المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"السهيل" بملتقى إربد الثقافي : أزمتنا اخلاقية بالأساس والأبناء ضحايا تغرير الفكر الإرهابي

الأربعاء 10/أكتوبر/2018 - 11:10 م
هند هيكل
طباعة
في ندوة أقامها  "ملتقي إربد الثقافي وملتقي المرأة " بالأردن في السادس من الشهر الجاري، استضيف على هامشها الكاتبة سارة السهيل، والتى تحدثت عن " واقع الاسرة في ظل مظاهر التطرف والاعلام والمفتوح"، في جلسة ثقافية وفكرية شيقة أدارها الدكتور حسين منصور العمري.

وحضر اللقاء كوكبة من رموز الفكر والثقافة وكبار الأكاديميين العرب والجامعيين الأردنيين من بينهم المفكر هشام التل، ود. عبد المجيد جردات و أعضاء جمعيةنشميات اربد وغيرهم

واستهل مدير اللقاء الدكتور حسين منصور العمري تقديمه بمقولة ثقافة راسخة قديما " ان مصر تكتب، ولبنان تطبع، والعراق يقرأ " وقال ان ثالثة الاثافي هذه تنطبق علي سارة السهيل فهي عراقية أردنية و هواها مصري

وقدم " العمري " لاشكالية تربية الأبناء في ظل تحديات جسام تحيطها معطيات تطرف فكري من ناحية، وسطوة اعلام فضائي وكوني من ناحية أخري الامر الذي اثر سلبا علي شبابنا وعلي مجتمعاتنا العربية.

وقالت سارة السهيل ان قضية " بناء الاسرة بعيدا عن التطرف في ظل اعلام مفتوح "، يعد موضوع الساعة خاصة وان خطورته تلقي بظلال قاسية علي واقعنا الاجتماعي والفكري العربي، محذرة من ان لم نسرع في مجابهة هذا التطرف فان المستقبل قد يضيع من بين أيدينا.

وطرحت السهيل عدة إشكاليات لكي نتحاور بشأنها ومن بينها كيف يمكننا نشر الوعي أولا لدي الاسر بخطورة انتشار فكر التطرف؟ وكيف نحمي النشء من الانحراف الفكري عبر الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي علي الانترنت؟ وما هي الوسائل التي تسهم في منع استغلال الجماعات الإرهابية للأطفال فى تنفيذ ارهابها وفكرها المتطرف؟ وأخيرا كيف نبني الاسرة وفق أسس من السلامة الاجتماعية والحضارية والدينية بمعزل عن التطرف ووسط تحديات فضاء الاعلام المفتوح؟

أزمة اخلاق

نكأت " السهيل " جرح الواقع العربي المؤلم بترك الكثير من الاسر العربية أبنائها الصغار نهبا لفضاء الاعلام المفتوح بكل ما فيه من غث وسمين دون وجود رقابة او وعي بمخاطر ترك الحرية علي مصراعيها للصغار كي يتلقوا عن الاخرين سواء الفضائيات او مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي ظهرت فيه أيضا العديد من القنوات الدينية المتشددة التي بثت أفكار التطرف المغلوط وقدمت الدين من منظورها الأحادي النظرة كدين متسلط فوق رقاب البشر بالقهر والنار والتعذيب دون اظهار القيم الأساسية للدين من رحمة وتسامح وغفران واخلاق قبل كل شيء، وهذا ما أكده رسول الله صلي الله عليه وسلم بقوله " انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" وكذلك حديثه "ص" أقربكم مني مجلسا يوما القيامة احسنكم أخلاقا ".

وأكدت " السهيل" علي حقيقة كونية مفادها ان الأمم تبني وتزهر وتنهض بالإخلاص وليس بالمفاهيم المغلقة والفهم الضيق للأديان، بل ان الأديان السماوية وغير السماوية تركز علي استخدام القيم الدينية في تربية قيم الاخلاق في نفوس البشر، ولذلك قال الشاعر "انما الأمم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا".

هذه الحقائق تؤكد ان أزمتنا في العالم العربي هي ازمة أخلاقية بالأساس، واننا هجرنا قيمنا الأخلاقية المستوحاة من الأديان السماوية من العدل والمساواة والرحمة والغفران والتسامح والإحسان حتي لمن أساء الينا والتعاون معا في اعمال الخير والبر وبناء المجتمع، واعلاء قيم العلم والعمل بروح الجماعة وليس بروح الفرد، ووسطية الفكر واللين في التعامل وغيرها من القيم، وتمسكنا بقيم جاهلية تارة من العصبية القبلية والمذهبية المقيتة والاخذ العشوائي عن الاخر بقيم قد لا تناسب حضارتنا المتسامحة والراقية أخذا بلا عقل ولا انتقاء، ومن ثم صرنا مسخا بلا هوية ثقافية حقيقية.

وتساءلت " السهيل " كيف نربي الصغار اذن ونحن نعاني من هذا المسخ القيمي والثقافي؟ وقالت: انها مهمة شاقة تحتاج منا جميعا في كل المجتمعات العربية من مسلمين ومسيحين ان نفيق أولا علي هذا الواقع، ومن ثم استيعاب مخاطره والحفرة الخطيرة التي انزلقنا فيها حضاريا وجعلتنا في ذيل الأمم، ثم بحث خطوات الإنقاذ العملية لمجتمعاتنا من السرطانات الفكرية التي غزت عقولنا وشوهت جوارحنا في فضاء كوني واسع وخطير.

وأوضحت " السهيل " ان الأبناء قد شبوا علي هذه المفاهيم التي تواكبت معها ـ دون وعي او رقابة اسرية ـ ظهور الجماعات الإرهابية التي قدمت أنموذج للقوة ولاستخدام السلاح وانتشرت الفيديوهات للقتلة الإرهابيين وهم يغتالون الأبرياء ـ للأسف الشديد باسم الله اكبر.
وهنا انقسم الشباب الناشئ بين لفظ ورفض الدين بمفهومه الإرهابي الظاهر لأعينهم والقائم على القوة الغاشمة والقاتلة كما في فيديوهات داعش بل وبعضهم للأسف قد ألحد، والبعض الاخر اعتنق فكر التكفير والتطرف، والبعض الثالث انزوي بعيدا باحثا عن التسلية والترفيه عبر وسائط الاليكترونية يشغل به وقت فراغه دون العمل علي تنمية مهاراته الحياتية والعملية والفكرية.

خطورة الاعلام

وحذرت " السهيل " من خطورة مضامين الفضائيات وعصر السماوات المفتوحة كواقع لا يمكن تجاهله، أو مقاومته بالمنع أو التشويش، وهي مضامين تحمل قيم وعادات وسلوكيات غريبة على المجتمع العربي وخاصة بالنسبة إلى الشباب والفتيات، الأمر الذي يحدث معه تغيير جوهري في السلوك يصيب الأسرة خاصة في سنواتها الأولى بالخلل الاجتماعي ويهدد بتفككها.

وشددت " السهيل " علي حاجتنا الماسة الي خلق حائط صد قيمي واخلاقي قبل كل شيء، في نفوس الأجيال العربية والمسلمة في مواجهة واقع فضائي لا يمكن السيطرة عليه أو ضبط ايقاعه.

ولفتت " سارة السهيل " الي ان الفضائيات عززت قيم الاستقلال والتحرر الاجتماعي بشكل سلبي وأدت الي زيادة نسب الطلاق داخل الاسر العربية، بل انها كما تؤكد علي العديد من الدراسات الاجتماعية والإعلامية أدت الي حدوث مشكلات فكرية تسببت في خلط المفاهيم الدينية والأخلاقية وهو ما اثر سلوك الافراد والمجتمعات علي حد سواء.

الكلمات المفتاحية

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads