المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

فيديو وصور| الحاجة نور النبي.. حرمت من نور عينيها وأصبح الشارع مأواها

الخميس 24/يناير/2019 - 05:16 م
أمنية عبد العزيز
طباعة
قليلا ما تجد من سرق منه متاعه في الحياة وتجده راضيًا بقضاء الله.. وكثيرا من أهلكهم الفقر ونال منهم هذا العناء وأنهى مطافهم بالشارع وجعله سكنًا لهم، لا يوجد حام لهم في هذا الحين سوى الله سبحانه وتعالى، وحدهم من يتعرضون لمخاطر الشارع، يواجهون قسوة العالم وحدهم، يضرب المطر على رءوسهم ويتضرون لتحمله نظرا لعدم وجود مأوى لهم، فضلا عن حرارة الصيف القاسية وكلاب الشوارع الضالة ليست هذه الكلمة تمثل الحيوانات فقط، وإنما يتجسد أحيانًا البشر في صورة حيوانات ضالة.. وتستعرض بوابة المواطن الإخبارية معاناة الحاجة نور النبي التى تسكن الشارع . 

هذا الحال الذي أصاب الحاجة " نور النبي "، المسنة الستينية التي عانت بتلك الحياة كثيرا، إلى أن انتهى بها المطاف للجلوس بالشوارع لطلب الرزق أو كما يقال " بقت على باب الله "، بعد أن قست الظروف عليها واضطرت لتحمل كل ما بها من المأسى والعقبات، واجهت ذلك العالم بمفردها.. تقف أمام تلك الصعاب التي تواجهها، بل تواجه ابنها أيضًا كوقفة الرجل، بالرغم من مرضها الشديد وفقدانها نور عينيها. 

الحاجة نور النبي مسنة ستينية 
عندما تطأ قدماك شارع سعيد بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، تجد الحاجة " نور النبي " تجلس على الرصيف اليمينى بالشارع بوشاحها الأسود الذي يطل نور وجهها منه، وبجانبها صندوق صغير به بعض علب المناديل واللبان، لا تتكلم مع أحد، فقط تجلس تنتظر رزقا يأتي من أحد المارة يعطف عليها ويمد يد العون لها، دون أن تنادي على أحد. 

الحاجة " نور النبي " تبلغ من العمر 66 عاما، من سكان مدينة طنطا، فقدت زوجها ومن ثم فقدت نور عينيها، فقد أصيبت بأمراض بالعين، وتسببت لها في فقدان جزء كبير جدا من عينيها وأصبحت لا ترى، وبعدها أصيب ولدها الوحيد بقطع يده أثناء عمله، الأمر الذي جعله عاجزا عن العمل لا يجد مكانا يحتضنه ويعمل به حتى يصرف على والدته ويكفي علاجها أو حتى يجد مأوى يضمه هو ووالدته ويستظلون به بعيدا عن مآسي الشوارع بما تحمله من ذل وقهر. 

فيديو وصور| الحاجة
قالت الحاجة " نور النبي " أنها أيضا تعاني من مرض القلب، بجانب جلطة بالنصف الأيمن من جسدها، ويؤثر الأمر في قدمها اليسرى ويجعلها تثبت مكانها ولا تتحرك، تجلس يوميا بذلك الشارع، ويأتي الليل تقيم عند إحدى السيدات بالشارع، فقد منَّ الله عليها وجعل الرحمة بقلب إحدى السيدات بالشارع وتحتضنها للنوم ليلا عندها، بدلا من مكوثها بالشارع في ذلك البرد القاسي بالشتاء. 

وبالرغم من تلك المعاناة التي تشعر بها الحاجة " نور النبي " فإن الرضا يملأ قلبها، تحمد الله ليل نهار، على ما آتاها، تصلي وتدعي الله أن يثبت قلبها على الرضا بقضاء الله وقدره، تشكر الله على ما بها لا تجزع ولا تتزمر، وإنما تنتظر رزق الله يأتي إليها من أي باب حتى تتمكن من الإنفاق على ولدها العاجز الذي لا يجد أي مكان يستطيع تشغيله بسبب إصابة يديه.

فيديو وصور| الحاجة
وأضافت أن تحتاج الكثير من الأدوية للقلب والجلطة وأحيانا المال الذي يأتي إليها لا يكفي لشراء كل الأدوية، وهناك الكثير من المواطنين المقيمين بذلك الشارع يعرفونها جيدا ويخرجون دائما من منازلهم للاطمئنان على حالها ويقومون بإعطائها أدويتها وإعطائها الطعام لتأكل، غير أنها لا ترى وتتعرض كثيرا لسرقة من المارة، إنها تنتظر عفو الله عليها ليقبض روحها ويرحمها من قسوة هذا العالم. 

وتطلب الحاجة " نور النبي " من محافظ الغربية اللواء مهندس هشام السعيد، أن يوفر مأوى لها هي وابنها ويرحمها من قسوة الشوارع، ومن برد الشتاء القارص الذي تتعرض له يوميا حتة ترزق بأي جنيه، والتكفل بعلاجها بدلا من أن تمد يدها للغير.

هذا ليس حال الحاجة نور النبي فقط وإنما حال الكثير مثلها يعانون من الكثير، ولكن لا يجدون من يحتضنهم من عناء الشوارع. 

يذكر أن هناك حملة قائمة بمحافظة الغربية لإيواء المسنين من الشوارع ورحمتهم من عناء الشارع، ولعل تلك الحملة تحتضن الحاجة " نور النبي " وترحم ابنها من إحساسه بالعجز عن الإنفاق على والدته أو رحمتها من الشارع أو يوجد من يجد له عملا يناسب ظروفه بأي مقابل. 
هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads