في يومها الوطني.. بماذا تحتفل قطر بالغدر أم بالخيانة؟

الثلاثاء 18/ديسمبر/2018 - 03:26 م

دعاء جمال

على رأي المقولة المصرية الأصيلة "جمعية ودايرة"، تلك المقولة التي تطبق بحذافيرها عما يحدث الآن في دويلة قطر، فأساس العائلة المالكة هناك وأصل عائلة تميم بن حمد مبنية على الخيانة والغدر، فجده هو من خطف الحكم من مؤسس الدولة دون وجه حق.

وبالتزامن مع اليوم الوطني في الدوحة، قررت بوابة المواطن أن تسلط الضوء على التاريخ الأسود من فيلم بئر الخيانة وأبطاله تميم وعائلته.

بداية بئر الخيانة..

أما عن بداية قصة الغدر فتعود إلى الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثان، والذى كان لديه ولدان، هما على وحمد، والذى قرر أن يجعل من نجله الأكبر "على" الأمير القادم، على أن تعطى ولاية العهد لأخيه الأصغر "حمد"، لكن الوقت لم يمهل "حمد" ليموت صغير السن عام 1948، وفى العام التالى تنازل الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثان عن الحكم فعلا لنجله الأكبر "على" ليصبح الأمير القطرى الجديد.

كان لدى "حمد" نجل صغير وهو خليفة والذي تمعن بالنظر ليجد أن الحكم في العائلة يذهب للفرع الآخر وذلك عقب الوفاة المبكرة لوالده، ومع ذلك علم "علي" بطمع خليفة وحاول التهدئة من روعه فما كان أمامه سوى أن يعينه وليا للعهد فور توليه الحكم سنة 1960.

حمد بن خليفة

ومع ذلك لم يرضى خليفة سوى بمنصب الحاكم، وبعد مرور 12 سنة كاملة قام بانقلاب من أجل أن حتى يقوم بانقلابه ليغتصب السلطة من يد "أحمد بن على آل ثان" وذلك فى عام 1972، أى بعد نيل قطر استقلالها من بريطانيا بعام، من خلال انقلاب عسكرى.

ومن ثم خرج خليفة، على وسائل الإعلام وطعن فى "أحمد بن على" قائلاً:" إن الأوضاع تأزمت فى عهده، وتدهورت البلاد، ولذلك لم يكن بدا أن نتحرك لتصحيح الأوضاع المغلوطة فى البلاد".

وتتوالى الانقلابات..

ولكن لم يكن يعلم أن دماء الخيانة تجري في دماء العائلة المالكة بأجمعها وأن ما يزرعه اليوم يحصده الغد، فبعد إزاحة خليفة لإبن عمه بانقلاب وبعد مرور 23 وقع انقلاب آخر من قبل نجله "حمد".

في ظل الصراع دائر بين الأب والجد لمدة 8 سنوات، ففي صيف عام 1995، كان خليفة يقضى إجازته فى سويسرا في الوقت ذاته الذي اتفق فيه "حمد بن خليفة" مع القادة العسكريين، على عزل أبيه، معلنا ذلك فى خطاب تليفزيونى قصير، قال فيه: "لست سعيدًا بما حدث، لكن كان يجب أن أقوم به لتصحيح أوضاع كثيرة خاطئة".

إقرأ أيضًا: بالتزامن مع زيارة السيسي إلى النمسا 2018 .. لماذا يجب أن نتذكر أسمهان ؟

حمد بن خليفة

ومع ذلك رفض الأب هذا الحال وقرر أن يقاوم ورد على نجله قائلًا:" هذا تصرف شاذ من شخص جاهل" ليبدأ من ثم خطواته لاستعادة الحكم، حيث كان اجتماع مجلس التعاون الخليجي قد اقترب موعده ومن ثم قام بإرسال رسالة إلى القادة الخليجيين والتي قال فيها :"مازلت الحاكم الشرعى والدستورى، وأدعو إلى رفض أى أوامر تصدر لشخص غيرى".

ونجح حمد في نهاية المطاف بوشاية من الزوجة موزة المسند، وسيطر على كل مقاليد الحكم ومنعه من العودة لقطر سنوات، حتى سمح له بذلك فى العام 2004.

إقرأ أيضا: صور | آثارنا في النمسا .. 4 آلاف قطعة أثرية مصرية تزين متحف فيينا

الشيخة موزة

الانقلاب الناعم..

وكان هناك العديد من الانقلابات داخل الأسرة الحاكمة في قطر، وكان آخر تلك الانقلابات هو انقلاب تميم على والده حمد بن خليفة، حيث رأى أن والده قد قضى فى السلطة 18 عاما، وحان وقت رحيله.

فخرج حمد ليعلن تنحيه عن الحكم، وتنازله لنجله "تميم"، لكن كل المراقبين والإعلاميين، والذين راقبوا ما يحدث فى الداخل القطرى أدركوا ما يدور، لقد كان انقلابا جديدا، استطاع الابن الشاب أن يسيطر على مقاليد كل شىء فى الداخل القطرى.

ومن هنا بدأت الاتهامات تتبادل، فأغلب المراقبين أشاروا بأصابع الإتهام إلى الشيخة موزة لدورها فى هذا الانقلاب، وتسليم السلطة إلى الابن، سعيا لسلطة أكبر، خاصة فى ظل تحجيم الشيخ حمد بن خليفة لطموحاتها، وهو ما بات واضحا للجميع بعدها وكيف تعاظم دورها بإزاحة زوجها.

تميم بن حمد

هل يكون تميم فى انتظار الانقلاب الجديد؟

أما عن تميم فهو سينال أيضًا من كأس أبائه، فبعد كل هذه الرحلة يقف الشاب الصغير تميم بن حمد الآن، وبعد مرور 4 سنوات من حكمه، ينتظر مصير آبائه ليذوق مما أذاقهم، بعد أن فشل فى كسب أى صديق، وحصد عداوة الجميع.

الخلاصة..

نجد أن دويلة قطر على الرغم من صغر حجمها إلا أنها كانت قد شهدت العديد من الانقلابات بداية من مؤسس الدولة ومرورًأ بأخر فرع للعائلة وهو تميم بن حمد، والجميع الآن في انتظار الانقلاب على رأس الأفعى.