رغم صغر سنها، استطاعت أن تشق طريقها نحو النجاح من خلال ممارسة رياضة ذكورية من الدرجة الأولى، داخل مجتمع عُرف بتحفظاته تجاه الإناث في ممارسة بعض الرياضات.

سارة عصام صاحبة الـ20 عاماً، أول لاعبة كرة قدم مصرية تحترف في الدوري الإنجليزي، وأصبحت نموذجًا يحتذى به لكل النساء، ولا سيما أنها اتجهت للاحتراف في الرياضة المفضلة لدى الشعب المصري بالنسبة للرجال.

لم يبدأ تحدي سارة عندما انضمت إلى الدوري الإنجليزي، لكن التحدي بدأ حينما قررت أن تمارس لعبة يعشقها الرجال فقط، و داخل بيئة لا تعطي الاهتمام الكافي لكرة القدم النسائية لتشجيعها على الاستمرار في تحقيق حلمها، بل ويعتبر شغف النساء بكرة القدم موضع فكاهة وسخرية مستمرة.

بدأت مسيرتها ضمن فريق ناشئات وادي دجلة، عام 2012، وهي في سن الـ13، ثم تم تصعيدها إلى للفريق الأول، أحرزت معه ثلاث دوريات، وبعد أداها المميز و الملفت، انضمت إلي صفوف منتخب السيدات، لتخوض معه 20 مباراة دولية، أهمهم كأس الأمم الإفريقية وتصفيات كأس العالم.

بعد أن أثبتت مهارتها كلاعبة كرة قدم محترفة، نجحت اللاعبة الدجلاوية وهي لم تُكمل الـ20 عاماً، في الانضمام بشكل رسمي إلى صفوف الفريق الأول لكرة القادم بنادي ستوك سيتي الإنجليزي الذى ينافس على دوري الدرجة الأولي "البريميرليج"، لتصبح سارة اللاعبة المصرية الأولى التي تنضم لصفوف نادى إنجليزي.

وقبل انضمامها رسميًا إلى صفوف ستوك سيتي، أعلن عدد من الأندية الإنجليزية الأخرى عن رغبتهم في ضم اللاعبة إلى صفوفهم، حيث إن سارة لديها من المهارات ما يؤلها للعب في أكثر من مركز مثل المهاجم الصريح وخط الوسط والجناح الأيمن، وبالفعل خضعت لبعض الاختبارات وقضت فترات معايشة في عدد من تلك الأندية الكبيرة مثل ديربي كاونتي وبرمنجهام وسندرلاند حتى وقعت لستوك سيتي أخيراً.

وحصلت سارة علي جائزة أفضل هدف لشهر يناير الماضي، حسب ما أعلنه حساب نادي ستوك سيتي عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، ملحقًا بفيديو لأحد أهدافها، لتحظى بهذا اللقب بعد ترشيحها له مع لاعبتين أخرتين، لتفوز بعدها بإجمالي 57% من نسبة الأصوات.

شغفها بكرة القدم، ورغبتها في استكمال مسيرتها في أحضان المستطيل الأخضر، لم يمنعها من تحقيق حلم الدراسة؛ حيث استكملت دراستها للهندسة في إنجلترا بجانب احترافها.