المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

عاش بها حيوان الفيوم الضخم وأسلاف فرس البحر.. بحيرة قارون مصيف الغلابة

الإثنين 03/سبتمبر/2018 - 02:30 م
محمود المنشاوي
طباعة
عند مغادرتك قاهرة المعز، عاصمة أم الدنيا، محافظة القاهرة، متجهًا الجنوب الغربي، وتقريبًا بعد 90 كيلو مترًا تقريبًا، متجهًا يمينًا الى مركز مدينة أبشواي، أحد مراكز مدينة الفيوم "مصر الصغرى"، سترى مشهدًا مصغر من شواطئ عروسة البحر المتوسط، محافظة الإسكندرية، حيث الأهالي يقيمون على الشواطىء، وتجد المراكب تنتشر بالبحيرة وكافتيريات على الشاطئ ومكان مخصص للاستحمام عقب الانتهاء من جولتهم بمياه البحيرة، إنها بحيرة قارون.

عاش بها حيوان الفيوم
وتعد بحيرة قارون أحد أهم الشواطئ الشعبية فى مصر، والتي تشهد إقبالًا كبيرًا خلال صيف، والتي تعرف بـ "مصيف الغلابة" كما يسميها العديد من المصريين الذين اعتادوا على الذهاب إليها لقربها وانخفاض أسعارها.

فعلى بعد حوالى 27 كيلو مترًا تقع بحيرة قارون شمال مدينة الفيوم، وهى من أعمق البحيرات، حيث يوجد بها أماكن تصل أعماقها إلى 14م وأيضا هى أحد أكبر البحيرات الطبيعية فى مصر، ومساحتها 1385 كيلو متر مربع.

وتقع البحيرة غرب نهر النيل وتبعد عنه نحو 50 كيلومتر، وكانت تمد بماء النيل أثناء الفيضان أيام الفراعنة، نظرًا لمستواها المنخفض عن سطح البحر (-45 مترًا)، وفى عهد فرعون مصر أمنمحات الثالث "الأسرة المصرية الثانية عشر"، أمر ببناء قناة إليها وسدين لتخزين مياه النيل فيها أثناء الفيضان، وطبقًا لما ورد فى مخطوطات هيرودوت عن تاريخ مصر القديم، كانت البحيرة تخزن المياه 6 أشهر، وتمد الأراضى بالمياه 6 أشهر.
عاش بها حيوان الفيوم
ولبحيرة قارون تاريخ كبير وتراثي، حيث تم إعلانها محمية طبيعية عام 1989، وهي أقدم البحيرات الطبيعية فى العالم وهى البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة، وتشتهر عالميا بتوافر رواسب حفرية بحرية ونهرية وقارية يرجع عمرها إلى حوالى 40 مليون سنة منها حيوان الفيوم الضخم الذى يشبه الخرتيت، وكان يوجد بها مصب نهرى ضخم له دورات ترسيبية عاشت عليها أسلاف الأفيال القديمة مع حيوان الفيوم وأسلاف فرس النهر وكذلك الدرافيل كما توجد أسماك القرش وأسلاف الطيور التى تعيش فى أفريقيا.

وظهرت حفريات أقدم قرد فى العالم ايجيبتوبثكس الذى يرجع عمره إلى عصر الأوليجوسين ووجود بعض الأشجار المتحجرة، كما تتمتع المنطقة بتنوع كبير من الزواحف والبرمائيات والثدييات التى لها أهمية كبيرة فى النظام البيئى للمحمية، وتوجود الكثير من الآثار التاريخية المهمة شمال بحيرة قارون تمثل التراث الحضارى الذى يتم استغلاله سياحيا ويرجع تاريخه إلى العصر الرومانى والفرعونى ومنطقة قارة الرصاص فى شمال شرق البحيرة ومنطقة الكنائس ودير أبو ليفه.

عاش بها حيوان الفيوم
و يعتقد البعض بأنّ أرض البحيرة، هي الأرض التي خسف الله فيها قارون، وهو أحد أثرياء بني إسرائيل، وذلك في عهد سيدنا موسى عليه السلام، فيما يرى البعض الآخر أنّ هذه البحيرة تمّ تسميتها باسم (بارون) في عصر الفراعنة، واصطلح الناس فيما بعد على تسميتها ببحيرة قارون؛ لتشابه الأسماء بين قارون وبارون، ولكن تلك المعتقدات لم ترد مع توثيقٍ تاريخيّ، أو روايةٍ تاريخيةٍ مؤكدة.

ويحرص الكثير من أهالى محافظة الفيوم على زيارة البحيرة فى الصيف للاستحمام فيها، وسط فرحة من الصغار والكبار للاستمتاع بالسباحة فى مياه البحيرة خلال ساعات النهار، وهروبا من درجة الحرارة المرتفعة فضلًا عن عدم تمكنهم من السفر للمصايف.

لكن في الفترة الأخيرة نالت البحيرة الكثير من الانتقادات، بسبب تلوثها بمياه الصرف الصحي، إلا أن محافظة الفيوم، قامت بعمل تطهير لها، وابعدت مياه الصرف الصحي عنها.

كما أشار اللواء عصام سعد إبراهيم، محافظ الفيوم الجديد، إلى أنه بالنسبة لبحيرة قارون، بدأت المحافظة في مشروع تكرير للمياه بها، موضحا أنه قام بزيارة ميدانية لها، معقبا: "الوضع على كدة مينفعش"، لافتًا إلى أن أعمال التطوير للبحيرة ستبدأ في غاية السرعة.

عاش بها حيوان الفيوم
كما تحتوي البحيرة على مجموعاتٍ نباتيةٍ متنوعة، وتقصدها الطيور المهاجرة والمقيمة أيضًا، ويصل عُمق المياه فيها في أغلب الأماكن إلى سبعةِ أمتار والتي تكون مناسبةً للسباحة، ويُمكن لمحبي الصيد الاستمتاع عند زيارة البحيرة؛ لانّ فيها تنوعًا في أنواع الأسماك، حيث تحتوي على بعض الأسماك التي تعيش في المياه العذبة، وأنواعا من الأسماك التي تعيش في المياه المالحة، ومن أنواع الأسماك الموجودة حاليًا في البُحيرة: أسماك متوطنة، مثل: البلطي الأخضر. أسماك منقولة وتكيّفت، مثل: أسماك الموسي. أسماك منقولة للتربية، مثل: كأسماك البوري، وأسماك الطوبار، ويتمّ نقلها سنويًا إلى البُحيرة، لا فقاريات منقولة للتربية، منها: الجمبري القزازي، والجمبري الأبيض، وقد تكاثر الجمبري الأبيض، بعد نقله إلى البحيرة.

لكن مؤخرًا انتشرت في البحيرة طفيل الايذوبودا، والذي يأكل الأسماك، حيث جاء عن طريق زريعة من البحر المتوسط، وبها هذا الطفيل، وعاش وانتشر في البحيرة، لكن جاءت وزارة الزراعة، وبدأت في خطوات مكافحته، حيث تم بتغيير زريعة بحيرة قارون إلى الجمبرى فقط بدلا من البورى والبلطى بإلقاء 5 ملايين زريعة جمبرى فى البحيرة، لمكافحة طفيل الأيذوبودا.

عاش بها حيوان الفيوم
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads