المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"الأندر إيدج".. حب للركب وقعدة على القهاوي وشرب حشيش

الثلاثاء 25/ديسمبر/2018 - 06:02 ص
مريم حسن
طباعة
 “ولع سيجارة، أكراش على أي مُز، أهرب من المدرسة، رص الحجر، قضيها قعدة على القهاوي، شغل رب الكون ميزنا بميزة"، بهذه الشعارات اجتمع شباب "الأندر أيدج"، وهى ظاهرة غريبة انتشرت في المجتمع المصري، وهم الأشخاص دون سن الـ 18 عام، فالجميع يراهم في الشوارع والمدارس والجامعات المصرية، ويستغرب من طريقة لباسهم وطريقة كلامهم فهم لا يتحملون مسئولية شئ  فهم لا يريدون سوى التظاهر والتباهي بأنفسهم من حيث طريقة تسريح وتصفيف الشعر، والملابس، والألفاظ المتداولة بينهم ولا يعرف معناها غيرهم.

وظهرت في الآونة الأخيرة هذه التصرفات الغريبة على عالمنا المصري، ربما بسبب التطور التكنولوجي، وظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت على  الجميع سرعة انتشار الخبر، بالإضافة إلى غياب دور الأسرة، واستلام التليفزيون والأفلام زمام الأمور.

ولعلك إذا طرحت فكرة ارتباط الشباب تحت السن القانونية أمام أي مواطن، ستسمع منه ما لا يرضى أحدًا، وذلك بسبب ما  يراه من أفعال بين هذه الشريحة من الشباب، والتي تعد غريبة على المجتمع المصري.

 

وتعد منطقة وسط البلد بالإسكندرية، خير دليل على ما يتم تداوله عن التجاوزات التى تحدث بين فئة "الأندر إيدج"، من خلال المقاهي المنتشرة فى معظم شوارعها، والسهر لساعات متأخرة من الليل للفتيات مع الأولاد، وانتشار ظاهرة الأفعال الفاضحة والحركات الجنسية بين الشباب والفتيات والاحضان الساخنة على كورنيش اسكندرية.

يقول "عمر.ش"، 16 سنة، طالب فى المرحلة الثانوية، إنه مرتبط بصديقته من سنتر الدروس الخصوصية منذ 4 شهور: "علشان مابنعرفش نتكلم براحتنا فى الدروس، بنضطر نكدب ونقول فى البيت إننا عندنا درس علشان ننزل نتقابل فى وسط البلد، ونقعد براحتنا شوية"، مضيفاً  "أنا كنت بشرب سجاير في اعدادى بس لما دخلت ثانوى بقيت أشرب حشيش، تقريبا بشربه يوميا".
بينما تقول الاء أحمد 17 سنة: "ماما عارفة إنى بأنزل أقابل حبيبى كل كام يوم، علشان واثقة فيا، وتعرفه كويس وبتكلمه توصيه عليا، هى عارفة إنى مش هاعمل حاجة غلط، وبتعاملنى على إنى صاحبتها، وفيه ثقة ما بينا، وعلشان كده مابخبيش عنها حاجة".

 وقالت ندى سالم 16 سنة، "بابا طول الوقت عنده شغل، ومابشفهوش كتير، وحبيبى اتعرفت عليه فى الدرس، وحسيت فيه حنان عوضنى غياب حنان بابا عليا، علشان كده ارتبطنا".

وقالت رحمة جمال 15 سنة، "الحب بالنسبالى انه يبقى مهتم بيا، بس الشباب مش بيعرفوا يحبوا مفيش فى دماغهم غير حاجة واحدة قليلة الأدب".
وأضافت " أغلبية البنات اللى فى سننا بيرتبطوا، بيبقى عندهم واحد أساسى و4 احتياطى كده بيلعبوا بيهم
الأندر إيدج.. حب
وتقول رحمة حسن 15 سنة، "استحالة اسمع أغانى قديمة بتبقى مملة جدا وبنقعد نتريق عليها، انما المهرجانات أساسى بالذات حمو بيكا".

محمد عثمان 17 سنة، "انا ارتبطت قبل كده مرة بس أكيد مش هخطبها، أنا مخطبش بنت مشيتم عها، بس هخطب السنة الجاية بنت عمى عشان محترمة وهتعرف تصون اسمى وبيتى".

ومن جانبها قالت أسماء على، 45 سنة، "بقينا بنفتح الفيس بوك نلاقي أطفال بيعملوا فيديوهات غريبة واحضان أمام المدارس وأمام زملائهم، ويهربوا من المدراس عشان يروحوا الكافيهات".

وأضافت أنه يجب وضع قواعد للدخول إلي اماكن الترفيه كالحدائق و لمطاعم  بعدم دخول الأطفال تحت سن ال18 عام دون رفقة عائلتهم، ويجب على المسؤولين أيضًا توعية الأهالى وحسهم علي الإهتمام بأبنائهم، و قيام المدرسة بندوات لتوعية الطلاب عن مخاطر التدخين وتعاطي المخدرات وأضرارهم علي الصحة والبيئة.

وقالت سوزان إبراهيم 52 سنة، الاندر أيدج موجودين في كل بيت مصرى، وعشان كده لازم نعرف نتعامل معاهم صح لأن الضرب والتعامل معهم بقسوة يجعلهم يذهبون إلي التعرف علي الأصدقاء وفعل الأشياء المشينة للفت الانتباه".
الأندر إيدج.. حب
وبدورها، أكدت الدكتورة سحر عبدالمعطى أستاذة علم الاجتماع بجامعة اسكندرية، أن حوادث العنف المتكررة الآن بالمدارس تحتاج لإعادة تأهيل نفسي واجتماعي للطفل من قبل الأسرة والمدرسة، لافته إلى أن ظاهرة" الأندر إيدج" ساعد على انتشارها إهمال قصور الثقافة والإعلام لدورهما المنوط به.

وأضافت عبدالمعطى أن الأعمال الدرامية والسينمائية التي يعرضها التليفزيون سبب قوي لإنتشار العنف بين الأطفال في المدارس، خاصة في ظل غياب دور الأسرة واهتمامهم بالعمل وجلب الأموال للمنزل، وترك أطفالهم أمام تلك الشاشات والبرامج والكرتون والذي تغير كثيرًا عن الأعوام الماضية، وأصبح خطرًا كبيرًا يهدد المجتمع.

وقالت الدكتورة مرفت رجائى، استشارى نفسى، إن الحب مشاعر فطرية سامية تحتاج إلى أن توجه فى المسار الصحيح حتى تفرغ بشكل سوى وسليم يتفق مع القيم والمبادئ والتقاليد والدين، لكن المراهق فى هذه المرحلة لا يستطيع أن يميز بين الحب والأعجاب، فيتخيل أن أى مشاعر تنتابه تجاه شخص ما هى مشاعر حب، وتتميز بالخيال الواسع وبناء قصور فى الهواء، ويحتاج المراهقون لمن يساعدهم على عقد مصالحة بين خيالهم وواقعهم بوعى وكياسة.

وأكدت رجائى أن خلط المشاعر فى فترة المراهقة يحتاج لمساندة ودعم الأهل، حيث إن المراهق فى مرحلة انتقال بين الطفولة والمراهقة بما يصاحبها من تغييرات هرمونية، فيشعر بأزمة هوية وما يلازمها من محاولات لإثبات ذاته والتمرد على سلطة الوالدين.

وتابعت قائلة "وعى الأهل بخطورة هذه المرحلة يجعلهم يحترمون مشاعر المراهق ويتقبلوه بحب ودفء من خلال الاستماع إلى مشاكله وتفهم احتياجاته النفسية والعاطفية، واحترام خصوصياته وعدم الاستهانة بمشاعره".

وقال أحمد فهمى، استاذ علم النفس بجامعة الاسكندرية، لابد من محافظة الاباء والامهات على ابنائهم وتربيتهم تربية سليمة، وتعليمهم القيم والمبادئ فى هذه المرحلة العمرية، لأن الأطفال في مرحلة معينة يكون لديهم سمات قوية للقيادة والزعامة، والتوعية الخاطئة من الآباء والمدرسة تكون سببًا في انحرافه عن الطريق السليم للقيادة.
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads