شبح السقوط الاقتصادي يهدد مصير تركيا .. وأردوغان يحلق في سماء الترف بمساعدة قطر

الأحد 23/سبتمبر/2018 - 02:31 م

عواطف الوصيف

تشهد الليرة التركية انخفاضا ملحوظا، خاصة أمام الدولار الأمريكي، وهذا بسبب الإجراءات التي ظاتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث فرض سلسلة من العقوبات الإقتصادية على تركيا، كمحاولة منها لإخضاعها، وعلى الرغم مما يتظاهر به الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من قوة كاذبه وأن كل هذه الإجراءات لا تحرك فيه ساكنا، إلا أن حقيقة الوضع، تركيا تعيش حالة من الركود الشديد بسبب الديون المتراكمة عليها، هذه الديون التي لا يتداركها ممثلي النظام الحاكم وعلى رأسهم أردوغان نفسه وهو ما سنحاول الكشف عنه.

طائرة تميم الفارهة
لا شك أن الحالة البائس التي تعيشها تركيا من الناحية الإقتصادية، لفتت أنظار العالم أجمع، وبات هنام سلسلة من التساؤلات، ما إذا كان نهاية الإمبراطورية التركية قد أقتربت، وفي نفس الوقت أحاطت علامات الأستفهام بالشعب التركي، وكيف سيتمكنون من استكمال معيشتهم، وهل حان الوقت ليثوروا ضد النظام، وعلى الرغم من ذلك ووسط هذه الهالة من التساؤلات، نجد الرئيس رجب طيب أردوغان لا يبال بأي شيء، يعيش حياة الرفاهية دون التفكير في أي نواح أخرى، ونجده يتسلم طيارة فارهة من أمير قطر، طراز بي747-8 في.آي.بي المخصص لكبار الشخصيات والبالغة قيمتها 400 مليون دولار.

الرئيس أردوغان والأمير تميم

شاهد من قلب الحدث

قد يبدو الأمر تجنيا أو محاولة لتشويه صورة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لكن إذا كانت الحقيقة من قلب تركيا ذاتها، تتمثل في شهادة من أحد مفكريها وكتابها، يكون الأمر ذات أبعاد أخرى بعيدة عن مجرد التجني، أو التشويه، لتضح معالم وحقيقة الوضع في تركيا من الناحية الإقتصادية وبالأرقام.

رفع أسعار الفائدة

حاول الكاتب التركي ذو الفقار دوغان، وعبر أحد مقالاته في صحيفة "أحوال تركية"، أن يقدم لمحة عامة عن طبيعة الأوضاع في تركيا من الناحية الإقتصادية بشرح تفصيلي، حيث نوه إنه وخلال الأسبوع الماضي، وافقت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي على رفع أسعار الفائدة بمقدار 625 نقطة، لتزيد من 17.75 % إلى 24 %، وهو نفس ما قامت به المصارف التركية، بل إن بعضها رفع أسعار الفائدة لأعلى من ذلك لتتراوح بين 30 و40 %.

الليرة التركية

زيادة مدفوعات الفائدة

أضاف دوغان في مقاله، بعض النقاط، التي ربما تكشف عن سر الديون المتراكمة التي تؤثر في تركيا، حيث أوضح أنه بعد مرور ثلاثة أيام، أعلن البنك المركزي عن زيادة في مدفوعات الفائدة الشهرية على ديون بطاقات الائتمان، ليصل حدها الأقصى إلى 2.25 % على الديون العادية و2.75 % على المدفوعات المتأخرة، كما وجه البنك المركزي التركي نصيحة لحاملي البطاقات الائتمانية، بأنه ينبغي لهم أن يستخدموا القروض الاستهلاكية، وأن يستفيدوا من أسعار الفائدة الأقل نسبيا في تلبية احتياجاتهم النقدية أو الائتمانية القصيرة الأجل.

البنك المركزى التركي

أسرار العدالة والتنمية

قدم الكاتب التركي، عن حال اسطنبول من الناحية الإقتصادية عند وصول حزب العدالة والتنمية لصدارة الحكم، حيث أشار إلى أنه وعندما وصل إلى السلطة في العام 2002، كان إجمالي ديون البطاقات الائتمانية والديون الشخصية وصل إلى 5.5 مليار ليرة، بينما تشير البيانات الصادرة من مركز المخاطر التابع لاتحاد البنوك التركية إلى أن الديون ذاتها بلغت 2.585 تريليون ليرة في يوليو من العام 2018، بما يعادل نحو 500 مثل إجمالي العام 2002، حيث تظهر الأرقام أن 31 مليونا من سكان تركيا البالغ عددهم نحو 80 مليون نسمة عليهم ديون شخصية، فيما ارتفع معدل الإنفاق على سداد الديون من خمس ليرات لكل 100 ليرة من الدخل في العام 2002 إلى ما بين 55 و60 ليرة لكل 100 ليرة في العام الحالي.

ممثلي العدالة والتنمة في تركيا

انفصال أردوغان عن الأزمة

ما سبق الإلتفات له، هو في حقيقته عبارة عن، حقائق وتفاصيل إقتصادية دقيقة، وبالأرقام وبناءا على بيانات ثابتة من جهات إقتصادية بعينها، لكن الملفت هو أن الرئي التركي، رجب طيب أردوغان، يبدو وكأنه يعيش في غيبوبة تامة، فهو لا يتدارك لحقيقة الوضع، الأزمة التي تهدد شعبه في المستقبل، ويعيش حياة الترف ويحصل على الهدايا الفارهة، من أمراء الدول المجاورة.