خلصنا عليهم في ساعتين ونص .. قصة معركة المزرعة الصينية خلال حرب أكتوبر
السبت 29/سبتمبر/2018 - 04:49 م
شيماء اليوسف
طباعة
يحكي المشير محمد حسين طنطاوي، قائد الكتيبة مشاة 16 في حرب أكتوبر 1973م، عن معركة المزرعة الصينية التي وقعت بين إحدى الكتيبة مشاة 16 التابعة الجيش المصري وجيش العدو الصهيوني شرق الإسماعيلية.
كانت الكتيبة مشاة 16 من أوائل الكتائب التي عبرت قناة السويس، بدفع عناصر اقتناص الدبابات، ورفعت الكتيبة علم مصر في الضفة الشرقية قبل عبور القوات الرئيسية، هناك العديد من المعارك التي خاضتها الكتيبة على رأسها معركة المزرعة الصينية
في وقت الظهيرة سمع المشير طنطاوي أزيز لصوت طائرات العدو الإسرائيلي، ومن ثم تم تبليغ قيادة الجيش المصري وتزويد المراقبة، وكانت أجهزة الرؤية الليلية قد رصدت عناصر من قوات الجيش الصهيوني، تحاول عبور حقول الألغام الموجودة التي زرعت في أرض المواجهة داخل المزرعة الصينية، وكانت أعداد كبيرة من المشاة تحاول عبور الثغرة في اتجاه مواقع الكتيبة.
بدء معركة المزرعة الصينية
معركة المزرعة الصينية
تلق قادة الوحدات الفرعية المصرية أوامر من المشير محمد حسين طنطاوي قائد الكتيبة، لكل أسلحة الكتيبة من المدفعية وجميع الرشاشات حتى الأسلحة المضادة للطائرات المضادة وجهت باتجاه الثغرة للاستعداد لخوض معركة المزرعة الصينية قائلا : " مفيش حد يفتح النار إلا بإشارة حمرا مني أنا شخصيا" بعدما اقترب العدو تلقت القوات شارة البدء بإطلاق النار فتحت جميع أسلحة الكتيبة رصاصها على القوات المظلية لجيش العدو التي على أساسها، ذكر قائد مشاة القوات الإسرائيلية في ثغرة معركة المزرعة الصينية، أنهم لم يستطعوا الانسحاب أو المقاومة.
معركة المزرعة الصينية
استمرت معركة المزرعة الصينية لمدة ساعتين ونصف كما يرويها المشير محمد حسين طنطاوي، مؤكدا أن قوات العدو الإسرائيلي تمكنت من سحب خسائرها وبعض من تبقى منهم على قيد الحياة بفعل الضباب النهاري، وكان العميد يطمح في تصفية كل الصهاينة الذين شاركوا في المعركة، ولم يفقد الجيش المصري في هذه المعركة إلا شهيدا واحدا هو" عادل بستاروس".
عيد الغفران وهزيمة إسرائيل
معركة المزرعة الصينية
استدل المشير محمد حسين طنطاوي بكتاب "عيد الغفران" الإسرائيلي، الذي تناول سرد تفاصيل معركة المزرعة الصينية التي وقعت بين قوات من الجيش المصري و الكيان الصهيوني، ليثبت كذب و افتراءات قادة الكيان الصهيوني.
حيث ذكر الكتاب أنه، على بعد بضعة كيلو مترات من القناة كانت ما تزال المعركة دائرة حول المزرعة الصينية، وعندما حل يوم 16 أكتوبر، كانت المعركة مازالت مستمرة فقد تعثرت القوة الإسرائيلية التي بدأت منذ 48 ساعة تهاجم الموقع ومنيت بخسائر فادحة وعند إذن تقرر اللجوء لوحدات المشاة والمظلين للقضاء على التحصينات المضادة للدبابات " المقصود بها التحصينات المصرية ".
معركة المزرعة الصينية
معركة المزرعة الصينية وافتراءات إسرائيل
الكتيبة مشاة 16
في ضوء أن كتاب عيد الغفران وهو اليوم الذي وقعت فيه حرب أكتوبر يقول بأن الجيش الإسرائيلي ظل مرابطا ومقاتلا لمدة 48 ساعة، في نفس الوقت الذي يؤكد فيه المشير أن المعركة لم تزيد عن ثلاث ساعات، أمر مثير للشفقة للغاية والسؤال الذي يطرح نفسه كيف استمر كل لقيط من جنود العدو الإسرائيلي يحارب لمدة يومين وقد خرجوا من المعركة مهزومين، وكيف بالأساس تم هزيمتهم في 6 ساعات يوم السادس من أكتوبر؟
المشير طنطاوي قائد معركة المزرعة الصينية
بينما أحد قادة جيش العدو الإسرائيلي في تفاصيله التي يرويها عن معركة المزرعة الصينية، حيث يقول أنه تم وضع خريطة مقياس 1إلى 100 ألف، وقيل لهم أن هناك وحدة بجوار الشاطئ أن التحصينات التي يملكها المصريين المضادة للدبابات تحول بين قوات الكيان الصهيوني وتحقيق مهتهم، مطالب قواته بتطهير هذه التحصينات، بأسرع ما يمكن.
دعك الصهاينة في ساعتين ونصف
معركة المزرعة الصينية
وأكد محمد حسين طنطاوي أنه تقدم ليلا مع قوات المظلات صوب الهدف، "معركة المزرعة الصينية" غير أن وابلا من الرصاص كان في استقباله، وفي تلك اللحظة قال أحد الضباط الإسرائيليين، حسنا أن هذا أمر جديد، فكيف يمكن أن يكون هناك بين طابورين إسرائيليين وحدة مصرية.
ولسوء الطالع الصهيوني اصطدم المظليون الإسرائيليون بمواقع مصرية محصنة، ومسلحة بعشرة مواقع للرشاشات ودبابات وفصائل مشاة مزودة بالصواريخ المضادة للدبابات، وعلى مقربة من هذا الموقع كان هناك موقع أخر ثم ثالث فالرابع وقد احتدمت المعركة طوال ساعات الليل ولم تتمكن عناصر المظلين من الهجوم أو الانسحاب.
خسائر إسرائيل في معركة المزرعة الصينية
القائد مع الجنود على الجبهة
و كما يقول الجانب الإسرائيلي بأن عملية إخلاء الجرحى استمرت طوال الليل، كما أن فرق الإغاثة تعرضت بدورها لخسائر فادحة، وعند الفجر كان لابد من إنقاذ ما يمكن من قوات المظلين عن طريق إرسال قوة مدرعة، لإخلاء من تبقى على قيد الحياة، وكيف قاموا بإخلاء الجرحى ليلا و المعركة نفسها استمرت طوال الليل، ولم ينقذهم من يد جنودنا إلا ضباب السماء؟
