فيديو| ستات مصر الشقيانة.. آمال بائعة الخضار: جوزت بناتي بعد الكليات وبسدد الأقساط
الأربعاء 30/يناير/2019 - 06:01 م
أمنية عبد العزيز
طباعة
"ياعيني على الحلو لما تبهدله الأيام".. تلك المقولة التي تقال على كل ما هو جميل ويتأثر بالظروف اليومية التي يتعرض لها، سواء كانت تلك الظروف شقاء ومعاناة أو هموم تتزايد يوميًا أو أي شيء يطفي بهجة الشخص، مثلما هو الحال للنساء، فمعروف عن النساء "الجمال" ولكن أحيانا ما تقسو الظروف عليهن وتجعلهن يزددن همومًا يومًا بعد يوم ويتأثرون كثيرًا ببهتان وجوههن، وخشونة أياديهن إنهن " ستات مصر الشقيانة ".
فالسيدات أصبحن يشغلن أمورًا كثيرًا في الحياة بل أصبحن كالرجال يعملن بكل المهن لا يأبهن لصعابها، أصبحن يواجهن مصاعب الحياة كرجل صلب يتحمل كل الضربات دون كد أو تعب، تلك السيدة الوزيرة والمحافظة، الضابطة والطيارة، وأخيرا العمدة كما الحال بمحافظة كفر الشيخ، كلهن سيدات يقفن بوجه المجتمع ولكن أهمهم تلك السيدة التي خرجت من منزلها صباحا بسلال الفاكهة والخضراوات لتطلب الرزق.
في السابعة صباحًا تجمع أغراضها تصلي لله وترتدي ملابسها وتردد "يافتاح ياعليم يارزاق ياكريم" وتخرج من منزلها تجد بانتظارها التروسيكل المؤجر تنقل به بضاعتها وتشد الرحال من منزلها حتى المكان الذي اعتادت على الجلوس به يوميًا منذ 10 سنوات هذا ليس الوقت الذي عملت به فقد اعتادت على ذلك لمدة 25 عامًا ولكن مع تغير المكان.
"الست آمال" سيدة خمسينية تبلغ من العمر 52 عامًا من سكان قرية إخناواي مركز طنطا بمحافظة الغربية تزوجت في سن صغيرة، ولم تكن ظروف زوجها ميسرة، فاضطرت إلى الخروج للأسواق لبيع الخضار حتى تساند زوجها في مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها فقد رزقهم الله بـ 5 أبناء ويحتاجون إلى كم كبير من المصاريف حتى تتمكن من إكمال تعليمهم وتجهيزهم للزواج.
قالت " آمال " إنها تخرج لبيع الخضار منذ 25 عامًا وساعدها ذلك في تعليم أولادها، فقد تمكنت من أن تدخل ابنتها كلية التجارة من وراء بيعها للخضار، وتمكنت من تزويج أخرى، وساعدت ابنها الكبير في تجهيز شقته حتى تزوج تشقى ليل نهار، حتى لا تمد يدها للغير، ولكن كثرت الأعباء عليها بسبب الأقساط التي مازالت تدفعها جراء الفواتير وجهاز ابنتها.
وذكرت أنها تخرج من السابعة صباحًا بالفاكهة والخضراوات، تقوم بتأجير تروسيكل ينقل لها الفاكهة من قرية إخناواي إلى شارع سعيد بطنطا تقوم ببيع الخضراوات خاصتها حتى يأتي الليل تضع ما تبقى منها بأحد العماير وتذهب لمنزلها وتشترى صباحًا خضراوات جديدة لتعيد الكرة يوميا لمدة 25 عامًا دون كد أو تعب، ترسم ابتسامتها علي وجهها أمام المارة، هذا ما يجعل الكثير ينجذب إلى الشراء منها فروحها طيبة وتبهج الجميع.
وأشارت إلى أنها تقوم أيضًا بتحضير الخضراوات للزبائن حتى تكون جاهزة على الطهي مباشرة نقوم بتقوير الباذنجان والكوسة وتفريط البسلة وتقطيع السبانخ وكل الخضروات التي تحتاج إلى تحضير حتى تكون جاهزة للطهي، ويختلف سعر الخضروات المحضرة عن سعر الغير جاهزة، فسعر كيلو الكوسة 10 جنيهات أما الجاهزة 12 جنيها، وكذلك باقي الخضراوات تضع 2 جنيه فقط أجرة تحضيرها تسهيلا علي المواطنين وأيضا تشغل وقتها التي تهدره بالجلوس أمام الخضروات لبيعها.
الموظفات الأكثر إقبالا
وأوضحت أن زبائنها الأكثر إقبالا على الخضروات المحضرة هن من المعلمات والموظفات اللآئي يخرجن من عملهن بأوقات متأخرة ولا يوجد وقت لديهن تحضيرها بالمنزل فيأخذونه منها محضرًا ويقومون باستكمال طهيه فقط، حتى أنها لها زبائنها الخاصة من العمائر المجاورة لمكان جلوسها يطلبون منها مثلا تحضير 2 كيلو كوسة مقورة تقوم بتجهيزها وإيصالها للعمارة.
وقالت: "أنا عندي تعب في صدري ونفسي مش مظبوط بتعب من القعاد في الشتا والسقعة وبعيا بس هعمل إيه ورايا أقساط كتير لازم تتسدد من جوازات البنات أحسن هتسجن أنا ربيت وكبرت وطول حياتي بشقى عليهم حتي بعد ماجوزتهم ورايا ديون وهم ما يتلم وهفضل شقيانة لحد ما الديون دي تخلص".
وأكملت: "جوزي شغال على دراعي يوم فيه شغل و10 لا يوم شغال نقاش ويوم شيال وكل يوم شغلانة وأهو بنسد مع بعض وبنسند بعض وربنا بيعين وبيرزق بنتحمل البرد وكل اللي بيحصلنا في الشارع، وكله فدا عيالنا ربنا يراضيهم في حياتهم مش عايزين أكتر من كدا هيا دي رسالتنا في الحياة ".
وبالرغم من الظروف السيئة التي تعيشها فإنها تملك قناعة ورضا كبيرا بما يعطيها الله يوميًا تشعر وكأنها ملكت الدنيا عندما تنتهي من بيع الكمية التي خرجت بها ومعها مالها برزقها لتشتري خضراوات جديدة طازجة لليوم التالي.
ولكن عقبة " آمال " التي تعتبر أكبر هم عليها هي الديون المطالب بتسديدها والأقساط فقد تتعرض للسجن بسببها تحتاج إلي مساعدات حتى تتخلص من ديونها وتنعم بحياة كريمة خالية من المشاكل.
اقرأ أيضا: ليلي عز العرب: مفيش إرهاب هيقدر علينا
