المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"المفاوضات ليست حكراً على السياسيين" قصة دبلوماسية وزارة الثقافة في أزمة المخطوط

السبت 01/سبتمبر/2018 - 05:09 م
وسيم عفيفي
طباعة
في السادس من أغسطس سنة 2018 م، كان الإنجاز الأهم لوزارة الثقافة حيث أعلنت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، استعادة مصر مخطوط "المختصر في علم التاريخ" للكافيجي، والذي فُقد في السبعينيات من القرن الماضي، قائلة: "استرجاع كنز من كنوز مصر يسعدنا جميعا".

كرنفال ثقافي ضخم شهدته دار الوثائق القومية بالفسطاط، بسبب مخطوط "المختصر في علم الكلام" لصاحبه محمد سليمان مسعود الكافيجي.
المختصر في التاريخ
المختصر في التاريخ لـ الكافيجي
بدأت إجراءات مصر لاستعادة المخطوط عبر دار الكتب والوثائق والتي نجحت في استرداده من صالة "بونهامز" بلندن، يوم 13 يونيو 2018، بعد مجهود استثنائي بذله الدكتور هشام عزمى، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق، وفريق دار الكتب المصرية، حيث رتبت الإدارة العامة للمخطوطات والبرديات والمسكوكات المستندات أوراقها التى تثبت ملكية دار الكتب لهذه المخطوطة، والمتمثلة فى الآتى:
ــ محضر إثبات فقد المخطوط المثبت فقده قبل جرد عام 1976م، وصورة من سجل تزويد دار الكتب تثبت ملكية دار الكتب لهذا المخطوط.
ــ صورة من فهرس الكتبخانة الخديوية "ص 145 ج 5"، تثبت أن هذه المخطوطة ضمن مخطوطات دار الكتب المصرية.
ــ بعض لقطات من المخطوط عليها خاتم الكتبخانة الخديوية ورقم الحفظ "528 تاريخ"، وهذه الصور مطابقة للمخطوط المسترد.
ــ صورة من عنوان كتاب المختصر فى علم التاريخ، تحقيق الدكتور محمد كمال الدين عز الدين الذى نشره سنة 1990 معتمدًا على نسخة دار الكتب (وهى النسخة التى نحن بصددها) كأصل للتحقيق.
وكان ما سبق هى الإجراءات التى اتخذتها دار الكتب فى سبيل إرجاع المخطوط التى نجحت بالفعل فى استعادته مرة أخرى، وبالطبع يتطرق للأذهان فى الوقت الحالى على مشتملات الكتاب، حيث يتكون هذا المخطوط من مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة.

كتاب سير أعلام النبلاء يعطي جانباً من أهمية المؤلف، فهو محيي الدين محمد بن سليمان بن سعد بن مسعود الكافيجي الرومي، كنيته أبو عبد الله، من كبار العلماء بالمعقولات، عرف بالكافيجي؛ لكثرة اشتغالة بالكافية في النحو.

ولد الكافيجي في بلاد صروخان من ديار ابن عثمان سنة 788 هـ ، واشتغل بطلب العلم ، ورحل إلى بلاد العجم،
والتقى بالعلماء الأجلاء وقدم الشام ثم ذهب إلى القدس وبعدها إلى القاهرة فأقام في مدرسة البرقوقية سنين ، والتقى في القاهرة بكثير من الأئمة المحققين وظهرت فضائله بين العلماء الأجلاء .
كان من أبرز شيوخه: شمس الدين الفنري ، حافظ الدين البزازي ، ابن فرشتا ابن ملك، عبد الواجد الكوتائي .

ولما استقر الكافيجي في القاهرة ظهرت مكانته واشتهر بين العلماء الأفاضل بعلمه وتقواه ، وأقبل عليه طلاب العلم من كل مكان ، وكثر تلامذته ومن أبرز من أخذ عنه : جلال الدين السيوطي ، وابن أسد ، وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، وابن مزهر ، وعبد القادر الدميري ، ومحمد بن محمد السعدي ، ومحمد بن جمعة ، وغيرهم الكثير .

ومرض الكافيجي حتى وافته المنية ليلة الجمعة الرابع من جمادى الأولى سنة تسع وسبعين وثمانمائة ، وشهد الصلاة عليه السلطان سيف الدين الأشرف قايتباي وحزن الناس على موته حزنا شديدا ورثاه كثير من الشعراء منهم : الشهاب المنصوري الذي رثاه بمرثية طويلة منها قوله 
بكت على الشيخ محيي الدين كافيجي * عيوننا بدموعٍ من دم المُهجِ
هشام عزمي
هشام عزمي
من جهته كشف هشام عزمى "رئيس دار الكتب" أن المفاوضات استغرقت شهرا ونصفا وفى نهايتها اقتنعت الدار بالمستندات، ثم بدأت مرحلة التعامل مع الشخص الذى يملك المخطوط وتبين أن المالك ورثه عن جده الذى كان من محبى الفنون والتحف وكان يهوى جمع التحف التراثية.

وتابع هشام عزمى في تصريح خاص لـ "بوابة المواطن الإخبارية" أن رحلة المفاوضات استمرت مع العائلة حتى وصلت له رسالة من العائلة بأنهم سيرسلون المخطوطة إلى مصر، مضيفا أنه سافر إلى لندن وتواصل مع عائلة المالك للمخطوطة.

وأكد هشام عزمى، أن المخطوطة تمثل جزءا من تاريخ مصر، فهى جزء متفرد ومتميز، لأنها تحمل سرد تاريخ نظرى تطبيقى، والكافيجى يعتبر علامة كبير وقد اعتبره السخاوى علامة الدهر وواحد العصر وفخر هذا الوقت والزمان.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads