المواطن

رئيس مجلسي
الإدارة والتحرير
مسعد شاهين

"صورة لا تنسى" اشتغالة تسببت فيها هذه اللقطة .. ليست الـ 70 مليار

الجمعة 01/فبراير/2019 - 01:38 م
وسيم عفيفي
طباعة
انتشرت في ميدان التحرير لافتات ساخرة وصارت كل لافتة صورة لا تنسى في حد ذاتها، خلال أيامٍ مشابهةً لتلك الفترة ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وكان من ضمن تلك الصور ذات المفارقات الفكرية الغريبة، هذه اللقطة التي مثلت سخرية المصريين بالنكتة من مبارك وزين العابدين بن علي بشأن الـ 70 مليار وأرفقوا قصة الـ 70 مليار بإفيه "محدش بياكلها بالساهل" لـ "ريا وسكينة".
تبدو المفارقة في هذه الصورة، أن جيل السوشيال ميديا فيما بعد ثورة 25 يناير ولإحباطه وعدم ثقته في أي شيء جعل ريا وسكينة من الثوار !.

أصل حكاية الـ 70 مليار

صورة لا تنسى اشتغالة
في الخامس من فبراير سنة 2011 م كان محمد حسنين هيكل فجر معلومة بشأن ثروة محمد حسني مبارك والتي قال عنها تجاوزت 11 مليار وفور هذا التصريح نشرت صحيفة "الجارديان" تقريراً عن ثروة عائلة الرئيس الأسبق مبارك، نقلت فيه عن عدة خبراء تقديرهم لها بحوالى 70 مليار دولار أمريكى، مشيرين إلى أن مبارك يمتلك أرصدة فى البنوك البريطانية والسويسرية إلى جانب بعض الممتلكات الخاصة به فى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

بعد نهاية حكم مبارك بـ 3 أشهر قرر المستشار خالد سليم رئيس هيئة لجنة الفحص بجهاز الكسب غير المشروع آن ذاك، استدعاء محمد حسنين هيكل لسماع أقواله بشأن ما نشرته جريدة الأهرام حول امتلاك محمد حسنين هيكل معلومات موثقة عن ثروة محمد حسنى مبارك.
صورة لا تنسى اشتغالة
سأله المحقق بشأن نشرت جريدة الأهرام فقال"نعم حصل.. صحيفة الأهرام أجرت معى حواراً، ولكنه لم يكن عن ثروة الرئيس السابق مبارك، وإن ما جاء بالحوار مجرد تصريحات فى هذا الشأن"، مشيراً إلى أنه حاول الابتعاد عن هذه الفوضى العارمة التى كان يسمعها، لكن "فضول الصحفى دفعنى لمحاولة الوقوف على الحجم الحقيقى للثروة، فأجريت عدة اتصالات بمصادر صحفية خارج مصر، وأخرى على صلة بالجهات التى تقدر هذه النوعية من التقارير، وعلمت من خلالها أن الرقم لا يتجاوز 11 ملياراً.

وأعطى المحقق الأستاذ هيكل صحيفة "الأهرام"، وطالعها وأكد بأنه غير مسئول عن العنوان الذى تم وضعه على متن الحوار الذى أُجرى معه، والذى أشار إلى وجود أدلة موثقة، موضحاً أن هذا العنوان هو مسئولية الصحيفة، وأن مسئوليته تقتصر على السياق فقط، مؤكداً أن حواره لم يكن عن ثروة مبارك.

وسأل المحقق من أين حصلت معلوماتك حول ثروة مبارك فى تصريحاتك؟؛ فأجاب هيكل قائلا: من مصادرى التى ارتكنت إليها للحصول على تلك المعلومات من تقارير ودوريات دولية منشورة عن وكالات عالمية، ومن بين تلك التقارير تقرير صادر عن اتحاد البنوك السويسرى، والذى أشار إلى أن ثروة مبارك تقدر بنحو 512 ملايين فرنك سويسرى، وهو تقرير متوافق تماما مع التقرير الصادر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية.

وطرح المحقق سؤالا على الأستاذ هيكل عن سبب عدم تعرضه من قبل لمثل هذه الأمور فأجابه: "أنا عاوز أقول لحضرتك حاجة مهمة.. أنا أولا لم أسكت يوما من الأيام عن مكافحة الفساد"، وأضاف "وأقولك بكل وضوح إننى تعرضت لكثير من هذه الأمور فى برنامجى "تجربة حياة" الذى تبثه قناة الجزيرة، لكنى أحب أن أؤكد وبوضوح أيضا أن اهتمامى كان منصبا بالأساس على الفساد فى الشأن السياسى العام، ولا أنكر فى الوقت ذاته أن الفساد المالى المؤسسى مهم.. ولتقويض هذا النوع الأهم من الفساد وهو السياسى الذى أوصلنا إلى ما نحن عليه.

واستطرد قائلا للمحقق "ولعل حضرتك تعلم جيدا أننى منذ فترة طويلة جدا "صائم عن الكلام"، ولا أدلى بتصريحات، وذلك من أسباب السؤال الذى طرحته على "ليه متكلمتش فى الموضوع ده قبل كده".

ثم طرح هيكل صحيفة الأهرام جانبا التى كان ممسكا بها وخلع نظارته، وسأل المحقق "يعنى حضرتك تقصد إن مفيش مستند عن الثروة دى"، ضحك هيكل وأجاب "أنا كنت أقصد أننى لما بحثت وسألت حتى أقف على حقيقة الرقم، عرفت أن المبلغ يتراوح ما بين تسعة إلى 11 مليار دولار"، وأضاف أنه أوضح أن العنوان المنشور، والمتضمن لهذا الرقم مسئولية الصحيفة، وأن دوره يقتصر على السياق فقط، وأكد أن الوصول لحقيقة الأرقام هى فى النهاية مهمة ومسئولية جهات التحقيق.

واختتم هيكل شهادته أنه كان مستغربا كثيرا مما ينشر فى الصحف ووسائل الاعلام حول تلك الثروة ومقدارها، وأنه مع جهاز الكسب غير المشروع فى ضرورة التحقق من المعلومات.

ثورية ريا وسكينة 
صورة لا تنسى اشتغالة
التاريخ قابل للتزوير بالتحايل، لكن الحقيقة من الصعب أن يتم تزويرها خاصة لو كانت مُجْتَمَعِيَّة وليست سياسية، وينطبق هذا على مسألة ريا وسكينة اللتين تحولتا لاحقاً عبر السوشيال ميديا إلى رموز ثورية.
حكاية عصابة ريا وسكينة استغرقت سنة واحدة بين 1920 إلى 1921 م، واتسعت شهرتهم في آفاق السلطنة المصرية حتى جاء نجيب الريحاني فكان أول صاحب عمل فني عن تلك العصابة.
في سنة 2015 م جاء سيناريت وقال أن تلك العصابة رموز ثورية كانت تقتل العساكر الإنجليز ثم لفقت لهم الشرطة المصرية تلك التهمة، والغريب أن الـ BBC اعتبر ما طرحه السيناريست أمراً تاريخياً حقيقياً.
اعتمد المؤلف السينمائي على عمل بحث استقصائي واستند فيه على شهادة أحفاد "عرابي حسان" الذين لم يكونوا شهود عيان وإنما هم نسل يشعر بالعار من جدهم حاسين بالعار، فقالوا أن جدهم اشترك في تنظيم ضد الإنجليز بسبب ثورة 1919 م ولم يأتي أحد بوثيقة رسمية مصرية أو انجليزية أو حتى من أقوال الشهود العيان تقول اشتغالة أن ريا وسكينة من الرعيل الأول للثورة.

أخبار تهمك

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟

هل تتوقع تألق إمام عاشور مع الأهلي هذا الموسم....؟
ads
ads
ads
ads
ads