المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

فيديو .. بوابة المواطن داخل مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح وخبايا عالم موازي

الخميس 13/ديسمبر/2018 - 03:02 ص
كتب: فاطمة إسماعيل - تصوير: أيمن مرسي
طباعة
غادرنا ميدان الجيرة صباحا ونحن نجهل الطريق إلى مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح ولكن تحركنا مشاعر في مساعدة أناس اعتبرهم المجتمع ليسوا منه، فقاموا ببناء مستوطنة خاصة بهم، وخلال الطريق تعرضنا للكثير من الظروف الخارجية من الزحام والتيه غير ذلك الخوف الذي يكمن بداخلنا وخلال ثلاث ساعات كاملة هي مدة الرحلة.


انتهى الحديث حينما أخبرنا أحد الركاب بجوارنا أنه مرض معدي ولابد من أدوات تعقيم وجاءت الاجابة أن نذهب ونشتري من إحدى الصيدليات المجاورة الأدوات الطبية للمهمة وساد الصمت والخوف وبعدها وصلنا الى إلمستعمرة.

الجذام هو مرض خبيث يصيب بشكل رئيسي الجهاز العصبي والغشاء المخاطي للجهاز التنفسي، ويحتاج ظهور الأعراض لفترة قد تصل إلى 20 عاماً، وتعتبر الإصابات الجلدية هي العلامة الخارجية الأساسية، إذا لم يُعالج، يمكن أن يتطور الجذام ويسبب أضراراً دائمة للجلد والأعصاب والأطراف والعيون، خلافا للمعتقدات الشعبية، و من الممكن أن يؤدي بدوره إلى فقدان الأنسجة مما يسبب قصر وتشوّه أصابع اليدين والقدمين، كنتيجة لامتصاص الجزء الغضروفي إلى الجسم.
مستعمرة الجذام
مستعمرة الجذام
قبل أن نصل إلى مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح لاحظنا وجود مزارع على مساحات شاسعة مزروعة بالتين الشوكي وكذلك الصبار تصل إلى آلاف الأفندة و بسؤال أحد المزارعين من المرضى قال أن المزرعة يعمل بها أهل المستعمرة بيومية ٥٠ جنيها .

 
توجهنا إلى أبواب مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح بالسيارة لنجدها مفتوحة على مصراعيها والمرضى يجلسون في مقدمة الباب، وقتها أخبرنا الحارس أن لا يمكننا الدخول بسبب عدم وجود تصريح وكذلك عدم وجود مسئولين في ذلك الوقت، ولكنه أخبرنا عن عزبة اتخذها المرضى وطناً منذ مئات السنين لتكون هي المأوى عند الشفاء فقاموا فيها بالزواج والإنجاب ليصل عددهم حالياً إلى الآلاف؛ وبعد ما يقرب من٢٠ دقيقة سيرا على الاقدام في الطريق وصلنا إلى عزبة الصفيح.

عزبة الصفيح عند رؤيتها للوهلة الأولى تظن نفسك بإحدى قرى الصعيد الريفية؛ أناسٌ يجلسون أمام البيوت، وأطفال يلعبون في الشوارع، وعند التوغل في القرية أكثر ترى أن القرية كلها تعرف بعضها والغريب يظهر بوضوح منهم، لتوقفنا أحد النساء وتسألنا من نحن؟ وماذا نريد؟.

بعد مشقة الوصول حاولنا إقناعهم بأننا طلاب في الجامعة ونريد أن نوضح معانة مرضى الجذام بسبب مشروع التخرج، وتجيء هذه الحجة لأن الاعلام زائر غير مرغوب فيه، ولا يمكن استقباله، فجميع من في مستعمرة الجذام يعرفون بعض ومتألفين بدرجة كبيرة ويعملون في خدمة بعضهم البعض كمحاولة للتعايش مع ذلك المرض المزمن، حتى من يحالفه الحظ ويشفى لا يترك ذلك المكان ولكنه يبني حياة كاملة بداخله فتشعر وكأنك مجتمع آخر يعمل بالإكتفاء الذاتي. 

صادق سليم: المرض ليس معدي ولكنه يخيف
مريض جذام
مريض جذام
أكثر من 60 قضاهم صادق سليم في المستعمرة وبعدها في قرية عزبة الصفيح ، حالفة القدر ولم يستقوي المرض عليه وينل من هيئته إلا بعض من أطراف يده وقدميه ، فخرج للحياة راغبًا في ممارسة حياة طبيعية وسط الناس دون أن يخافه المجتمع وينفر منه البشر.

قال صادق سليم "كنت فاكر إني هرجع لحياتي الطبيعية تاني" وجاءت مقولته تلك لأنه قرر وقتها المكوث في المستعمرة والزواج لتكون له وطناً وبعدها ماتت زوجته وتركه أبناءه وانشغلوا بحياتهم لتكون الوحدة آنيسته الوحيد رغم تجاوز عمره السابعة والسبعين عاماً.


يوضح صادق مرض الجذام فيقول "هو ليس معدي أبداً كما يعتقد البعض ولكن الناس يتشائمون منه ويخافوه بشدة لذلك يبتعدون عن المرضى ويتجنبوا المصابين به وبالتالي اعتبر القرية مستوطنا له. 

وأشار صادق خلال حديثه عن المرض أنه يمكن معالجته في بداية الأمر بكل سهولة ويسر ووقتها لا يؤثر المرض على صاحبه بصورة كبيرة، ولكنه إذا تم إهماله سيؤثر على الأطراف فيبدأ أولاً بالاعوجاج ثم يتطور إلى مرحلة تآكل الأطراف حتى يصل للوجه. 

الست فتحية: أنا مصابة بهذا من المرض منذ عهد جمال عبد الناصر
مريضة جذام
مريضة جذام
فيما قالت الست فتحية (٨٠ عاماً) أنها لا تستطيع الوقوف على قدميها بسبب مرض الجذام وبوجه يكسوه الحزن والأسى أكدت أنها تعيش في إحدى المنازل المتهالكة المسقوفة بالأخشاب.

وقالت الست فتحية أنها أصيبت بالمرض من عمر ١٠ سنوات في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لتلقي العلاج بمستشفى الجذام وتعرفت على زوجها والذي كان يعالج أيضا بالمستشفى وتزوجا، مشيرة إلى أنها تعيش بمفردها منذ وفاة زوجها ويعولها منذ ذلك الحين الجيران وأهل الخير وكل ما تحلم به قبل مماتها العيش بين جدران آمنة تقيها برد الشتاء وحر الصيف.

مخاوف من ترك الأرض بسبب القانون
مستعمرة الجذام
مستعمرة الجذام
فتح أحد المرضى قلبه وأبدى مخاوفه حيث كشف أن بيوت مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح التي يعيشون عليها هي أرض تابعة لوزارة الصحة والمنازل لا توجد لها عقود ملكية أرض وإنما هي بوضع يد.

وأضاف أن أهل الخير يقدموا المساعدات وأغلب السكان من المحافظات جاءوا للعلاج منذ عام 1933بعد إنشاء مستعمرة الجذام وهي مستشفى عام ولكن نظرا لإقامة المرضى فيها لسنوات طويلة وعزلهم بسبب العدوى قرروا هجر أهاليهم وبيوتهم وعاشوا في عزبة الصفيح.

مأساة مريض جذام.. لو تم الشفاء سيكون ميتا في الحال
مريض جذام
مريض جذام
أما للصعيدي أحمد محمود السوهاجي قصة أخرى داخل مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح فهو بدأ يعاني من المرض وقت أن كان عمره 15 سنة في سوهاج مركز إخميم.

قضى أحمد 20 سنة بين جدران مستعمرة الجذام في عزبة الصفيح وتعرف على رفيقة عمره حيث والتي كانت تعاني من نفس المرض وبسبب مشاق البيت عليها واستخدامها للمياه السخانة تآكلت أطراف أناملها، وبعد الزواج أنجب خمسة أولاد مات اثنين منهم والثلاثة الباقين يعيشون حياة طبيعية خارج المستعمرة مع أزواجهم وأولادهم.

وأشار أحمد إلى أن ابنته الصغرى أصبحت تعاني من مرض نفسي بسبب حزنها على أختها، بينما هو بسبب السن والضغط فقد البصر بإحدى عينيه، والكارثة فيما قالته زوجته من أن دواء المرض تم وقفه منذ فترة لأنه يؤثر على المخ ويعرضه للوفاة.

وتتابع زوجته قصة ارتباطها فتقول أنها من محافظة قنا وتعرفت عليه وجاء أهلها في زيارة لها ووقتها قام هو بالتقدم لها ليتم الزواج.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads