المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

العنف الأسري في مصر .. قنبلة موقوتة تفتك بالزوجة وتقودها للانتحار

الجمعة 04/يناير/2019 - 08:01 م
مريم حسن
طباعة
تفاقمت ظاهرة العنف الأسرى بشكل جنونى فى الفترة الأخيرة، بشكل يصعب علينا متابعته، فلا يمر أسبوع حتى نسمع عن جريمة أسرية، لا تخلو من القسوة والوحشية ، ولربما وصلت إلى القتل والدماء، أما قديما فكانت جريمة أسرية واحدة تحدث كل عام كفيلة بأن تشغل بال الرأى العام ويرتج لها المجتمع كله، بينما الآن ونحن نعيش فى القرن الحادي والعشرين، الذى يشهد قمة ازدهار التطور التكنولوجى والمعرفى، أصبح العنف ضد المرأة وباءً عالميًا.
العنف الأسري في مصر
أوضحت الدكتورة فاتن عبداللطيف، عضو المجلس القومى للمرأة، أن نحو 1.5 مليون امرأة مصرية يتعرضن للعنف الأسرى سنويًا، وأن نحو 70 % من حالات الاعتداء على الزوجات سببها أزواجهن، و43% من النساء المتزوجات يتعرضن لعنف نفسي، و32% تعرضن لعنف بدني، و12% تعرضن لعنف جنسي.

وأكدت "عبداللطيف"، أن 29% من الزوجات المصريات يتعرضن للعنف الجنسى من أزواجهن، واختيار أوقات غير ملائمة للمعاشرة الزوجية، مما يسبب لهن أذىً نفسيًا وبدنيًا، حيث تشتكين الكثير من الزوجات من أزواجهن الذين يتحولون إلى وحوش أثناء ممارسة الجنس.

وأضافت عضو المجلس القومي للمرأة: "نحاول في المجلس التصدي للعنف والأذى اللاحق بالمرأة، لكن في الواقع المشكلة تكمن في ثقافة المجتمع المغلوطة، والتي تقوم على تقبل المجتمع للعنف الذكوري ضد الإناث، لذلك نحتاج إلى تغيير ثقافة المجتمع بشكل عام، وتوعية الفتيات بحقوقهن منذ الطفولة، وتعليمهن رفضن العنف، بكافة أشكاله".
العنف الأسري في مصر
وتقول الدكتورة سحر عبدالمعطى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، أن الثقافة الذكورية السائدة فى المجتمع المصرى، هي سبب انتشار العنف الأسرى، مما يؤدي الى تحفيز بعض الأعمال الذكورية، التي تؤذي المرأة، وأهمها أنواع العنف المختلفة التي تتعرض لها المرأة.

وأوضحت "عبدالمعطى"، أن ما يتم رصده من جرائم عنف ضد المرأة لا يشكل المعدل الحقيقي، لأن أغلب النساء اللواتى يتعرضن للعنف يفضلن الصمت خشية التعرض لأذي، مؤكدة إن العنف الذى تتعرض لهن السيدات يترك آثار سلبية فى نفوسهن، الأمر الذى يتطلب إلى إعادة تأهيلهم نفسيا.

وعددت الدكتورة سحر، أسباب العنف الأُسرى على اختلاف بيئاتها ومستوياتها، وعلى رأسها العوامل النفسية التى ترجع إلى الشخص ذاته كالإحباط، وضعف الثقة بالنفس، وعدم القدرة على مواجهة الصعاب، إلى جانب سوء تنشئة الزوج أو الزوجة، كنشأتهما في بيئة تلجأ إلى العنف وتستخدمه، فالعنف يولد العنف، بالإضافة إلى تعاطي المواد المخدرة التي تفقد الإنسان عقله، وتُودي به إلى ارتكاب أعمال عنف، وضعف الوازع الدينى والبعد عن الأخلاق الحميدة، وأخيرا انتشار المواد التى تحض على العنف في وسائل الإعلام المختلفة والألعاب الإلكترونية.

ومن جانبها قالت سارة السهيل، باحثة فى العنف الأسرى، إن العنف الأسرى الذى تتعرض له المرأة أنواع مختفة؛ منها العنف الجسدي الأكثر إنتشارا وشيوعا فى معظم البيوت العربية، ويصدر ممن له الولاية والسلطة على المرأة، ويستخدم فيه الضرب باليد أو بالعصا أو أى آلة، وأيضا العنف النفسي؛ وهو الإيذاء المعنوى الذى تتعرض له المرأة من ذويها مثل الإهمال أوالحرمان من الحرية بالحبس داخل المنزل مثلا أوالعزل وعدم الإختلاط، والذي قد يودي بها إلى الإكتئاب، وربما الانتحار.

بينما قال الدكتور وليد النمر، أستاذ القانون بجامعة الإسكندرية، أن قضايا العنف الأسري يجرمها قانون العقوبات المصري، طبقا للمواد "242،302، 306" من قانون العقوبات، والتى تتعلق بقضايا الضرب والاعتداء البدني، مؤكدًا أن هذه القوانين غير رادعة وهزيلة بالمقارنة بالضرر الواقع على الزوجة المعنفة، وخصوصا أن هناك نصوص مثل الماده 60 من قانون العقوبات تبيح التعدي على الزوجة والابنة، تحت نطاق التأديب باعتبارة عملا مقررا بمقتضي الشريعة.

وطالب "النمر"، الزوجة التى تتعرض للضرب وترغب فى نيل حقها بالقانون عليها بأن تقاتل حتى تثبت الضرر، وتتغلب على تحايل الأزواج واستغلال ثغرات القانون للهروب من العقوبة، حيث تعانى الزوجات المعنفات من عدم تفعيل العقوبات.
العنف الأسري في مصر
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم الهدهد، أستاذ بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الإسلام لا يقر التعامل بطريق العنف بين الناسِ عامة، وبين أفراد الأسرة الواحدة خاصة؛ مؤكدا على أن العنف لا يصلح أن يكون علاجًا لمشكلة، أو وسيلةً لإصلاح، فإن وجد العنف داخل أسرة أصبح خطر يهدد تماسكها.

وأوضح "الهدهد"، أن الله -عز وجل- جعل الزواج آية من آياته، وجعل دفء الأسرة والسكون إليها أهم مقاصد إقامتها، فقال تعالى: "ومن آياته أَن خلق لكم من أَنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، وهو ما يتنافى مع العنف واستخدامه في مواجهة المشكلات.

وأكد الأستاذ بجامعة الأزهر، أن العنف الأسري جريمة وحشية حرَّمها دين الإِسلام أشد التحريم، لما فيها من عنف، وقسوة، وإهدار لكرامة الإنسان، مضيفًا أن العنف المتبادل بين الزوجين، والذي تقع النساء ضحيته، مخالفة لما أمر به الإسلام من صيانة المرأة وإكرامها، واستشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "واستوصوا بالنساء خيرًا".

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads