المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

فيديو وصور | كراسي البامبو في طنطا .. قصة صناعة لم تندثر بعد

السبت 15/ديسمبر/2018 - 02:16 ص
أمنيه عبد العزيز
طباعة
اندثرت الحرف القديمة بعد تطور التكنولوجيا وعلى رأسها كراسي البامبو في طنطا وظهور الآلات التي تعمل بدلًا من الإنسان بل وتقوم بما لا يستطيع الإنسان القيام به، وبدأ الناس يتجهون إلي الأشياء المصنعة عن طريق الآلات، ظنًا منهم أنها أكثر جودة من اليدوية، هذا ما تسبب في إختفاء بعض الحرف اليدوية الأصيلة التي تتميز بالعراقة والمتانة وأيضا الجودة فما هو العقل الموجود بالآلة ليعطي لك منتجا يتميز بدخول اللمسات البشرية فمها كانت الآلة تصنيع الأشياء لا يمكن لها أن تضفي اللمسات. 


كراسي البامبو
كراسي البامبو
وبالبحث عن المهن التي كادت أن تغمس وسط التطور التكنولوجيا كان الأولوية لصناعة البامبو، ولكن ما هو البامبو مما يصنع وما هي أشكاله وأسعاره؟

سعت "بوابة المواطن" لتلتقي بأقدم صانع بامبو بمدينة طنطا بمحافظة الغربية الحاج "محمد" لتتعرف على قصته كاشفةً عن أهم تفاصيل صناعة البامبو. 
كراسي البامبو
كراسي البامبو
عندما تخطو خطوات قليلة بشارع النحاس بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، تنبهر بأشكال المراجيح المعلقة المصنوعة من الغاب أجل تلك المعلقة علي واجهة المحل بالألوان الأسود والبمبي تشع جمالًا من فن صناعتها كيف يتداخل هذا الغاب بهذا الشكل ليصنع هذه الأرجوحة المعلقة وبجانبها بعض الكراسي، التي صنعت بكثير من الحب لتتميز بهذه البهجة، حين تقع أنظارك عليها لتنتبه من جمالها وشياكة صناعتها لتجذبك لدخول هذا المحل الصغير، الذي يعتبر مصنع أو ورشة عمل لذلك الرجل الخمسيني الذي تلتف أصابعه حول الغاب الملون المتداخل، ليصنع هذه الأشياء المبهجة " إنه البامبو".
كراسي البامبو
كراسي البامبو
"أنا شغال في المهنة دي من الستينات بنتوارثها جيل بعد جيل ولا يمكن نسيبها"، بهذه الكلمات بدأ الحاج محمد ذلك الرجل صاحب الـ52 عام لـ "محررة بوابة المواطن" الكائن بمدينة طنطا، ويتخذ من ذلك المحل الصغير ورشة له ليصنع جميع أنواع البامبو حيث أوضح من خلال تلك الكلمات أنه ورث هذه المهنة عن جده الذي أحب صناعة الأثاث من نباتات البامبو فعلم والده وورثوها له ومن ثم أكمل المسيرة بهذا المحل الذي يصنع به جميع المشغولات. 

 
قال الحاج محمد: "مشغولات البامبو تتنوع ما بين كراسي وترابيزات وكنب، وأراجيح معلقة، بل وتتخذ أيضًا شكل أنترية كامل وما يسمي بالتربو الذي يوضع بالمطابخ لتخزين الثوم والبصل، وأيضا الكراسي الصغيرة فهو يستطيع تشكيل أي شئ من هذا النبات وبأي حجم فصناعته لا تطلب سوي تعلم الأساسيات، وإضافة مهارة التصنيع، وإستكمال التشكيل، مضيفًا أن لكل شئ أساس معين بمقاسات محددة لا يصح الخروج عنها هذا ما يجعل المشغولات تتخذ الشكل الهندسي المتناسق، الذي يجعلك تعتقد أن للآلة يد في صنع هذه المشغولات.
كراسي البامبو
كراسي البامبو
وأكمل: "هذا الغاب يسمي بـ "الباترون"، وينقسم إلي ألوان أحمر وبني يقوم باستيراده من الخارج على هيئة اعواد تختلف بمقاسات مختلفة، فهناك أعواد من الشرايط، وأخري متينة تمامًا كالخيزران، وأخري يصل قطرها إلي 5 سم، وهذه تستخدم في صناعة الهياكل الخارجية كذراع الكراسي أو أرجلها أو قوائم المراجيح المعلقة لأنها متينة بشكل كبير يجعلها تتحمل الأوزان وتمنع تهالكها سريعًا". 

وأشار إلى أن هذه المهنة تتمتع بالأصالة رغم مرور السنين على صناعتها ولكنها إلى الآن تمثل للكثير نوع من أنواع العراقة والتميز ويجد الكثير من زبائنهم أيام السبعينات يترددون علي الورشة لصيانة أثاثهم بعد مرور تلك السنوات فهذه المصنوعات تتميز بمتانتها إلى جانب سهولة صيانتها وإعادتها لهيكلها القديم. 

وأضاف أن الإقبال عليها موجود لم تُنسي كثيرًا، والإحتياج الأكثر لها بالكافيهات والشاليهات، فقال: "ناس كتير بتيجي تشتري منها للكافيهات بتاعتها وبياخدوه لفرش شقق المصايف، لأن البامبو دا بيتحمل ويتماشي مع أي جو يستحمل الشمس الشديدة، وكمان يستحمل الشتا ويستحمل أي ضغط ويعيش معاك العمر كله مش زي حاجات تانية لو إتسابت يومين في الشمس تتلف، والباترون نبات معروف في العالم كله معروف بمتانته وتحمله لكل ظروف البيئة ".
كراسي البامبو
كراسي البامبو
وكشف عن أن أسعاره تعتبر متوسطة فـ سعر الكرسي يبدأ من 400 جنيه، والكنبة 800 جنيه، والترابيزة 300 جنيه والمرجيحة المعلقة 750 جنيه تكفي فرد واحد أما المعلقة بحامل 1400 جنيه والمرجيحة، التي تكفي فردين توضع بالحدائق سعرها يبدأ من 1800 جنية، وترجع هذه الأسعار إلي ارتفاع أسعار الخامات التي يتم استيرادها فيقوم بشرائها بأسعار مرتفعة ويضع مصنعية له تقديرًا لتعبه والمجهود الذي بذله بصناعة المنتج بجانب العمالة. 

واختتم حديثه أن هذه المهنة تلاقي تقديرًا كبيرا من زبائنه ليس الكثير، وإنما لها زبائنها الذين يقدرون جودتها وأصالتها وعراقتها هذا ما يجعله يبدع أكثر في تصنيعها حتي لا تنغمر هذه الأصالة تحت تراب الزمن والذكريات موضحًا أنه يريد إبتكار أكثر من ذلك في عالم البامبو، ويتمني أن يتعلم المهنة الشباب الأصغر سنًا حتي يستكمل مسيرة البامبو وتتوارث عبر الأجيال لأنه يجد صعوبة في إيجاد عمالة لهذه المهنة لأنها غير متداولة هذا ما يجعل هناك صعوبة في إيجاد من يتعلمها.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads