المواطن

عاجل
فرغانة الساحرة وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية بولندا وزير التجارة والصناعة يعلن نجاح المكتب التجاري المصري في أوتاوا في رفع الحظر المفروض على صادرات الفراولة المصرية الطازجة إلى كندا في ضوء توجيهات وزير التجارة والصناعة بتأهيل المصدرين المصريين وفقا للمعايير العالمية جمارك السلوم تضبط محاولة تهريب كمية من السجائر الأجنبية الصنع الغير خالصة الضرائب والرسوم استعدادات مكثفة لاستضافة البطولة الافريقيه لكمال الاجسام في مصر 2024 بحضور سفير الصين بالقاهرة : وفد جمعيه الصداقه المصريه الصينيه يلتقى بوفد صيني يراسه سكرتير لجنه الحزب الشيوعي الصيني عن منطقه شاويانج وزارة الداخلية تكرم المقدم مؤمن سعيد عويس سلام لتفانيه في عمله رئيس إتحاد شباب الجامعات المصرية والعربية يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتقدم الجديد لجامعة القاهرة في تصنيف QS البريطا بالصور ...سفارة اليونان بالقاهرة تنظم احتفالية موسيقية مخصصة لموسيقي "ريبيتيكو بمناسبة العيد الوطنى
رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

نقل معبد أبو سمبل الإنجاز الحضاري الذي فتح باب نهب الآثار

السبت 27/أكتوبر/2018 - 03:00 م
وسيم عفيفي
طباعة
عقب قرار تأميم السد العالي وبعد نجاح مصر في الخروج منتصرةً من العدوان الثلاثي بدأ مشروع السد العالي يعود في الأفق، وبالتزامن مع ذلك فوجئ ثروت عكاشة وزير الثقافة وقتها بزيارة من السفير الأمريكى ومعه مدير متحف المتروبوليتان يعرضان عليه شراء معبد أو اثنين من معابد النوبة التى ستغرق بعد مشروع السد العالي.
نقل معبد أبو سمبل
نقل معبد أبو سمبل
غضب وقتها ثروت عكاشة وبادرهما قائلا: إنه كان يتوقع أن يعرضا المساعدة فى إنقاذ المعبدين بدلا من التفكير فى تحويل هذا التراث الإنسانى لسلعة، وبعد انتهاء المقابلة سافر دكتور ثروت عكاشة إلى بلاد النوبة فى بداية 1959 واكتشف أن ما كان يحدث على ارض الواقع يؤكد ما سمعه تماما حيث اكتفى الأثريون وقتها بتوثيق وتسجيل الآثار التى ستغرق حيث لم تكن الدولة تمتلك إمكانات تسمح بما هو أكثر من ذلك حيث كان الإهتمام كله وقتها ببناء السد العالى.

بدأ الوزير يفكر فى طريقة لإنقاذ تلك الآثار وعلى رأسها معبدا أبو سمبل اللذان يمثلان درة من درر الحضارة الإنسانية ، فأرسل خطابا لليونسكو يدعوها لحماية آثار النوبة من الغرق واستجابت المنظمة بإعلان باريس الشهير فى مارس 1960 والذى أطلقت فيه نداء عالميا لمساندة مصر فى إنقاذ آثار أبو سمبل قبل أن تغرق.
نقل معبد أبو سمبل
نقل معبد أبو سمبل
بدأت عملية إنقاذ معبد أبوسمبل في عام 1964 ، بحملة اعلامية عالمية من منظمة اليونسكو لانقاذ المعبد، وقامت الحكومة المصرية بالتعاون مع منظمة اليونسكو عام 1965 بنقل المعبد إلى مكان قريب ذو منسوب عالي لا تصله مياه بحيرة ناصر، المشروع تضمن تقطيع المعبد إلى أحجار كبيرة زنة 1-2 طن ثم رفعها ثم تجميعها في المكان الجديد.

وبعد أعمال الرفع الهندسي والتصوير، والتصوير الفوتوغرامتري، واستكمال كل أصناف التوثيق، تمت إزالة نحو 150 ألف متر مكعب من الصخور من فوق المعبدين، ثم بدأت عمليات نشر أحجارهما بوزن 10-15 طناً لكل قطعة، ونقلت بعد ترميمها إلى مكانها الجديد، وركبت مرة ثانية وحُقنت بدقة وكُحِّلت وانتهى ذلك العمل في 1966.

بدأت أعمال تقنية عالية لإعادة تشكيل الجبل فوق المعبدين، فجُعلت فوق المعبد الكبير قبة خرسانية فريدة من نوعها بقطر 59م وفوق المعبد الصغير قبة تعادل نصف الأولى ثم غطيتا بالصخور كما كانت الحال من قبل، ثم جُهزت المجموعتان بأحدث أساليب قياس الحرارة والرطوبة والسلامة من الهزات والكوارث وتأمين الإضاءة وغير ذلك من التدابير التي جعلت العمل قمة في الدقة والتقنية والاحترام العميق للآبدة بصفتها كنزاً من كنوز الإنسانية فضلاً على قيمتها القومية. 
نقل معبد أبو سمبل
نقل معبد أبو سمبل
انتهى العمل في 1968، وأصبح موقع أبو سمبل مركزاً سياحياً من الدرجة الأولى، يضم محطة توليد للكهرباء ومحطة لتصفية الماء وفنادق ونوادٍ ومؤسسات رسمية وغير ذلك، والمعبدان يقومان الآن على شاطئ بحيرة ناصر يواجهان أشعة الشمس التي تشرق عليهما كل صباح.

وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار من عام 1964  إلى أن تم الانتهاء من نقله وإعادة تجميعه في 22 سبتمبر عام 1968.

ويقول ثروت عكاشة في مذكراته " اتخاذ قرار النقل كان يبدو فكرة مستحيلة ، ظهرت فكرتان لنقل المعبد، الفكرة الأولى هى نقل المعبد قطعة واحدة بطريقة هيدروليكية عبر 250 رافعة تتحرك معا 200 حركة وهو ما يجعل احتمالية انهيار أى جزء منها 50 ألف فرصة لو حدث خطأ واحد

أما المقترح الأخير فكان نقله بعد تقطيعه وإعادة تركيبه فى مكان آخر أكثر أمانا وهى الفكرة التى تم الاتفاق عليها بعد شهور من دراستها فنيا وهندسيا خاصة أن علماء الآثار المصريين كانوا قد رفضوا الفكرة فى البداية بعد أن قدمها العلماء الإيطاليون.
نقل معبد أبو سمبل
نقل معبد أبو سمبل
فى النهاية لم يكن هناك بديل لإنقاذ المعبد، وبالفعل تولت 6 شركات تنفيذ هذا العمل الضخم وهى شركتان سويديتان وشركة إيطالية وشركة ألمانية وشركة فرنسية وشركة أطلس المصرية، قبل أن تبدأ عملية النقل فعليا كانت هناك عدة إجراءات لابد من اتخاذها لضمان حماية المعبد حتى لا يتعرض لأى مشاكل هندسية خاصة أن بحيرة السد كانت قد بدأت فعلا فى الامتلاء ومنها انه تمت إقامة سد صناعى حول المعبد حمى عملية النقل لمدة 13 شهرا قبل أن يغمره الماء تماما بعد ذلك وأيضا جلبت كميات ضخمة من الرمال تم بها تغطية التماثيل فى واجهة المعبدين لضمان ثباتها فى الأرض وعدم تعرضها لأى انهيارات أثناء عملية التقطيع ولتستخدم كسقالة للوصول لأعلى التماثيل أثناء التقطيع".

وأوضح ثروت عكاشة أن تكلفت عملية تقطيع وإعادة تركيب معبد أبو سمبل 60 مليون دولار وهو رقم كبير جدا وقتها، دفعت مصر الثلث والشعب الأمريكى الثلث بينما كان الثلث الأخير تبرعات من شعوب عدة دول وأشرف على النقل مهندسون ألمان بينما كانت الأيدى العاملة مصرية بالكامل 2000 عامل وقد بلغوا فى دقة العمل ما لم يتخيله الخبراء فدراسات المشروع أكدت أن عملية تقطيع المعبد والتماثيل يجب أن تتم يدويا حتى لا تؤثر عمليات التقطيع الميكانيكى على الأحجار بينما سمحت بالتقطيع الميكانيكى للجسم الخارجى للجبل وكانت لابد أن تتم بمعايير شديدة الدقة وأهمها ألا يزيد سمك القطع على 6 ملى وهنا حقق العمال المصريون معجزة حقيقية فلم يزد السمك على 4 ملى وبدقة أدهشت الخبراء الأجانب خاصة أنهم قاموا بتقطيع المعبد لخمسة آلاف قطعة بلغ وزنها حوالى 250 ألف طن من الأحجار المكونة للمعبد هذا بخلاف حوالى 300 ألف طن من صخور الجبل التى سيعاد تركيبها فوق المعبد ليكون بنفس شكله القديم. 
نقل معبد أبو سمبل
نقل معبد أبو سمبل
مع بداية عام 1965 أي بعد 5 سنوات من إطلاق الحملة بدأت الأعمال التنفيذية فى موقع المعبدين الضخمين وبدأوا برأس تمثال رمسيس حيث رفع أولا التاج ثم الوجه الأمامى ثم بقية الرأس وكانت لحظة رفع وجه رمسيس لحظة تاريخية اعتبرها من عملوا فى المشروع أروع لحظات العمل وأكثرها دلالة على عظمة الإنجاز. واعتبرت اليونسكو ذلك أكبر عملية تعامل مع أثر فى تاريخها الممتد لسبعين عاماً حتى الآن. 

بعدها توالت عمليات رفع باقى التماثيل ثم انتقل العمال لداخل المعبد لتقطيعه وتوثيقه ليعاد تركيبه مرة أحرى بعد نقله لمكان يقع على بعد 200 كيلو متر غرب مكانه الاصلى شرقا ويرتفع حوالى 65 مترا عن سطح الأرض ليكون فى مأمن من مياه البحيرة التى غمرت فيما بعد مكان المعبد القديم تماما.

أعيد تجميع المعبد من الداخل ثم تركيب التماثيل بطريقة لا تعتمد على استخدام أى لواصق بتقنية التداخل ، باقى الأحجار تم رصها بنفس ترتيبها القديم ليكتمل بناء المعبد تماما كهيكل وبقى فقط أن يتم احتواؤه بالجبل كما كان ، وهنا ظهرت فكرة شديدة العبقرية تعتمد على بناء قبة خراسانية تغطى المعبد كاملا ليتم وضع أحجار الجبل فوقها وذلك لإعطاء الشكل السابق مع ضمان حماية المعبد من أى أحمال خارجية، هذه القبة يبلغ عرضها حوالى 65 مترا وتمتد لضعف هذا العمق للداخل.

وقد أهدت مصر معابد صغيرة من التي تم تفكيكها ونقلها للدول المشاركة تقديرا لجهودهم في انقاذ آثار كانت ستغرق لا محالة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads