المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"بعد تجريمه المُطلق للتحرش" مطالبات للأزهر بدعوة الفتيات إلى الفضيلة ومشايخ: لا يمكن لأحد أن يعلمه ماذا يقول

الأحد 02/سبتمبر/2018 - 01:00 ص
إسلام مصطفى
طباعة
حالة من الجدل شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، بشأن تفشي ظاهرة التحرش، تلك الحالة استدعت مؤسسة الأزهر الشريف إلى التعامل مع الأمر الأمر، مما جعلها تُصدر بيان وصفت فيه التحرش بأنه تصرف مُحرم شرعًا وسلوك مُدان بشكل مًطلق، ولا يجوز تبريره، وأثلج ذلك البيان صدور الكثير من الفتيات، اللآتي وجدن فيه لسان حالهن، لاسيما وأنه لم يعول على الفتيات، وأدان التحرش بشكل مُطلق، إلا أن هناك بعض رجال الدين لم يُعجبهم بيان الأزهر، بدعوى أنه كان من الواجب أنه كان لِزامًا على الأزهر أن يحث الفتيات على الفضيلة، فهل أخطأ الأزهر في بيانه؟

الأزهر: التحرش حرام شرعًا
الأزهر
الأزهر
جاء في بيان الأزهر، أن ما تداولته وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة من حوادث تحرش، وصل الأمر في بعضها إلى حد اعتداء المتحرش على من يتصدى له أو يحاول حماية المرأة المتحرش بها، فيما سعى البعض لجعل ملابس الفتاة أو سلوكها مبررًا يُسوغ للمتحرش جريمته النكراء، أو يجعل الفتاة شريكة له في الإثم.

وتابع الأزهر في بيانه، في هذا السياق، يشّدد الأزهر الشريف على أن التحرش - إشارة أو لفظًا أو فعلًا- هو تصرف محرم وسلوك منحرف، يأثم فاعله شرعًا، كما أنه فعلٌ تأنف منه النفوس السويّة وتترفع عنه، وتنبذ فاعله، وتجرمه كل القوانين والشرائع، يقول تعالى: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" (الأحزاب: 58).

واعتبر البيان تبرير التحرش بسلوك أو ملابس الفتاة فهم مغلوط، واصفًا التحرش بالاعتداء على خصوصية المرأة، وحريتها وكرامتها، مُشيرًا إلى ما قد تُسفر عنه انتشار الظاهر من انعدام الأمن، والاعتداء على الأعراض والمُحرمات.

ولفت الأزهر إلى أن تقدم المُجتمعات يُقاس بما تحصل عليه المرأة من احترام وتأدب في المُعاملة، مُشيرًا إلى تدليل النبي على علو شئون الإسلام واستقرار أـركانه، بحسب وصفه، اتخاذه من شعور النساء بالأمن مؤشرًا على ذلك، واختتم الأزهر بيانه بالمُطالبة بتفعيل القوانين المُجرمة للتحرش وتُعاقب الفاعل، ودعا المؤسسات المعنية إلى التوعية بأشكال التحرش وخطورته، لاسيما التحرش بالأطفال.

وتابع على وسائل الإعلام تجنب بث، أي مواد تروج للتحرش أو تُظهر المتحرش بأي شكل يُشجع الآخرين على تقليده.

أبو زيد الفقي: لا يحض الفتيات على الفضيلة
محمد أبو زيد الفقي
محمد أبو زيد الفقي
وبرغم من أن بيان الأزهر لا تشوبه شائبة، وجدنا من يهاجمه من أبناء الأزهر أنفسهم، على رأسهم أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، محمد أبوزيد الفقي، حيثُ رأى أن بيان الأزهر ينم على أن أهل الإنصاف والنأي عن الهوى، في إشارة منه إلى رجال الأزهر الذين أصدروا البيان، والذين ناصروه، نظروا إلى القضية من وجه واحد، وأغفلوا الوجه الآخر، الذي يتمثل في تكليف الله للنساء وفتيات المؤمنين بغض أبصارهن، وعد إبداء زينتهن، على حد وصفه، إلا للمحارم من الرجال.

وحذر الفقي الأزهر، من عقاب الله لإغفاله أوامر الله على حد تعبيره، وطالبهم بإصدار بيان آخر يُطالب فيه الفتيات التحلي بالفضيلة، ووترك التبرج، والبُعد عن الانفلات. 

أحمد كريمة: مُهاجمي بيان الأزهر جهلة
د. أحمد كريمة
د. أحمد كريمة
وفي هذا السياق، وصف أستاذ الفقه المُقارن بجامعة الأزهر، أحمد كريمة، المُهاجمين لبيان الأزهر بالجهلة، مُضيفًا هؤلاء المُنتقدين فعلوا ما فعلوه لمجرد الانتقاد فقط، دون التفكر في محتوى بيان الأزهر.

وأوضح كريمة في تصريح خاص لـ"المواطن"، أن بيان الأزهر يُرسخ لدفع المفاسد، الذي هو أولى من جلب المصالح، مُضيفًا أن الأزهر لم يُخطأ على الإطلاق، وأن بيانه جاء في إطار الدور المخول له، والذي يتمثل في تحذير الناس من المفاسد.

وتابع، حينما استشعر علماء الأزهر أن هذا الجُرم، في إشارة منه إلى ظاهرة التحرش، يستفحل في المُجتمع، خرج لتطبيق دوره الديني والمُجتمعي، بالتفاعل بما يحدث في المُجتمع، مُضيفًا نحن مع الأزهر وبيانه قلبًا وقالبًا.

خالد الجندي: لا يُمكن لأحد أن يُعلم الأزهر ماذا يقول
خالد الجندي
خالد الجندي
فيما وصف الداعية الإسلامي الأزهري الشيخ، خالد الجندي، بيان الأزهر بالمُتوازن، مُستنكرًا تعرضه لبعض الانتقادات، لافتًا إلى أن من ينتقد الأزهر عليه أن يُراجع نفسه، فهو بالطبع مُخطئ.

وأضاف الجندي في تصريح خاص لـ"المواطن"، لا يُمكن لأحد أن يُعلم الأزهر ماذا يقول وماذا لا يقول، في إشارة منه إلى مُطالبة الأزهر بإصدار بيان لحث الفتيات على الفضيلة، بدلًا من تحريم التحرش في المُطلق، مُوضحًا أن الأزهر قلعة الإسلام، ولا داعي للمُزايدة عليه.

صبري عبادة: بيانات الأزهر مقدسة مثل الأحكام القضائية
صبري عبادة
صبري عبادة
ووصف وكيل وزارة الأوقاف السابق، ورئيس صندوق العاملين بالوزارة، الشيخ صبري عبادة، بيانات الأزهر الشريف بأنها تتساوى في قدسيتها مع الأحكام القضائية، مُضيفًا لا يجوز التعليق عليها على الإطلاق.

وأضاف عبادة في تصريح خاص لـ"المواطن" أن بيان الأزهر لم يحوي حث الفتيات على الفضيلة، كما يدعي البعض، باعتباره ردًا على ما يدور حول حِل أو حُرمانية التحرش في حد ذاته، مُضيفًا جاء الرد على تلك المسألة فقط، ولم يتطرق إلى وعظ الفتيات أو نصحهن، لهذا السبب.

موضوعات متعلقة

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads