المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

إسرائيل ترد اعتبار أشرف مروان: خدعنا وأي كلام آخر غير صحيح

الخميس 18/أكتوبر/2018 - 09:51 م
وسيم عفيفي
طباعة
في العام ٢٠٠٢، نشر المؤرخ الإسرائيلى "آهارون برجمان" كتابه "تاريخ إسرائيل" عن دار النشر الشهيرة "بلجراف ماكميلان"، الذى يزعم فيه أن مروان كان جاسوسًا للموساد، وأنه ذهب بنفسه إلى السفارة الإسرائيلية فى لندن عام ١٩٦٨ ليعرض خدماته، وليكون هو رجل الموساد فى منزل جمال عبدالناصر، حيث كان زوجًا لكريمته. 

يروي الصحفي محمد الباز أن "برجمان" عملية مروان فى كتابه اسم "الصهر"، وجاءتنا نسخة من الكتاب عبر الفاكس، تمت ترجمتها على عجل، ونُشِرَت أجزاء من الكتاب فى جريدة "صوت الأمة"، كان النشر مجهلًا دون ذكر اسم أشرف مروان، لكن الجميع عرف من اللحظة الأولى أنه المقصود ولا أحد غيره.
أشرف مروان
أشرف مروان
بالصدفة البحتة، أو أنها تصاريف القدر، فلا شىء يأتى فى هذه الحياة مصادفة، كان أشرف مروان فى زيارة إلى القاهرة، ويومها علق على ما نشره "برجمان" بعبارة واحدة فقط: "هذه رواية بوليسية رديئة وسخيفة"، وأعتقد أنه لم يعد مرة أخرى للتعليق على القصة التى جعلت سمعته السياسية على المحك، رغم أنه ظل على قيد الحياة خمس سنوات بعد أن واجه هذا الاتهام العاصف، مات مروان فى لندن ٢٠٠٧. 

"الملاك" فيلم دعائى نفذته شركة نتفليكس، وبثته عبر موقعها على الإنترنت، واستندت فيه إلى كتاب "الملاك... الجاسوس المصرى الذى أنقذ إسرائيل"، الذى ألفه الكاتب الإسرائيلى " يورى بار جوزيف"، الذى زعم أنه اعتمد على أبحاث دقيقة ومقابلات مع شخصيات مهمة. 
إيلي زاعيرا
إيلي زاعيرا
الكتاب الذى صدر فى العام ٢٠١٦، وصدرت ترجمته العربية فى منتصف العام ٢٠١٧، ذهب إلى أن عدم ثقة عبدالناصر بأشرف مروان كصهر وكمساعد له قد تكون هى التى دفعته للعمل لصالح إسرائيل، وكان طبيعيًا بعد ذلك أن يستعرض الكتاب، من وجهة نظر مؤلفه- وهو ما اعتمد عليه الفيلم- جهود مروان فى نقل الخطط الحربية إلى مسئولين بالموساد، وكيف ساعدت هذه الجهود فى مواجهة الهجوم المصرى السورى. 
كانت أول مرة يرد اسم أشرف مروان صراحة فى نص إسرائيلى من خلال كتاب "الأسطورة مقابل الحقيقة.. حرب يوم كيبور الإخفاقات والدروس".. والذى صدر فى عام ٢٠٠٤، لمؤلفه "إيلى زعيرا" رئيس الاستخبارات الإسرائيلية وقت حرب أكتوبر. 

فى هذا الكتاب قال زعيرا إن أكبر صفعة تلقاها الموساد كانت على يد أشرف مروان، وإنه خدعهم وأقنعهم بأنه يعمل معهم، وإنه هو السبب فى ألا يأخذ الإسرائيليون الأخبار عن حرب أكتوبر مأخذ الجد، وأرسل عدة رسائل للمخابرات الإسرائيلية من يوم واحد إلى السادس من أكتوبر يحذر فيها من عبور القوات المصرية للقناة، ما أفقدهم الثقة فى معلوماته.
أشرف مروان - فيلم
أشرف مروان - فيلم الملاك
على هامش هذا الكتاب جرت معركة عنيفة بين قادة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أثناء الحرب، ساحة القتال هذه المرة كانت شاشات التليفزيون الإسرائيلى وصفحات الجرائد العبرية، ووصلت أصداؤها إلى المحاكم. 
البداية كانت عندما أعلن "إيلى زعيرا"، رئيس جهاز "أمان" شعبية الاستخبارات العسكرية، نيته مقاضاة رئيس الموساد وقت الحرب "تسفى زامير" بتهمة السب والقذف بحقه والتشهير به. 

تحدث "زعيرا" فى البرنامج التليفزيونى الشهير "ملحق الملاحق" الذى كان يقدمه الصحفى "دان مرجليت" حول مسئوليته فى التقصير الاستخباراتى الذى قاد إلى الانتصار المصرى الكبير فى عام ١٩٧٣.
قال "زعيرا": أنا أتحمل أخطاء التقديرات الاستخباراتية قبيل الحرب، فقد تمسكت أنا وضباط شعبة الأبحاث بأمان بفرضية أن احتمالات الحرب ضئيلة". 
أشرف مروان مع قادة
أشرف مروان مع قادة حرب أكتوبر
كان الاعتراف صريحًا، رئيس "أمان" يعلن تحمله المسئولية الكاملة عما جرى، لكن الاعتراف لم يكن كافيًا.
التفاصيل كانت مذهلة، وهى تحديدًا التى أثارت القادة الإسرائيليين، الذين شاركوا فى حرب أكتوبر، وفى مقدمتهم رئيس الموساد وقتها "تسفى زامير" الذى طلب الحديث هو الآخر مع "دان مرجليت"، وكأنه يطالب بحق رد. 

كان "زامير" استعراضيًا فى ظهوره مع "مرجليت"، نظر للكاميرات بحدة، وصرخ: "إيلى زعيرا، رئيس المخابرات الحربية، أثناء حرب يوم الغفران ضلل الجيش والحكومة الإسرائيلية فى ٧٣ عن عمد".

حماسه دفعه إلى مواصلة حديثه، أضاف: "هذا الرجل كان خط الدفاع الأول عن إسرائيل، وكان مسئولًا عن تحذير الجيش والحكومة قبل اندلاع الحرب، إنها مسئوليته، وأؤكد أنه لم يفشل بطريق الخطأ لكنه تعمد الفشل.
ضربت المواجهة بين رئيس "الموساد" ورئيس "أمان" فى أكثر من اتجاه، فبعيدًا عن إلقاء كل منهما بمسئولية الفشل فى توقع الحرب على الآخر، أعادت المواجهة من جديد فتح ملف "أشرف مروان" الذى ادعت إسرائيل أنه كان جاسوسًا لها فى مصر أثناء الحرب.

أكد "زامير" أن أشرف مروان كان عميلًا مزدوجًا خدم مصر بشجاعة كبيرة، وشارك فى الخديعة المصرية الكبرى لإسرائيل، وطالب بالتحقيق فى الموضوع بشكل جذرى، مدعيًا أنه "إذا لم يتم ذلك فإن أجهزة المخابرات الإسرائيلية ستقع -فى المستقبل- ضحية للعملاء المزدوجين وللتضليل".

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads