في ذكرى رحيل الكاتب جمال الغيطاني.. كيف مارست جماعة الإخوان المسلمين العنف ضده
الخميس 18/أكتوبر/2018 - 01:21 م
شيماء اليوسف
طباعة
يوافق اليوم ذكرى رحيل الكاتب الروائي جمال الغيطاني، الذي رحل وترك قرابة خمسين مؤلفا روائيا، كانت باكورة كتاباته منذ الستينات، وقد حصل على العديد من الجوائز الدولية التقديرية ووسام الاستحقاق الفرنسي، تميزت فترة ظهوره بالانفراد وتمكن من صنع مكانة أدبية مستقلة بذاته وقد عمل مراسلا حربيا، وأسس صحيفة "أخبار الأدب" وترأس تحريرها نحو سبعة عشر عام.
كانت العلاقة بين جمال الغيطاني والإخوان المسلمين تمثل صراعا بين حرية الفكر والنقد وبين سياسة جماعة متأسلمة تستغل الدين من أجل تحقيق السيادة والسلطة وتعتقل الأقلام الحرة، حتى أن جمال الغيطاني خلال فترة حكم الأخوان قال أن الكتاب الأحرار محميون من قبل الغرب، وقد وصف تلك الحماية بالنسبية، وقد تحدث في بداية حكم الإخوان عن التضييق على الإبداع، الذي حدث بواسطة بلاغات من مواطنين ضد الناشرين، تحت حجة نشر أفكار ضد أخلاقيات المجتمع.
جمال الغيطاني وموقفه من جماعة الإخوان
جمال الغيطاني وزوجته
اعتبر جمال الغيطاني حكم الإخوان لمصر يعد هزيمة للدولة المصرية الحديثة، وفيما يخص علاقة جمال الغيطاني بالإخوان، وفق تصريحات خاصة لزوجته، في برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية المحور، أن زوجها خاض معركة فكرية ضد الإخوان، حينما قرر كتابة مقال يومي في جريدة الأخبار يحمل اسم "عبور"، فور تولى جماعة الإخوان حكم البلاد لفضح ممارسات هذه الجماعة الإرهابية، وقد مارست الجماعة مضايقات متنوعة ضده وحاولوا منعه من الحصول على علاجه، جاء هذا على خلفية مقاله اليومي في صحيفة الأخبار.
كان جمال الغيطاني أول من دعا لقيادة المجلس العسكري لحكم مصر بعد حالة الفوضى التي عاشتها البلاد في ظل حكم الإخوان المسلمين ولكنه تلقى هجوما شرسا من قبل الجماعة الوصولية، وتجلت مخاوفه من إجرام الجماعة على مصرنا، حيث كان يخشى أن ينظم الإخوان ميلشيات موازية تحضرها قوى الإسلام السياسي ضد الجيش، وتحتفظ بتلك الميليشيات في سيناء، وقد عرف عنه حبه الشديد للوطن وتمسكه بمصر وخوفه عليها من الخونة.
جمال الغيطاني
اعتبر جمال الغيطاني، أن جماعة الإخوان المسلمين سعت بشكل منسق ومنظم لأخونة الدولة المصرية، وتركيزهم على الموالين للإخوان والذين يستعدون تقديم فروض الولاء والطاعة للجماعة وليس بالضرورة أن يتولى المناصب إخوان من الدرجة الأولى، كان رأيه هذا تعليقا على تعيين وزيرا للثقافة خلال حكم الإخوان يتردد أنه من الموالين لجماعة الإخوان المسلمين، حيث رأى أن في اختيارهم ذلك أن وزارة الثقافة ليست ضمن خططهم لأنها هامشية وغير سيادية وفجأة يسيطرون عليها بهذا الاختيار.
سياسة الإخوان مع معارضيهم من الكتاب
جمال الغيطاني
اندهش جمال الغيطاني من سعي جماعة الإخوان المسلمين بهدف تمكين الجماعة في السعي للسيطرة على مفاصل الدولة المصرية حتى دفعه هذا التخطيط الدقيق إلى الإعجاب، معبرا أن سياسة الإخوان في مصر بجملة واحدة قال فيها :" نحن هنا لا نواجه حالة حزب يحتل مكان حزب آخر، إنما هي دولة تحتل دولة" مؤكدا أن وصول الإخوان لحكم مصر مثل هزيمة للدولة المصرية التي أسسها الألباني محمد علي باشا وليس هزيمة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وعندما نجح محمد مرسي في الوصول إلى عرش مصر، كتب قائلا: " وداعا مصر التي نعرفها".
كان يرى جمال الغيطاني أن جماعة الإخوان المسلمين، تعتبر تنظيما عالميا ممولا من بنوك دولية، واثق بأن الجماعة جزء من هذا التنظيم، بل كان يعتبر أن وصول جماعة الإخوان المسلمين لحكم مصر هو بمثابة احتلال، ويمثل الغيطاني كاتبا روائيا فريدا، نجح في تنفيذ مشروع استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالما روائيا عجيبا، على خطى العالمي نجيب محفوظ، وقد ساهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية إلى جانب إعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة رشيقة.
جمال الغيطاني
ولد جمال الغيطاني، في التاسع من مايو لعام 1945م، في إحدى قرى محافظة سوهاج بصعيد مصر، تقلد الغيطاني العديد من الوظائف، حيث عمل رساما في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي في 1965م، بعدها بعام تم اعتقاله واطلق سراحه في 1967م، ثم عمل بعدها سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي، وتوفي في الثامن عشر من أكتوبر عام 2015م، عن عمر يناهز سبعين عام بعد صراع طويل مع المرض.
