المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

قصور البشوات بالإسكندرية .. تاريخ وكنوز وذكريات ينتظر الاهتمام

الأربعاء 02/يناير/2019 - 12:30 م
مريم حسن
طباعة
ارتبطت قصور الإسكندرية بعدد من الحكام من أسرة محمد على باشا، فهي ليست مجرد عقارات أو قصور رئاسية للحكام والبشوات، إنما هى تاريخ وكنوز وذكريات، وشاهدا حيا على أحداث كبرى غيرت تاريخ مصر، إذ كانت مصر فى العصر الملكى تمتلك قصورًا ذات تصاميم وابداعات ساحرة.

قصر "رأس التين".. عاصر أسرة محمد على وشهد إسقاط الملكية

قصور البشوات بالإسكندرية
يعد قصر رأس التين من أقدم القصور الموجودة في مصر عامة والإسكندرية خاصة، فهو أحد المعالم التاريخية والأثرية بالإسكندرية؛ حيث يضيف لها المزيد من القيمة التاريخية والجمالية والمعمارية، إذ يعد أكبر قصور الإسكندرية.

بدأ محمد علي في بناء قصر رأس التين عام 1834م، وقد استعان فى بنائه المهندسين الفرنسيين سيريزي بك وروميو والمسيو ليفرويج، وتم افتتاحه رسميا عام 1847، وتم بناء القصر على الطراز الأوروبي المعمارى، ولم يتبقى من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقي الذي أدمج في بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجانا مصرية.

وسمي القصر بهذا الأسم نظرا لوجود أشجار التين من حوله، وتعود أهميته التاريخية إلى أنه القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام أسرة محمد على باشا في مصر والتي استمرت نحو مائة وخمسين عاما، كما كان القصر أول مكان يدخله التليفون في مصر بأكملها عام 1879، ويسجل القصر المشهد الأبرز في تاريخ مصر قيام؛ حيث غادر منه الملك فاروق أخر ملوك الأسرة العلوية إلى منفاه في ايطاليا، فقد شهد القصر على تحول مصر من الملكية التي دامت أعوام إلى جمهورية على يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.

"قصر المنتزه".. تحفة ملكية احتضن "قمة 1964".. وزاره أول رئيس إماراتى
قصور البشوات بالإسكندرية
يعد قصر المنتزه أحد القصور الملكية بمصر، بناهالخديوي عباس حلمي الثاني عام 1892 م بمدينة الإسكندرية، حيث اختار عباس حلمى منطقة المنتزة لتكون مصيفًا له، ثم تم تعليته في عهد الملك فؤاد الأول، وأنشأه الملك فاروق في بداية الأربعينات بنظام معماري جديد يتماشى مع النظام الذي بنيت به القصور الملكية في المنتزه.

وتكمن روعة القصر في موقعه الفريد علي شاطئ الإسكندرية حيث بني فوق هضبة مرتفعة تحوطه الحدائق والغابات على مساحة 370 فدانا، كما تجمع عمارته بين الطرازين الفرنسي والعثماني الإسلامي، ويعود الفضل الى محمود باشا شكري رئيس الديوان التركي في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني في إطلاق اسم المنتزه على القصر، ولعل أشهر ما يميزه برج الساعة الذي كان تخرج منه أربعة تماثيل ذهبية للملك فاروق عندما تدق عقارب الساعة.

وأصبح القصر تابع لرئاسة الجمهورية فى عهد حسنى مبارك الذى استضاف فيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد عقد داخل القصر مؤتمر “القمة العربية” فى عام 1964 بحضور 14 دولة عربية من أجل تحرير فلسطين.

“قصر الصفا” بناه زيزينيا وأسماه محمد على
قصور البشوات بالإسكندرية
يقع قصر الصفة بمنطقة زيزينيا، وبناه الكونت اليونانى استيفان زيزينيا في نهاية القرن الـ19، ثم اشتراه الأمير محمد على، وأعاد بناءه عام 1927، وأطلق عليه اسم “قصر الصفا”، وهو الأسم الحالي له، ثم انضم القصر بعد ذلك إلى القصور الرئاسية.

ولعل ما يلفت النظر فى قصر الصفا، هى النقوش العربية التى تزينها الآيات القرآنية الكريمة؛ فآية الكرسى توجد على مدخل القصر من الجهة البحرية، وأسماء الله الحسنى مموهة بالذهب الخالص، أما المدخل الرئيسى للقصر فقد نقشت فوقه (فادخلوها بسلام آمنين).

وقد رأى محمد على أن يختار لقصره اسم “الصفا” تيمنا بجبل الصفا؛ الذى يعد منسكا من مناسك الحج، وتضم حديقة القصر مجموعة من النباتات النادرة، كما يضم أجمل لوحات التصوير فى العالم.

“السلاملك” و“الحرملك” المقر الصيفى للأسرة الملكية
أعيد إحياء حدائق قصور المنتزه في أواخر القرن التاسع عشر عندما قرر الخديوي عباس حلمي الثاني بناء أحد القصور الخديوية “السلاملك”، وجرت إضافة قصر “الحرملك” ومبان أخرى مكملة في عهد الملك فؤاد الأول والملك فاروق ليكون المقر الصيفي للأسرة الملكية.

قصر السلاملك
قصور البشوات بالإسكندرية
كلف الخديوي عباس حلمي الثاني مهندس القصور الخديوية حينذاك اليوناني ديمتري فابريشيوس باشا ببناء القصر، وقد انتهى فابريشيوس باشا في تصميم القصر عام 1892، واستوحى تصميمه من الطرز النمساوية السائدة في القرن التاسع عشر إرضاءً لرغبة الخديوي وصديقته الكونتسية ماري تورك فون زندو والتي أصبحت فيما بعد زوجته، وفى عهد الملك فاروق، خصص القصر ليكون مكتبا خاصا للملك ومقرا للضيافة.

وقد أطلق على القصر اسم “السلاملك” ويعنى مكان للاستجمام والراحة باللغة التركية، وبعد فترة قصيرة أقام الخديوي مسكنًا للحريم، وكان عبارة عن فيلا من طابق واحد خصصت لإقامة أفراد الأسرة وتم إزالتها في عصر الملك فؤاد لبناء قصر عرف فيما بعد بـ”الحرملك”.

وكانت غابة الجزويرينا أهم ما يميز حدائق القصر، بالإضافة إلى إطلالتها على سواحل من الصخور والرمال مما جعلها ذات طابع فريد في جمالها بالمقارنة بالقصور الأخرى في مصر المحروسة.

وفى حديقة القصر توجد العديد من المدافع الحربية الإيطالية الصنع، التى أحضرها الملك أحمد فؤاد، من إيطاليا بهدف تحصين وتأمين القصر ضد أى هجوم طارئ من جهة البحر على القصر، وفى خلال فترة الحرب العالمية الأولى تم استخدام القصر كمستشفى عسكرى ميدانى للجنود الإنجليز.

قصر الحرملك
بنى قصر الحرملك بالمنتزة بأمر من الملك أحمد فؤاد عام 1925، وكلف به كبير المهندسين الإيطاليين "فيروتشي" مع المهندس حسن باشا العدوى، وكان يعد المقر الملكي في الصيف للعائلة المالكة، ويجمع القصر ما بين الطرز الفنية البيزنطية والطرازين القوطى والكلاسيكى، فضلا عن الطراز الإسلامي، وتم تجديده فى عصر الملك فاروق.

ومن أهم خصائص التصميم الداخلي لقصر الحرملك الحوش الداخلي المسقوف بالزجاج الملون، والذي يجمع حوله الفراغات والسلالم الداخلية لعناصره، وتبرز التراسات الخارجية والسلالم والأبراج في تشكيلات بارزة في الواجهات الخارجية مع التنوع في استخدام طوب السورناجا والبياض وكذلك القيشاني الملون، ومن تفاصيل دقيقة ومتنوعة من الزخارف والعناصر المعمارية القوطية والتي تشكل العمارة المميزة للقصر.

قصر عزبزة فهمى.. التاريخ يكتب سطوره على هضبة جليم
يعد قصر عزيزة فهمى واحدًا من أفخم القصور التاريخية في مصر، وأحد معالم الإسكندرية بطرازه المعماري الفريد، وكان مملوكا لعزيزة فهمي، كريمة علي باشا فهمي، كبير المهندسين في عهد الملك فؤاد.

ويطل القصر على شاطئ جليم بكورنيش الإسكندرية، على مساحة فدان، وتبلغ مساحة المبنى 670 مترا، ووفقًا للمعلومات التاريخية، فإن عزيزة وعائشة وزينب وفاطمة وعلى، هم أولاد علي باشا فهمي بن عوض بن شافعى، كبير المهندسين فى القصر الملكي، فى حين تذكر معلومة أخرى أنها ابنة عبد العزيز باشا فهمى وزير الحربية المصرية فى عهد الملكية.

ويقع القصر الذى يعتبر ثالث أكبر قصر في مساحة الارض بعد قصر المنتزه وقصر رأس التين؛ على مساحة 15 ألف متر مربع في موقع فريد على شاطئ منطقة جليم، وقد هدمت جميع الفيلات والقصور المحيطة بقصر عزيزة فهمي، ليبقى وحيدًا أمام شاطئ عروس البحر المتوسط، حيث كان يوجد على يسار القصر فيلا محمد عبدالوهاب، وعلى اليمين فيلا أحمد شوقى، ثم قصر الأمير محمد على بن توفيق.

وأنشأ القصر عام 1927 أثناء تشييد وبناء كورنيش الإسكندرية على يد المهندس الإيطالي جرانتوا، وصمم القصر على الطراز المعماري الخاص بعصر النهضة، حيث كان مستوحى من تصميمات المعماري الإيطالي أندريا بالاديو، التي تتميز بالطابع الكلاسيكي الروماني.

قصر المجوهرات الملكية.. تحف ملكية تحكى تاريخ
قصور البشوات بالإسكندرية
يعد قصر المجوهرات من أجمل المعالم السياحية فى الإسكندرية، حيث يضم مجموعة نادرة من التحف والمجوهرات والحلى والمشغولات الذهبية والأحجار الكريمة والجواهر والماس، ويقع المتحف فى حى زيزينيا بمدينة الإسكندرية، ويطلق عليه “قصر المجوهرات” نظرًا لوجوده فى المبنى الذى كان قصرًا لإحدى أميرات الأسرة العلوية المالكة.

وتأسس هذا القصر على يد زينب هانم فهمى، عام 1919، وأكملت بناءه وأقامت به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء عام 1923، وتم استخدام القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول إلى متحف بقرار جمهورى عام 1986.

تم بناء هذا القصر على الطراز الأوروبى، ويضم المتحف 11 ألفًا قطعة تخص أفراد الأسرة المالكة، أبرزها تاج للملكة صافيناز زوجة الملك فاروق المصنوع، كما يضم قلادة محمد على، ومجموعة متنوعة من مجوهرات الأميرات.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads