مصر حاربت "تجارة الرقيق" منذ 115 عامًا بـ "وثيقة نادرة" .. وأوروبا تستغل الاقتصاد الأسود لصالحها

السبت 08/سبتمبر/2018 - 02:31 م

دعاء جمال

"تجارة الرقيق" هذا المصطلح الذي انتشر منذ قديم الأزل في مصر وغيرها من دول العالم، والتي استمرت طويلا إلا أن جاء الوقت الذي انتفض فيه الأشخاص والأنظمة على هذه التجارة والتي تسلب الإنسان أبسط حقوقه وهي الحرية.

فكثيرًا منا عزيزي القارئ يظن أن تلك التجارة ما هي إلا عادة قديمة واندثرت مع دخول عصر التكنولوجيا والثورة المعلوماتية، ولكن الحقيقة الصادمة هي أنه لا يزال هناك تجارة للرقيق تحت مسمى "الاقتصاد الأسود".

تعريف الاقتصاد الأسود..

عتم تعريف الاتجار بالبشر أو ما يسمى بالاقتصاد الأسود عبر استقطاب شخص، أوإيوائه، أونقله، أوتوفيره، أو استحواذه، لإرغامه على العمل القسري أو ممارسة الجنس التجاري، وذلك من خلال استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه.

وتختلف أشكال الإتجار، حيث ذكر تقرير الأمم المتحدة لمكافحة الاتجار بالبشر لعام 2015م، بعض النسب بحسب الغرض المراد به التجارة، فقد كان الاستغلال الجنسي للنساء بنسبة 79%، و14% للعمل القسري وسرقة الأعضاء، في حين يتعرض 83% من الضحايا الرجال للعمل القسري، ممثلا في التنظيف والبناء والخدمات الغذائية والمطاعم والعمل المنزلي وإنتاج النسيج، و8% للاستغلال الجنسي و1% لسرقة الأعضاء، فضلًا عن التجنيد غير القانوني للأطفال.

العبودية

مصر ومنعها من تجارة الرقيق..

فمنذ سنوات قليلة تم الكشف عن وثيقة نادرة لتحرير الرق في مصر عمرها حوالي 115 عامًا والتي كانت صادرة في مارس 1904.

واحتوت تلك الوثيقة على عتق حوا بنت عبدالله والتي تبلغ من العمر 55 عامًا وهي سودانية الأصل وكانت ملك محمد أغا الخازندار الذي اشتراها وعاشت في بيته وضيعته بالصعيد وقد أعتقها قبل وفاته تقديرًا لها على خدمتها له سنوات طويلة.

وكانت تجارة الرقيق تمارس منذ عهد القدماء المصريين حتى أوائل القرن العشرين، حيث كان يُجلب العبيد ذوى البشرة البرونزية من جنوب السودان، وكانوا يصنفون طبقًا لألوانهم ومناطق جلبهم، ولكل لون ثمن مختلف والعبيد يخدمون في بيوت الأعيان، أما النساء فيعملن كمحظيات لأغنياء القوم.

مصر الفرعونية

وانتهى عهد العبودية على أيدي ، سعيد باشا والذي فرض حظرًا على هذه التجارة لكنه عينهم بالجيش جنودًا وضباطًا.

ولم يكن سعيد باشا وحده هو من اتخذ تلك الخطوة، فبعده انتشرت حركات حقوق الإنسان في العالم والتي نادت بتحرير العبيد وإلغاء تجارة الرقيق، ومن ثم قام الخديويِ إسماعيل بإصدار قرار إلغاء قرار إلغاء تجارة الرقيق وتحرير العبيد في مصر، ثم وقعت مصر على اتفاقية إلغاء الرق والعبودية التي عقدت عام 1926 في جنيف.

وثيقة الخديوي لتحرير الرقيق

بلاد أخرى فيها عبيد..

فمصر رائدة الحريات، نجد على الجانب الآخر بلاد لايزال بها تجارة الرقيق وإثباتًا لهذا الأمر نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرًا لها تعلن فيه أن هناك دول لا تزال في الأكثر تجارة في الرقيق وعلى رأسها الهند.

فقالت المجلة في تقريرها إن "نيبال" عاصمة الرق فى العالم، وهناك ما يصل إلى 14.3 مليون شخص هم ضحايا الرق ضمن عدد سكانها البالغ 1.25 مليار نسمة،، حيث يتم استغلال هؤلاء البشر و تسخيرهم في أعمال بدءا من الدعارة إلى العمل بالسخرة.

العبودية في نيبال

وفي المرتبة الثانية، جاءت الصين، حيث يعمل معظمهم في الأعمال القسرية، والجنس، ولعل هذا كان سببًا في توجيه الشركات الكبرى استثماراتها نحو الصين لرخص العمالة هناك.

العبودية في الصين

الخلاصة..

نجد أن مصر وما بها من مشكلات اقتصادية تحاول الحكومة المصرية حلها، إلا أنها كانت أول من نادت بالحريات وحررت العبيد وألغت هذا النظام اللاإنساني، الذي لا يزال موجودًا تحت قناع "الاقتصاد الأسود" أو الاتجار في البشر.