لماذا يعتبر السيسي أن ذوي الاحتياجات الخاصة من أهل الله ؟
الثلاثاء 02/أكتوبر/2018 - 02:34 م
وسيم عفيفي
طباعة
جاء الملتقى العربي الأول لمدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ومدارس الدمج ليؤكد لأكثر من مرة اهتمام السيسي بهذا الملف الذي غير اسمه من ملف ذوي الاحتياجات الخاصة إلى ذوي القدرات الخاصة.
أيدولوجية السيسي مع ذوي الاحتياجات الخاصة
أيدولوجية السيسي مع ذوي الاحتياجات الخاصة
السيسي مع ذوي القدرات الخاصة
منذ أن وصل الرئيس السيسي سدة حكم مصر سنة 2014 م بلغت عدد الأسباب التي تكلم فيها عن متحدي الإعاقة 185 مناسبة وسبب من الـ 185هناك 60 مرة وصفهم بـ "ولادنا" و 30 مرة قال عنهم "متحدي الإعاقة"، بينما وصلت عدد المرات التي نطق فيها لفظ الجلالة وهو يحاورهم 78 مرة.
في المجمل فإن 66 % من خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت بالعامية، ولم يتكلم اللغة العربية إلا في الخطابات الرسمية، وفي كل مناسبة غير رسمية كان الرئيس يتكلم عن الله وتشريعاته وأنه ينتظر لقاءه، غير أن هناك اختلافات في نبرة الصوت وطريقة الأداء حينما كان الرئيس يتكلم عن متحدي الإعاقة ويذكر الله في سيرتهم.
واستمر وصف السيسي لهم بأنهم أجمل ناس ولما هم بإلقاء كلمته للحضور قال "تعالوا جنبي هنا.. عاوزكم تزودونا بركة"، ثم أطلق عليهم وصف أهل الله.
قبل تخصيص العام 2018 م لأطفال ذوي القدرات الخاصة كان السيسي مهتماً بهذا الملف بشكلٍ لافت ومنذ فترة رئاسته الأولى.
بعد مرور 6 أشهر من تولي السيسي رئاسة مصر، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم 4 ديسمبر سنة 2014 م أول مداخلة هاتفية منذ توليه الحكم، ببرنامج "القاهرة 360"، الذي كان يقدمه الإعلامي أسامة كمال، عبر فضائية القاهرة والناس، على سؤال "منعم" حول وجود حراسة للرئيس"، قائلاً "أنا في حراسته هو واللي زيه، انتو ذوي القدرات الخاصة.. ومش هاقول ذوي الاحتياجات". جاءت هذه المداخلة حين قام اللاعب منعم سعد الدين، أحد الرياضيين من متحدي الإعاقة بتوجيه دعوة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه مع أسامة كمال، لأن يشارك فى افتتاح بطولة الأوليمبية الإقليمية التى ستقام بمصر، وهو ما دفع الرئيس لإجراء المداخلة والرد عليه بالتأكيد أن الدعوة وصلته وبالفعل نفذها الرئيس، وبعدها انهمرت الإنجازات والتي كان أهمها طوال فترة رئاسته لذوي الاحتياجات.
بيئة السيسي وراء إيمانه بأن ذوي القدرات الخاصة من أهل الله
السيسي
التفسير الوحيد وراء إصرار الرئيس عبدالفتاح السيسي ـ والذي وصل لدرجة اليقين ـ، في أن ذوي القدرات الخاصة من أهل الله، هو تكوين نشأة السيسي نفسها في حي الجمالية بمنطقة الإمام الحسين والتي تكتظ بذوي الإعاقة الذين يعتبرهم العامة "معاقين" بينما ينظر لهم الصوفية على أنهم "دراويش في الحب الإلهي"، أما شيوخ الصوفية فرأوا أن ذوي الاحتياجات الخاصة هم "البركة" نظراً لأن الشيطان ليس محركاً لهم في أفعالهم كما أنهم على الفطرة وفيهم القوة وبسببهم النصر.
لم يكن الشيخ إسماعيل صادق العدوي هو الصوفي الوحيد في الجيل القديم الذي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، بل إن الدكتور عبدالهادي القصبي، رئيس ائتلاف دعم مصر وشيخ مشايخ الطرق الصوفية أكد خلال فترة رئاسته للجنة التضامن بمجلس النواب أن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قدرات فائقة ويصلحون للعمل في أي مكان يتناسب مع إعاقتهم، مشيرًا إلى أن تعيين ذوى الاحتياجات الخاصة بنسبة 5% بقطاعات الدولة أمر مشروع لهم طبقا لنصوص الدستور.
وكان الدكتور عبدالهادي القصبي من المطالبين بضرورة أن يكون لدى الدولة خطط خاصة واستراتيجية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ودعم طلاب المدارس والجامعات، والعمل على التأهيل لسوق العمل من خلال مناقشة الصعاب التي تواجههم حسب الإعاقات بصرية، سمعية وحركية وكل منهم أمامه مجموعة من المشاكل يجب العمل على حلها بعد دمج التكنولوجيا بالتعليم وإدخال بنك المعرفة بها، وهو ما حققه السيسي فيما بعد.
ويؤكد استدلال السيسي بحديث الضعفاء على هذا التوجه الذي جاء في كتاب الحاوي للفتاوى باب الفتاوى الصوفية، حيث تكلم الحديث عن الأبدال الصوفية لما فتحت مصر سبوا أهل الشام فأخرج عوف بن مالك رأسه من برنسه ثم قال : يا أهل مصر أنا عوف بن مالك ، لا تسبوا أهل الشام فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( فيهم الأبدالبهم تنصرون وبهم ترزقون"بهم تنصرون وبهم ترزقون" وهو المعنى الواضح في حديث الإمام البخاري الذي شرحه الشيخ العدوي، حيث قال صلى الله عليه وسلم "
إِنَّمَا يَنْصُرُ اللَّهُ هَذِهِ الأُمَّةَ بِضَعِيفِهَا بِدَعْوَتِهِمْ وَصَلاتِهِمْ وَإِخْلاصِهِمْ".
بالرجوع إلى نشأة السيسي فإن أحد أبرز شيوخ الصوفية الذين تأثر بهم هو الإمام إسماعيل صادق العدوي والذي كان يعطي اهتماماً كبيراً للمعاقين رافضاً إهانتهم، وهو ما يؤكده القائمين على مضيفته الكائنة بشارع جوهر القائد أمام جامعة الأزهر فرع الدراسة.
ولم يغفل السيسي تأثره بالشيخ إسماعيل صادق العدوي، ففي الفترة التي كانت الفترة بين إعلان الرئيس السيسي للترشح وإعلانه رئيساً، أجرى عدداً من اللقاءات التلفزيونية والتي لم يكشف فيها جوانب عن حياته الشخصية، حتى كشف في الخامس من مايو سنة 2014 ممع الإعلامية لميس الحديدي، والإعلامي إبراهيم عيسى، أنه كان مستمعًا جيدًا للشيخ إسماعيل صادق العدوي، والشيخ محمد متولي الشعراوي، مؤكداً أنهما قد أثرا فيه، وخصوصا الأول ، ويتسمان بقدر كبير من العقل والرشد كثيرون.
لم يكن الشيخ إسماعيل صادق العدوي هو الصوفي الوحيد في الجيل القديم الذي يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، بل إن الدكتور عبدالهادي القصبي، رئيس ائتلاف دعم مصر وشيخ مشايخ الطرق الصوفية أكد خلال فترة رئاسته للجنة التضامن بمجلس النواب أن ذوي الاحتياجات الخاصة لديهم قدرات فائقة ويصلحون للعمل في أي مكان يتناسب مع إعاقتهم، مشيرًا إلى أن تعيين ذوى الاحتياجات الخاصة بنسبة 5% بقطاعات الدولة أمر مشروع لهم طبقا لنصوص الدستور.
وكان الدكتور عبدالهادي القصبي من المطالبين بضرورة أن يكون لدى الدولة خطط خاصة واستراتيجية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ودعم طلاب المدارس والجامعات، والعمل على التأهيل لسوق العمل من خلال مناقشة الصعاب التي تواجههم حسب الإعاقات بصرية، سمعية وحركية وكل منهم أمامه مجموعة من المشاكل يجب العمل على حلها بعد دمج التكنولوجيا بالتعليم وإدخال بنك المعرفة بها، وهو ما حققه السيسي فيما بعد.
