذلك الفكر محوًا تامًا، بل نجدها بُعثت من جديد، وما زال هناك من يؤمن بها، فكيف بدأت مسيرة قطب في التطرف، وبمن تأثر، وماذا عن مشروع الخلافة الإسلامية الذي كان يحلم به؟

قطب ضلع ثالوث الإرهاب

شجرة فكر سيد قطب
شجرة فكر سيد قطب
يُمثل سيد قطب الضلع الثالث في ثالوث الفكر الإرهابي لدى الجماعات الإرهابية، سواء التنظيمات التي اعتمدت على الجهاد المُسلح على رأسها جماعة "التكفير والهجرة" وبالطبع لا يخفى على الجميع أن تنظيمي وداعش استقا من أفكار قطب ليضعا منهجهما، وحتى الجماعات التي تبدو أقل تطرفًا ما هي إلا زراعة قطب التطرف، تلك الجماعات التي تعتمد على دعوات وصفتها بالإصلاحية، ولكن هي في الأساس وجه آخر للجماعات المُتطرفة المُسلحة.

بدأ سيد قطب حياته أديبًا وناقدًا عقب تخرجه من كلية دار العلوم عام 1933، يُعتبر أول محطة في مسيرة تحول قطب إلى التطرف هي انتمائه لجماعة الإخوان المُسلمين، إثر اغتيال حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المُسلمين عام 1949.

لم يكن انتمائه للجماعة هو السبب في تغير فكره، بل أتى إليها مُحملًا بالفكر المُتطرف في العام نفسه، عندما عاد من أمريكا التي أبدت سعادتها بمقتل حسن البنا، عامين مرا على على انضمامه للجماعة المُتطرفة، وبدأ صيته يُذاع فيها، وراح ينشر فكره المُتطرف بكتاباته التي امتازت بجمال الأسلوب والتعبير، الذي دفع الجميع إلى الانجذاب إليها، ومع مجموعة كبيرة من أعضاء الجماعة تم القبض عليه بالتحديد عام 1954، وحُكم عليه بالسجن 15 عامًا.

سيد قطب من قدم نجيب محفوظ على الساحة الأدبية في العالم العربي، بحسب ما جاء في أحد الأفلام الوثائقية، على لسان الباحث في الحركات الإسلامية حسام تمام، بل تعرف على معظم أدباء عصره، وقدم النقد على كتابات العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم 

الحقيقة أننا نستطيع أن نُلقب سيد قُطب بالأب الشرعي للراديكالية الإسلامية، لاسيما وأن كتبه كانت الأكثر مبيعًا في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، ليس فقط في العالم العربي بل في كافة أنحاء العالم، عقب ترجمة كُتبه إلى العديد من اللغات.

الأفكار تعيش عندما تُغذى بالدماء
من مقالات سيد قطب
من مقالات سيد قطب
وبحسب شريف يونس، مُدرس تاريخ مصر الحديث، سار سيد قطب على مبدأ وجدت فيه كتاباته بالفعل مُتنفسًا لها، يتبلور هذا المنهج في أن الأفكار حين نُغذيها بالدماء تعيش وتبقى، ولذلك لم يخشى الإعدام، والحقيقة أن أفكار سيد قطب المُتطرفة لاقت تربة ومناخًا خصبًا لها إثر هزيمة 1967م، هو الوحيد الذي أحدث نقلة نوعية للأسوأ في الفكر الإسلامي.

بدأ سيد قطب يلتفت إلى الفكر الإسلامي، عقب إصدار "التصوير الفني في القرآن"، ومن هنا انتبه للإسلام، لاسيما مع نشاط الإخوان المُسلمين فلسطين وفي قناة السويس، هذا ما أوجد لديه شعور بأهمية الإسلام الذي يُمكنه أن يحمل الشعب المصري إلى تحقيق أهداف مرجوة.

تشابهت أفكار قطب التطرف، مع أفكار حسن البنا لاسيما فيما يتعلق باعتبار الأخير، أن الإسلام دين ودولة مُصحف وسيف، لنجد قطب يُظهر ذلك في كتابه "العدالة الاجتماعية" الذي أورد فيه: "أن الإسلام لا يفصل بين الدين والدولة ليس عقيدةً، وإيمانًا فقط، بل نظام اجتماعي أيضًا، وهو نظام اجتماعي يدعو إلى تحرير الإنسان، ذلك الكتاب هو الذي دفع الإخوان المُسلمين إلى اعتبار قطب صديقًا لهم.

ووضع قطب في طبعته المنقحة تصورات جهادية فاصل فيها بين مجتمع الإيمان ومجتمعات الجاهلية، ومن صفحات الظلال خرج للمطبعة كتابا مثيرا كان له أكبر الأثر في تكوين جماعات العنف فيما بعد ألا وهو كتاب "معالم في الطريق" الذي كانت لتجربة قطب في أمريكا أثر كبير في بلورة أفكاره لأنه رأى أن حضارة الغرب أصبحت غير مؤهلة لقيادة البشرية وأنه لا يوجد قواسم حضارية مشتركة.
أبو الأعلى المودودي
أبو الأعلى المودودي
من أراد أن يفهم من أين أتى قطب بفكره المُترف عليه العودة إلى كتابات أبو الأعلى المودودي، الشيخ الهندي الذي يوصف بـ"أبو التكفيريين"، تلك الكتابات تُعتبر كلمة السر لباب الدخول إلى عالم سيد قطب المُتطرف، حيثُ تجد المودودي قسم أهل بلده الهند إلى جبهتين جبهة أهل العلم وجبهة أهل الإيمان، سيرًا على هذا النهج عمد قطب في طريقه إلى فكره المُتطرف.

حلم سيد قطب بإقامة دولة الخلافة الإسلامية، ولكنه أيقن أن دولة الخلافة التي يُريد أن يُرسخ لها، لن تتحقق إلا من خلال تواجد تنظيم يعتمد على الجهاد المُسلح أو الآليات العسكرية، ولما كانت جماعة الإخوان المُسلمين هي النموذج الأقرب لما أراد أن يُرسخه قطب، راح يضع لها منهجًا تسير عليه يتمثل في السمع والطاعة لمُرشد الجماعة، بل الثقة المُطلقة في القيادات هي أساس الانتماء للجماعة.

مناهج الفكر القطبي من التكفير إلى الجهاد
من كتب سيد قطب
من كتب سيد قطب
التكفير هو السمة الرئيسية في فكر سيد قطب، حيثُ أنه يرى أن المُجتمع الجاهلي، أنه "كل مجتمع لا يخلص عبوديته لله وحده، على أن تتبلور تلك العقائد في الاعتقادات والطقوس التعبدية، بل الشرائع القانونية"

وبناءً على ذلك التعريف القطبي للمُجتمع الجاهلي، فإن سيد قطب إذًا ير ى أن كل منهج سواء أكان شيوعيًا أو علمانيًا أو غير ذلك، أو هؤلاء الذين لا يدينون بالإسلام، إنما هم كُفار لعدم عودتهم إلى الله وشريعته، حتى أن تلك المُجتمعات الإسلامية التي تسن قوانين تتناسب مع العصر الذي تتواجد فيه، بعيدًا عن الشريعة فهي مجتمعات كافرة، وجاهلية من وجهة نظره، وعليه فإن أي نظام لا يحكم بالقرآن والشريعة هو نظام كافر غير شرعي.

آمن سيد قطب بمبدأ أسماه الحاكمية لله، حيثُ أورد في كتابه "ظلال القرآن" أن الأصولية الإسلامية الحركية ترتكز على دُعامتين أساسيتين، أولها الحاكمية، والتي يفسرها في كتابه فيقول: "الله هو الحاكم الأوحد ذو السُلطة المُطلقة، والحاكمية نابعة من أنه الخالق للكون وللإنسان وأنه مستحق للعبادة والطاعة من هذه الزاوية. بل إن الطاعة حق ينفرد به الخالق حصريًا، ومن ثم يمنحه لمن شاء بالحدود التي يشاء، فالنبي والحاكم والأب والزوج طاعتهم ممنوحة ومشروطة. وقد أمر الله أن يتحاكم المجتمع إلى شريعته التي تصلح لكل زمان ومكان، وهي تملك الصلاحية الكافية لتقويم وصلاح ونفع أي مجتمع بإشاعة العدل والنفع والخير والبعد عن الأهواء البشرية".

كما أنه رأى أن الركيزة الثانية للأصولية الإسلامية الحركية تتمثل في التمكين، وبحسب ما ذكر في "ظلال القرآن" فإن التمكين يُعني الحصول على القوة اللازمة لتقويم المُجتمعات وإجبارها على التحاكم إلى شريعة الله، فكتب في ذلك: "إن هذا الدين إعلان عام لتحرير الإنسان في الأرض من العبودية للعباد، ومن العبودية لهواه أيضًا، وهي من العبودية للعباد، وذلك بإعلان ألوهية الله وحده – سبحانه- وربوبيته للعالمين. إن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها: الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض الحكم فيه للبشر بصورة من الصور، أو بتعبير آخر مرادف الألوهية فيه للبشر في صورة من الصور.." 

وبناءً على ما ورد في كتاب "ظلال القرآن" فإن قطب، يرفض أي نظام سياسي لا يطبق مبدأ الحاكمية، الذي يُقر بوحد الألوهية والحكم بمنهج الله، لتنظيم المُجتمعات البشرية في الأرض، بل لابد من تغيير أي سلطة لا تعمل بهذا المبدأ، بل أنه لا يعترف بسُلطة الأفراد ولا الشعوب ولا الأحزاب، إنما الحاكمية لله وحده.

ولما كان قطب لا يؤمن بسلطة أي جماعة أو فرد أو حزب، كان لزامًا أن يُوجد، العصبة التي تؤمن بأفكاره وتطبقها، فكانت "العصبة المؤمنة"، تلك العُصبة التي وصفها بأنها قلة من المُخلصين الذين تصهرهم المحنة فيثبتون عليها، وكان يرى أن العالم يحتاج إلى المُسلم فقط أكثر من أي شيء آخر، ويقول في كتابه "معالم الطريق" "إن المؤمن هو الأعلى.. الأعلى سندا ومصدرا، فما تكون الأرض كلها، وما تكون القيم السائدة في الأرض؟ والاعتبارات الشائعة عند الناس؟ وهو من الله يتلقى، وإلى الله يرجع، وعلى منهجه يسير".

ولهذا فبحسب فكر سيد قطب، فالحاجة إلى مُجتمع إسلامي يؤمن بمنهجه ويحارب المُجتمع الجاهلي بحسب وصفه، ماسة، وظل يكتب ويكتب، عن ضرورة تكوين "العصبة المؤمنة"، التي تضم مئات الأشخاص بل الملايين إن أمكن، من خلال نشر الفكر والمنهج والمبادئ التي رسخ لها، وسيرًا على هذا المبدأ وُلدت الجماعات الإسلامية المُتطرفة، منها من حمل السلاح، ومنها ما اعتمدت على الدعوات الإصلاحية الفكرية، بحد تعبيرهم.

وبالطبع لا بد من أن يقر سيد قطب منهجًا للوصول إلى أهدافه المرجوة، فكان "الجهاد"، الذي اعتبره ضرورة، لابد منها في مواجهة المُجتمع الجاهلي الذي لن يواجه إلا بالجهاد، الذي يبدأ عنده من مجاهدة النفس، والتي يصفها قطب في كتاباته "الصفوف المُتراصة"، وصولا الى الجهاد بالعنف المسلح، وأن حماية المجتمع الإسلامي ليست الغاية أو الهدف الأخير، للجهاد الإسلامي، بل قيام مملكة الله على أرضه، التي تكون فيها الحاكمية لله.

كل هذه الأفكار المُتطرفة وغيرها، كان يستحق عليها قطب التطرف الإعدام، عقب اعتقاله مرة ثانية من قِبل جمال عبد الناصر في 30يوليو عام 1965، وإعدامه بعد من اعتقاله، بالتحديد في مثل هذا اليوم 29 أغسطس 1966م.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads