صورة .. وحدها بين أبناء الطرق الصوفية في مصر لكنها ونسانة
الأربعاء 21/نوفمبر/2018 - 04:02 م
إعداد/ شيماء اليوسف- تصوير/ محمد توفيق
طباعة
اصطحب أبناء الطرق الصوفية في مصر جميعهم ومضوا حيث الاحتفال يتغنون في شوارع وقرى مصر المحروسة، في كرنفال ديني يمارسون طقوسا اعتادوا عليها تحولت هذه الطقوس من مجرد احتفال بسيط إلى فلكلور شعبي له لونه وطابعه وثقافته الخاصة، النساء يتشبكن ببعضهن والرجال يحملون الرايات والأعلام كلهم يمضون إلى طريق واحدة إلا تلك المرأة فقد سار عكس الاتجاه.
الطرق الصوفية في مصر بين أضرحة الأموات وملكوت الأحياء
الطرق الصوفية في مصر
بينما أبناء الطرق الصوفية في مصر يحتفلون ويتغنون وينشدون أناشيدهم وحده حملت تلك المرأة حقيبتها ومضت باختلاف طريقهم، لا تعبأ بما يفعلون ولم تلتفت حتى إليهم لم تفكر في الاصطفاف ضمن طوابير المنشدين أو تنتظر حتى ليرحلوا ثم تهدأ الطريق من زحام المارة فتنصرف لا.. بل عكفت على المضي متسللا الصفوف.
حملت على ظهرها المنحني أعباء كبلت قلبها عن الاحتفال أو حتى الشعور ببهجة المحتفلين وقد غطى الأسود الذي تحتضن قلبها على ملامحها أكثر من الأسود الذي التف حول رقبتها فبعثر ابتسامتها وأزهق نضارة وجهها، فاستحال عبوسا كئيبا يتمايل على وجنتيها ظلام الأيام وقلة الحيلة، درب من المحال حال بينه وبين النور الداخلي، سرمد قطع أنفاسها المتخاذلة فتراجعت الأفراح في عينيها الهامدتين.
ظل أبناء الطرق الصوفية يتقدمون في طريقهم ويستمروا في غنائهم ولم يفكروا بضع لحظة في مشاركة تلك اليي تبدو من ثيابها غامضة بل عميق الغموض، حتى ذلك الرجل الذي يعلق وشاحا أحمرا على كتفيه، أو تلك المرأة التي تزغرد في الطرقات وكأنها في حفلة عرس، أو هؤلاء الشباب الذين يحملون الرايات، لم يفكر أيا ممن حوله في الاقتراب منها أو محادثتها أو حتى إشراكها في المحفل الشعبي.
يعتقد أبناء الطرق الصوفية في مصر أن ما يفعلوه من المديح والإنشاد هي أساليب تعظم من قدرهم عند الله ورسوله وتجعل لهم مكانة عالية وخاصة في الجنة قد تصل إلى الجلوس في جوار النبي "صلى الله عليه وسلم" وهذا بحسب كل مدرسة من المدارس الصوفية التي ينتمون إليها والتي تختلف باختلاف درجة التزكية الدينية والتربية الثقافية للأفراد معتنقي الطرق الصوفية في عباداتهم، ولكن هذا الرجل كسر القاعدة فلا يعلم بما في قلبه إلا الله، كرجل ذهب للحج من أجل أن يراه الناس ويدعونه بالحاج فلان ورجل أخر بات يتضرع باكيا إلى الله من أجل رحمته فقط.
تمضي الطرق الصوفية في مصر على طريق النهج الرباني بحسب ما يقتنعون وبما تملي عليهم قناعاتهم والذي يرتبط بسند متصل ولا تعتبر هذه المدارس مذاهب دينية فرق ومذاهب إسلامية كما السنة والشيعة، لكن في المجمل العام ترتبط ارتباطا وثيقا بأهل السنة وتتبنى عقيدتهم، كما أن الطرق الصوفية تتبع أهل الحديث وكافة مذاهبهم، والاختلاف الوحيد بين هذه المدارس هي الطرق التي تتبع من أجل الوصول إلى الله.
توجد العديد من الاختلافات داخل هياكل ومناهج الطرق الصوفية في مصر، لكنها لا تخرج بمختلف أساليبها عن كتاب الله وسنة رسوله، وتعد أحد أبواب الاجتهاد المفتوح للأمة، والجزء الأخير هذا يفتح النار على تلك الطرق حيث أنه لطالما فتح فيها باب الاجتهاد إذن ليس لها قواعد وليس لها شروط ومن الممكن جدا إن تخضع للابتداع كما ذلك الرجل الذي كان يرقص في الاحتفالات الصوفية عاريا بلا أي ملابس وكان يثير السخرية حوله وحول المحتفلين.
وقع أبناء الطرق الصوفية في مصر في خطأ الاقتداء بالأشخاص لدرجة التوسل إليهم والدعوة إليهم بالرجاء من ناحية الاقتداء بالصالحين والتقرب إليهم والدعاء في صحن أضرحتهم ظنا منهم أن هؤلاء الصالحين سيقربونهم إلى الله ومن هنا يبدأ خلط البدعة بالتراث الفكري والديني، وبحسب كل شيخ تختلف هذه الطرق في تنشئة طلابها باختلاف مشاربهم واختلاف البيئة الاجتماعية والثقافية التي يظهرون فيها.
