المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

من الغضب إلى الجمعة البيضاء في مصر .. كيف تغير شكل آخر أيام الأسبوع

الجمعة 23/نوفمبر/2018 - 04:00 ص
وسيم عفيفي
طباعة
تبدأ اليوم فعاليات يوم الجمعة البيضاء في مصر حيث ستشارك معظم المتاجر الإلكترونية في طرح منتجاتها بأسعار مخفضة وسط اهتمام عالمي بالمناسبة، إلا أن الطريف يكمن في وضع يوم الجمعة نفسه داخل الوجدان المصري.

الجمعة البيضاء في مصر كانت أسود من قرن الخروب
من الغضب إلى الجمعة
لم يأخذ يوم من أيام الأسبوع قدسية في الإسلام مثل يوم الجمعة فهو له سورة كاملة في القرآن الكريم تحمل اسمه وتحدد فيها وضعية العبادة والتجارة عبر 3 آيات حيث قال سبحانه وتعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ".

مثلما نال يوم الجمعة قدسية إلهية، أخذ نصيبه من الانتهاكات البشرية حيث شهد هذا اليوم على مدار التاريخ الإسلامي والمصري أبشع جرائم القتل التي غيرت تاريخ الأمة نفسها.
لوحة قتل علي بن أبي
لوحة قتل علي بن أبي طالب
في تاريخ الإسلام قُتِل 3 خلفاء يوم الجمعة وكلهم أثناء الصلاة، كان أولهم عثمان بن عفان والذي لقي مصرعه قتيلا مساء يوم الجمعة 18 من ذى الحجة سنة 35 هـ، أما ثانيهم فكان علي بن ابي طالب والذي طُعِن يوم الجمعة 17 رمضان سنة 40هـ، وبعد 21 سنة وبالتحديد يوم الجمعة الموافق 10 محرم عام 61 سنة لقي الحسين بن علي بن أبي طالب مصرعه في معركة كربلاء وتم استباحة دماء آل البيت فيه؛ أما ثالث الخلفاء فكان المتوكل العباسي والذي قتله ابنه يوم الجمعة الموافق 3 شوال شوال لعام 247 هـ، بسبب الصراع على الحكم.

على الصعيد المصري فإن يوم الجمعة قبل 2011 كان من أفضل أيام مصر هدوءا وكافة جيل الثمانينيات والتسعينيات ومطلع القرن الحادي والعشرين عاشوا أفضل ذكرياتهم فيه حيث الصلاة وبرنامج عالم الحيوان وخواطر الشيخ الشعراوي.


بعد 2011 اقترن يوم الجمعة بالفوضى والمظاهرات واتخذ أسماءا ثورية وسياسية وصار كذلك متاجر به دينيا مثل أسماء "جمعة الغضب،جمعة الشريعة والشرعية، جمعة الرحيل"، وكان آخر مآسي مصر مع يوم الجمعة عبر حادث مسجد الروضة يوم الجمعة 24 نوفمبر 2017 م.

عندهم أسود وعندنا أبيض .. طب ليه ؟
من الغضب إلى الجمعة
أصل التسمية ليس الجمعة البيضاء وإنما السوداء ويحدث في ذلك اليوم تنافس بين كبرى الشركات العالمية والمتاجر المصرية لتقديم خصومات على منتجاتهم تصل إلى 70 % تشمل التلفونات والملابس وغيرها.
أصل الجمعة السوداء يعود إلى 149 سنة وبالتحديد سنة 1869 في الولايات المتحدة الأمريكية حيث وقعت الأزمة الاقتصادية في أمريكا والتي أدت إلى كساد تجاري كبير أجبر كافة التجار الأمريكيين إلى طرح بضائعهم بأقل من سعرها وتم تخليد هذا اليوم.

من العام 1869 حتى 1960 لم يكن يوم الجمعة يأخذ وصف السواد، حتى قررت شرطة مدينة فيلاديلفيا وسم اليوم بالسواد نتيجة للاختناقات المرورية الكبيرة الناجمة عن تجمهر وطوابير طويلة أمام المحلات فوصفت إدارة شرطة مدينة فيلاديلفيا ذلك اليوم بالجمعة السوداء لوصف تلك الفوضى والإزدحامات في حركة المرور من مشاة وسيارات.

يذكر الباحث الاقتصادي شهاب الفقيه سببا آخر حيث يقول "هناك سبب آخر لهذه التسمية، وهو سبب محاسبي بحت، حيث انه وفي ذلك الوقت، كانت الدفاتر المحاسبية تظهر الأرقام باللون الأحمر في حالة الخسائر، واللون الأسود في حالة الربح، وكانت تظهر جميع الأرقام باللون الأسود في ذلك اليوم بالتحديد لارتفاع الأرباح لدى المتاجر والمحلات بالرغم من تقديم خصومات مرتفعة جداً على جميع المنتجات المعروضة".

ظهر يوم الجمعة البيضاء في مصر لأول مرة سنة 2014 في إطار مبادرة تكنولوجية ترد على يوم الجمعة السوداء الخاصة بأسواق ومتاجر أمريكا وخصوصاً موقع أمازون وأطلق عليه اسم " الجمعة البيضاء "وتم إختيار اللون الأبيض بدلا من الأسود لخصوصية يوم الجمعة لدى أغلبية العرب المسلمين.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads