المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

الأردن في حرب أكتوبر .. بين العميل والصديق

الثلاثاء 25/سبتمبر/2018 - 03:31 م
سمية الحصّاوي
طباعة
الحرب العربية الرابعة ضد الكيان الصهيوني، أو كما نعرفها في مصر بحرب العاشر من رمضان، حرب أكتوبر، وتعرفها سوريا على أنها حرب تشرين التحريرية، وهي الحرب التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973، حيث أن إسرائيل كانت احتلت فيها شبه جزيرة سيناء من مصر، وهضبة الجولان من سوريا إلى جانب الضفة الغربية من الأردن بالإضافة إلى قطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.

وبتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر لعام 1973، والموافق لـ10 رمضان عام 1393، أحد الهجومين للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وساهم في الحرب عدد من الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.

ومع بداية شن الهجوم المزدوج، بدأت الأهداف من وراء هذه الضربة تتحقق، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت 20 كم شرقاً داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من الدخول إلى عمق هضبة الجولان وصولاً إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا. 

ومع نهاية الحرب، بدأت تلك الإنجازات تتقهقر، فاستطاع الجيش الاسرائيلي ردع الجيش السوري وإعادة سيطرته على هضبة الجولان أما على الجبهة المصرية، فتمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وفرض الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس وعلى الرغم من ذلك لم يستطع تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس أو تدمير الجيش الثالث أو محاولة رد القوات المصرية للضفة الغربية مرة أخرى.

مظاهر انتصار حرب
مظاهر انتصار حرب اكتوبر
وبالتوقيع على اتفاقيات فك الإشتباك من جميع الأطراف ؛ توقفت الحرب، ونتج عنها تحطم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وتوقيع الرئيس الراحل السادات لمعاهدات السلام بين مصر وإسرائيل في مارس 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في أبريل 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في مارس 1989.

هذا غالبا، ما يعرفه معظمنا عن الحرب، ولكن هناك دائما كواليس لا يعرف عنها أحد، حتى يتم الإفصاح عنها من قبل أحد من الأطراف الخفية، أو من المسئولين، ومن تلك الأيدي الخفية التي لا نسمع عنها كثيرا هي الأردن، حيث تدخلت الأردن عندما بدأ الوضع يتدهور في سوريا على هضبة الجولان.

ففي يوم 13 أكتوبر حضر الملك الحسين لقيادة اللواء المدرع 40، وهو لواء الملك حسين بن طلال المدرع 40 ويعود تأسيس هذا اللواء لنواة الجيش الأردني منذ عام 1946 وامتلك مختلف الأسلحة المدرعة، على الحدود السورية مبديا إرشاداته وتوجيهاته ومودعا للقوات حيث أشرف بنفسه على عملية دخول اللواء إلى الأراضي السورية، وتابع اللواء تقدمه إلى منطقة الشيخ مسكين وتكاملت القوة يوم 14 أكتوبر مع وصول أوامر القيادة السورية والتي تنص على تكليف اللواء بمهام عدة أبرزها صد هجمات العدو بالتعاون مع القوات السورية والعراقية (وقف الخرق) والاشتراك في الهجوم المعاكس العام مع القوات السورية .

وخاض اللواء المدرع 40 الأردني، أول معاركه يوم 16 أكتوبر حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 3 العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع الضارب 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم .

مظاهر لحرب اكتوبر
مظاهر لحرب اكتوبر
وفي الـ19 أكتوبر، قام اللواء المدرع 40 بالهجوم مرة أخرى على تل مسحرة وجبا في الوقت الذي كانت تهاجم فيه الفرقة المدرعة/3 العراقية تل عنتر، فتقدم اللواء المدرع 40 وتغلغل بعمق 6 حتى 7 كيلومترات بعد أن تجاوز تل مسحرة ووصل إلى الشمال الغربي منه، ونتيجة لضغط العدو وانكشاف أجنحة اللواء المدرع 40 مرة أخرى للهجمات الإسرائيلية المعاكسة اضطر إلى التراجع بعد أن خسر بعض جنوده ومعداته.

وأرسلت الأردن في يوم الـ 20 من أكتوبر قوات تعزيز إضافية بهدف إعادة كسب زمام المبادرة والاستعداد للهجوم المعاكس الشامل والذي كان مقررا في الـ 23 من أكتوبر، فأرسلت قيادة الفرقة المدرعة 3 الملكية مع مدفعيتها إلى الجبهة السورية وتكامل وصولها يوم 22 أكتوبر، ولكن العملية تم إلغائها بسبب قبول سوريا بوقف النار، وبقيت القوات الأردنية هناك إلى أن تم سحبها في بداية ديسمبر 1973، حسبما ذكرت عدد من الصحف الأردنية المحلية والقومية.

كما أن الأردن مع بداية الحرب في العاشر من رمضان، قامت بوضع قواتها تحت درجة الاستعداد القصوى، وأصدرت الأوامر لجميع التشكيلات والوحدات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المشتركة المقررة.

وكان على القوات الأردنية أن تمنع اختراق القوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية، وبالتالي تمنع الالتفاف على القوات السورية من الخلف، كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو مراقبة غرب النهر لاستعادة الأراضي العربية المحتلة، وذلك في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية، وتسببت هذه الإجراءات إلى مشاغلة قوات العدو الإسرائيلي، فالجبهة الأردنية من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي، وهذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب كبير من قواتها تحسبا لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.

التخطيط لحرب اكتوبر
التخطيط لحرب اكتوبر
وفي فعالية للقوات المسلحة المصرية العام الماضي، احتفالا بذكرى الانتصار في أكتوبر ضد اسرائيل، أكد أحمد ابو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، على أن لا يجب إغفال الدور الاردني في حرب أكتوبر لعام 73 التي خاضتها كل من مصر وسوريا ضد الكيان الصهيوني.

وأشار إلى أن الجيش المصري نجح في اغتنام 22 دبابة إسرائيلية بريطانية الصنع، وطلبت الأردن من مصر إعطائها هذه الدبابات لأنها كانت تستخدم دبابات مماثلة، وعليه أهدت مصر هذه الدبابات للأردن، أي كتيبة مدرعة كاملة.

وفي عام 2016، كشف وزير الإعلام الأردني السابق، عدنان أبو عودة، أن الجيش الأردني انقسم بين مؤيد للمشاركة في حرب العام 1973 ورافض لها.

وفي مقابلة له مع قناة العربية، ذكر أنه ذهب في زيارة إلى الجيش مع الملك الأردني الراحل الحسين بن طلال، حيث دار الحديث مع كبار الضباط، وكانت وجهات النظر بين فريق "لا يريد التورط في الحرب"، وقسم آخر كان "متحمساً لها"، إلا أن "الملك أخذ بالعقل"، كما قال أبو عودة، الذي كان وجه نصيحة للملك بأن "لا يفتح جبهة" مع إسرائيل.

وفسر أبو عودة الموقف قائلًا، "نحن ليس لدينا عمق، فحين كنا في الضفة الغربية، كان عمقنا الضفة الشرقية، كما أنه ليس لدينا عمق عسكري، فسوريا مشغولة، والعراق بعيدة"، إضافة لسبب آخر هام برأيه، حيث قال "كنت أخشى من أن ترحل إسرائيل فلسطينيين إلى الأردن، في حال فتحنا جبهة ضدها"، على حد تعبيره.

 أحمد ابو الغيط،
أحمد ابو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية
في عام 2014، كشف نائب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلى الأسبق أهارون ليبران، تفاصيل جديدة لأول مرة يتم الإعلان عنها حول الدور الذى لعبه العاهل الأردنى الراحل الملك حسين وسكرتير الرئيس السادات "أشرف مروان" فى تزويد تل أبيب بمعلومات حيوية وحاسمة حول استعدادات مصر وسوريا للحرب قبل اندلاعها فى عام 1973.

وفيما يعد أول إقرار يصدر عن مسئول عسكرى إسرائيلى، كان فى منصب رفيع خلال المعركة، أكد ليبران، خلال مقال نشره فى صحيفة "يسرائيل هايوم"، اليوم الأربعاء، أن الملك حسين دأب على توجيه إنذارات كثيرة لإسرائيل بشأن نوايا واستعدادات كل من مصر وسوريا العسكرية عام 1973.

وأكد المسئول العسكرى الإسرائيلى رفيع المستوى أبان حرب السادس من أكتوبر أن الملك حسين قدم تلك الإنذارات بشأن نوايا سوريا ومصر الحربية ثلاث مرات على الأقل فى شهر مايو ويوليو وسبتمبر من عام 1973.

وأضاف نائب رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق إنه شخصياً ورئيس الموساد السابق تسفي زامير قاما بإطلاع الملك حسين على مجريات الأمور خلال الحرب، وأكد ليبران أن الملك حسين دخل الحرب بشكل ظاهري فقط وبالتنسيق مع إسرائيل، حيث إنه قام بإرسال لواء المدرعات 40 لمساعدة السوريين فقط بعد 6أيام من اندلاع الحرب، كما إنه أرسل لواء المدرعات 60 للسوريين عندما أوشكت الحرب على الانتهاء.

ورئيس الموساد الأسبق
ورئيس الموساد الأسبق تسفي زامير
فيما كشفت وثائق أمريكية نشرتها صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، في عام 2016، أنه في 3 مايو 1973 حذر العاهل الأردني الراحل الملك حسين المخابرات الامريكية من وقوع مواجهة عسكرية كبيرة في الشرق الأوسط، مشيرا أن قوات من الجزائر والسودان، ستصل الى مصر وقوات مغربية، ستصل إلى سوريا، وأن طائرات ميراج ليبية، موجودة اليوم في مصر، وقوات عراقية كبيرة، موجودة على الحدود الأردنية العراقية، وأن العراقيين أرادوا أن يضعوا في الأردن طائرات حربية، سيتم نقلها إلى ساحة أخرى".

وأضافت الوثائق "نقل الملك حسين يوم 25 سبتمبر 1973، معلومات تفصيلية عن قدرات السوريين والمصريين، لشن هجوم عسكري وأن كميات كبيرة من المعدات العسكرية السوفيتية، بما في ذلك صواريخ أرض - جو تم نقلها إلى سوريا، وأن هناك إمكانية أن يبادر المصريون بعملية عسكرية ضد إسرائيل، ومن المحتمل أن يبدأ السوريون بالعملية، وينضم إليهم المصريون على طول خطوط القناة".

وتقول "هاآرتس" أن تقارير الملك حسين وصلت إلى وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر، وبحثها مع السفير الإسرائيلي في حينه، سمحا دينيتس، الذي أكد أن لديه معلومات مشابهة مثيرة للقلق تفيد بوجود دور مركزي للسوريين في تحرك عسكري قادم، وانهم بدأوا بالاستعدادات.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads