المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

عندما يتحول النت إلى مدرسة .. الصين تقيم مواطنيها عبر السوشيال ميديا

الأحد 16/سبتمبر/2018 - 07:00 ص
سبد مصطفى
طباعة
استطاعت الصين الحفاظ على قيم مجتمعية لم تتأثر كثيرًا بالغرب،، بدأت الصين تخطيط وتصميم نظام إلكترونى جديد سيبدأ العمل به اجباريًا فى عام 2020 يدعى "نظام الائتمان الاجتماعى"، أو “Social Credit System”، وعمله هو تقييم المواطن كإنسان، على أن يكون لكل شخص تقييم خاص به قد يزيد وقد ينقص طبقًا لما يقوم به من أفعال وتصرفات.

كيف يسير النظام

عندما يتحول النت
ويعتبر فحوى النظام، أنه سيحصل كل مواطن فى الصين على تقييم مشابه لمبدأ درجات الاختبار فى المدارس تماما، ويأتي من مراقبة السلوك الاجتماعى للفرد، وتعامله مع الآخرين، وعمله وتصرفاته، وبذلك ستصبح معيارا للشخص هل هو جيد أم سيئ، هل هو جدير بالثقة أم لا؟ وسيكون هذا التقييم مرئيا للجميع.

تعتبر المشكلة الأكبر أن "السلوك المقبول اجتماعيا" سيتم تعريفه من قبل الحكومة الصينية، وليس عن طريق هيئة موضوعية، أى من المؤكد ستتخذ تدابير عقابية لمن يكسر هذه الثقة، وبذلك ستضرب الحكومة طائرين بحجر واحد، وسيكون لديهم وسيلة لتعزيز وتنفيذ ما يعتبرونه "سلوك مقبول اجتماعيا"، وسيكون لديهم وسيلة لمراقبة جميع جوانب المواطنين تقريبا.

وظهرت هذه الفكرة لأول مرة فى وثيقة من مجلس دولة الصين نشرت فى يونيو 2014، الذى أكد المجلس وقتها أنها خطوة تكنولوجية مذهلة جدا، لتقييم الأشخاص وبدأ وضع نقاط مثل الثواب والعقاب.

تأثيره في حياة الناس
عندما يتحول النت
ويؤثر التقييم أيضا سيؤثر على أهلية المواطن لحصوله على عدد من الخدمات من بينها أنواع الوظائف، والقروض العقارية، كما يمكن أن تؤثر على المدارس التى سيرتادها أطفاله، أو الحصول على تأشيرات سفر أو تسهيلات فى كل شئ فى الحياة اليومية.

ويعد النظام العملاق الذي تبنيه الصين لمواطنيها سيؤثر بشكل مباشر على الحالة الاجتماعية وحراكها للمواطنين، سيتحكم في منحهم امتيازات من عدمها، وسيحدد ما إذا كان بإمكان البعض منهم الحصول على قرض أم لا، وهل يستحقون أن يلتحق أولادهم بأفضل المدارس أم لا.

كما سيجعل المواطن الصيني يعيش تحت حالة من الرهبة والخوف من الخطأ حتى لا يؤثر ذلك على تقييمه الحكومي ويقلل من امتيازاته التي قد تجعله يخسر فرصًا تحسن من حالته المادية والاجتماعية. ومؤخرًا، صدرت تقارير تقول بأن المواطن ذا التقييم المنخفض بسبب فعل غير أمين لن يستطيع استخدام القطارات والطائرات داخل الصين لمدة عام.

السند التكنولوجي للنظام 
عندما يتحول النت
وبدأت الصين بالاتفاق مع 8 شركات خاصة لتحديد الخوارزمية البرمجية بحيث تشمل مساحة الصين الواسعة، وبالتالى كمية هائلة من البيانات التى سيحتويها النظام، حيث من المقرر أن تجمع الشركات جميع البيانات الخاصة بالمستخدمين أو المواطنيين من خلال الشراء عبر الإنترنت أو الدخول على مواقع التواصل الاجتماعى.

وسيحصل المشروع على تمويل من الكثير من الجهات والشركات مثل: شركة China Rapid Finance، وهى شريكة للشبكة الاجتماعية العملاقة Tencent، وهناك أيضًا Sesame Credit، وهى شركة تابعة لمجموعة على بابا الشهيرة، وكلا الشركتين لديهما إمكانية وصول إلى كميات مخيفة من البيانات، الأولى عن طريق تطبيق WeChat "المستخدم من قبل 850 مليون مستخدم"، أما الشركة الثانية فمن خلال خدمة الدفع الإلكتروني AliPay.

وفى السياق نفسه بدأت حملة الآراء المختلفة بين مشجع ومؤيد، فمنهم من رأى أن لهذا النظام تطورات إيجابية للفرد وتشجيعه على تحمل المسؤولية، والعمل الجيد للحصول على تقييم أكبر ويصبح جديرا بالثقة.

لست مواطنًا صينيًا؟ لا مشكلة، فهناك تطبيقات للعامة مطروحة من شركات خاصة تقوم على التقييم المتبادل بين المستخدمين. فالكثير من التطبيقات تستخدم مفهوم التقييم كركن أساسي بها، فعلى سبيل المثال، صار نظام التقييم ذو الخمس نجوم نظامًا معتادًا نستخدمه بشكل يومي أثناء مواصلاتنا، أثناء مكوثنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى على المستوى المهني أصبح التقييم جزءًا لا يتجزأ من ثقافتنا الرقمية. لن نستطيع حصر تلك التطبيقات لكن سنضرب بعض الأمثلة.

وقال Li Yingyun المدير التقنى لشركة Sesame Credit، أن النظام سينتهى به المطاف إلى أن يكون شديد التقييد بالقول أنه يمكن الحكم على الشخص بمشترياته، فالشخص الذى سيشترى العديد من ألعاب الفيديو فسيعتبر شخصا كسولا وقد تنقص نقاطه، أما الشخص الذى يكثر من شراء الحفاضات أو مستلزمات المنزل، فهو بالتالى شخص عالى المسئولية وستزيد نقاطه.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads