محمد إبراهيم شاب يريد أن يشرف مصر.. كيف يستخدم الرسم لتحقيق أمنيته ؟

الأربعاء 07/نوفمبر/2018 - 02:03 م

شيماء اليوسف

تصنع منا ظروفنا الصعبة قوة وصلابة كما الظروف التي عاشها الفنان الشاب الرسام محمد إبراهيم، الذي اختلطت دمائه بحب الألوان والفرشاة، ليصنع من باكورة الموهبة سفينة حب تأخذه بين أعماق الأمل حينا وإلى بر الواقع في الحين الأخر، فيصدم بتلك المحطات الحياتية التي تعد عثرة في طريق شاب لازال عوده لم يقوى على تحمل ضربات الحياة القاسية.

لوحات الرسام محمد إبراهيم

مثلت الفرشاة بالنسبة للرسام محمد إبراهيم، طوق النجاة الذي اصطحب أنفاسه إلى العالم الذي وجد فيه نفسه وعثر داخله على ذاته وكينونته التي تظهر وتتلألأ كلما خط بألوانه على الأوراق الناصعة فشعر بجهده يتجلى في ألوان، وتزيد هذه السعادة كلما رسم لوحة "بورتريه" لأحد من رفاقه أو من عشاق الرسم بشكل عام ونالت إعجابه، كأنه ملك الدنيا وما عليها، فكلنا يفرح بسماع كلمة تشجيع، تطلق في روحه رصاص العزيمة.

لوحات الرسام محمد إبراهيم

بدأت رحلة الرسام محمد إبراهيم، في حياة الرسم، من تجربة مضى على ذكراها أكثر من خمس سنوات عندما دعته أحدى زميلاته، إلى حضور ورشة تدريبية لأحد الورش التي تؤهل الشباب محبين الرسم على تنمية موهبتهم وقدراتهم، رغم ضعف اهتمامه بهذا المجال، لأنه كان يعتبر الرسم مجرد هواية يخلو إلى اللوحات من وقت لأخر ينفس عن نفسه ودنو إلى عالمه الداخلي، وليس معتبرا الرسم جزء أساسي من حياته الكلية.

لوحات الرسام محمد إبراهيم

يقول الرسام محمد إبراهيم لـ"بوابة المواطن" أنا بدأت بداية مع نفسي كانت مع صديقتي قالتلي تعالي نروح كورس رسم وأنا مكنتش مهتم فروحت بعد ما رسمت قالي المشرفة، أنت بترسم من كام سنه قلت لها، لا دي أول مره قالتلي لا ازاي، ده رسم واحد موهوب وبيرسم من زمان قلت لها لا والله دي أول مره، وبدأت اعلم نفسي من سعاتها.

أعمال الرسام محمد إبراهيم

يدرس الرسام محمد إبراهيم في كلية الآداب قسم الجغرافيا، بجامعة دمنهور، واجه العديد من أشكال العنف المجتمعي والنقد الغير بناء، حيث كان يداوم العديد من الأشخاص على إحباطه ونقده بدون مبرر، ويقول:" الكل كان بيحبطني، كانوا بيقلولي الرسم مش بياكل عيش هتبقي زي أي حد في الأخر بطل تروح نرسم وتضيع وقت وكانوا بيقلولي "الرسم حرام".

أعمال الرسام محمد إبراهيم

وقفت والدة الرسام محمد إبراهيم في ظهر أبنها تدعمه وتشجعه، وتحرص على مشاركته وعرض رأيها في أعماله، ترافقها التشجيع أخته الصغرى التي تتقلد منصب والدتها في مسيرة أخيها الفنان، فكانا يحاول دائما مساعدته ودعمه، لإدراكهما بدور التشجيع في حياته، وكيف يكون الدعم آلة النجاح التي لا تباع ولا تشترى، يعتبر مثله الأعلى وقدوته من الرسامين الفنان، بيكاسو، وفان غوخ، متمنيا أن يصل إلى مستواهم الفني.

أعمال الرسام محمد إبراهيم

وضع الرسام محمد إبراهيم خطى معينة ونظام أساسي يمضي خلفه من أجل مستقبله، فهو يؤمن أن التعامل وفق العلاقات الجيدة مع الأفراد حتى إن كانوا ممن يكرهون التعايش مع الآخرين ويشجعون على الانطوائية، سيجعله يصل لمراده، كما أنه جعل لنفسه مبدأ اجتماعي في الحياة وهو العمل الجاد والصبر على الأزمات، متأكدا بأن الأرزاق الإلهية لن تأتي إلا بالصبر على الشدائد والسعي من أجل الحصول المكاسب والرغبات.

أعمال الرسام محمد إبراهيم

شارك محمد إبراهيم في إحدى مسابقات الرسم، واستطاع أن يحصد مركزا متقدما، ولكنه لم يستمر في المشاركات المتعددة التي تعرض المواهب الشابة في مجال الرسم وبسؤاله عن تراجع مشاركاته قال، أنه يقسم وقته بين الدراسة والعمل، وممارسة الموهبة وليس لديه وقت أخر يسمح له بحضور المعارض والمشاركة في الفعاليات الخاصة بمجال الرسم، وقد منح ما يقرب من 21 شهادة تقدير لموهوبين قام بتدريبهم.

أعمال الرسام محمد إبراهيم

يتمنى الرسام محمد إبراهيم أن ينشر موهبة الرسم في كافة أرجاء مصر، وليس الرسم على وجه التحديد بل يتمنى أن تنتشر الفنون في الشوارع والبيوت، وأن يتم دعم المواهب وتوجيهها وإلقاء الضوء عليها، ويحلم محمد إبراهيم أن يرفع علم مصر خفاقا حول العالم، وأن تساعده موهبته على تشريف مصر في الداخل والخارج.