صور | الصلاة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 .. أرض المعارض عبادة وثقافة
الجمعة 25/يناير/2019 - 03:00 م
كتب: وسيم عفيفي - تصوير: محمد توفيق
طباعة
جاءت الصلاة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 لتمثل تطبيقاً عملياً لقول الله تعالى "واتقوا الله ويعلمكم الله"، حيث شهد مصلى الرجال إقبالاً من المصريين وغير المصريين وهو نفسه الذي شهده مصلى السيدات.
ربما وجود مصلى في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 تمثل نسخةً غير مختلفة من شكل المدارس الفكرية والعلمية التي كانت منتشرةً في مصر قبل كذلك كالمدرسة الصالحية، والمنصورية، والناصرية، والصلاحية، والقمحية، والصاحبية.
الساعون إلى الثقافة والطامحون للفوائد الـ 22
الساعون إلى الثقافة والطامحون للفوائد الـ 22
الصلاة في معرض الكتاب
القراءة شهوة المثقف، لكن لم تمنع هذه الشهوة السوية حضور معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019 من أداء الصلاة لفوائدها الـ 22 والمنصوص عليها في السنة النبوية، وهي أنها صلة بين العبد وربه ولذا سميت صلاة، وتكفر الذنوب والآثام وتنهى عن الفحشاء والمنكر وتعطي نور في الوجه والقلب والقبر ويوم الحشر.
وتعد الصلاة أيضاً علاج للبدن والروح كما أنها الصلاة عمود الدين الإسلامي الذي يقوم عليه كعمود الخيمة فهي شعار المسلم فلا إسلام لمن ضيعها.
مشاعر المصلين إزاء الصلاة أنها أنها بمنزلة الرأس من الجسد فكما أنه لا حياة لمن لا رأس له فلا دين لمن لا صلاة له؛ كما أن الصلاة سبب المعونة على أمور الدين والدنيا وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ، فضلا عن أنها سبب للرزق.
تمحى الخطايا بالصلاة وبالتالي فكل هؤلاء يدركون ذلك فلجأوا إليها لأن بها الدرجات، فضلا عن أنها دليل على الإيمان وأمان من النفاق.
واتقوا الله ويعلمكم الله .. تفسير أفسده المذهبية
يفهم معنى قول الله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، على أن تحقيق التقوى سبب للحصول على العلم النافع، فقد قال القرطبي رحمه الله: قوله تعالى: وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، وعد من الله تعالى بأن من اتقاه علمه أي يجعل في قلبه نوراً يفهم به ما يلقى إليه وقد يجعل في قلبه ابتداء فرقاناً أي فيصلاً يفصل به بين الحق والباطل ومنه قوله تعالى: "يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ".
لكن اختلف الكثيرون حول هذا الاستدلال، وقال مجموعة من المفسرين رداً على الصوفية، أن الاستشهاد بهذه الآية من حيثية أن التَّقوى تكون سببًا للعلم مردودٌ بجملةِ أمورٍ، منها:
الأوَّل: من جهة اللُّغة؛ وذلك أنَّ العطف وَيُعَلِّمُكُمُ الله على قوله: وَاتَّقُواْ الله يُنافي أن يكون جزاءً له ومرتَّبًا عليه؛ لأنَّ العطف يقتضي المغايرة، ولو أراد الله هذا لجعل العطف بالفاء، أي قال: واتَّقوا الله فيعلِّمكم الله، أو وصل الفعل بلام التَّعليل، ولقال: واتقوا الله ليعلمكم الله؛ ومن جعل الواو في قوله تعالى: وَيُعَلِّمُكُمُ الله بمثابة التَّعليل، أي على معنى ليعلِّمكم فليس بصحيح.
يقول صاحب التَّحرير والتَّنوير (3 /118): وفي عطفه على الأمر بالتَّقوى إيماء إلى أنَّ التَّقوى سبب إفاضة العلوم، حتَّى قيل: إنَّ الواو فيه للتَّعليل، أي ليعلِّمكم، وجعله بعضهم من معاني الواو وليس بصحيح.
ثمَّ إنَّه إن أُريد ذلك المعنى وهو أنَّ التَّقوى سببٌ للعلم، فإنَّ لفظ هذه الآية لا يسمح به؛ لأنَّه لو كان كذلك لاقتضى جَزْم: وَيُعَلِّمُكُمُ الله.
يقول ابن جزي في التَّسهيل لعلوم التَّنزيل 1 /132 في تفسير قوله تعالى: وَيُعَلِّمُكُمُ الله: إخبار على وجه الامتنان، وقيل: معناه الوعد بأنَّ مَنِ اتَّقى علَّمه الله وألهمه، وهذا المعنى صحيح، ولكن لفظ الآية لا يعطيه؛ لأنَّه لو كان كذلك لجزم وَيُعَلِّمُكُمُ الله في جواب وَاتَّقُواْ الله.
